يتطلب إدارة أكبر شركة في العالم الكثير من الالتزام والتنظيم، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالروتين اليومي. والمدير التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، يعد مثالاً واضحاً على ذلك من خلال نظام حياته المنظم والمملوء بالتفاصيل الدقيقة. وعلى الرغم من أنه شخص شديد الخصوصية، إلا أن كوك شارك على مر السنين لمحات من يومه المعتاد.
يُظهر روتين تيم كوك اليومي كيف يمكن لإدارة الوقت والانضباط أن يساهما في قيادة شركة بحجم «أبل» من الاستيقاظ المبكر والعمل الجاد إلى الحفاظ على التوازن بين الصحة والعمل، يمثل كوك نموذجاً ملهماً لمن يسعون لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية.
إليكم نظرة شاملة على روتين يوم تيم كوك النموذجي.
1 - بداية مبكرة عند الفجر
يبدأ يوم تيم كوك في وقت مبكر جداً، حيث يستيقظ عادة بين الرابعة والخامسة صباحاً. ويقول كوك في إحدى حلقات بودكاست «Dua Lipa: At Your Service» في نوفمبر: «أنا من الأشخاص الذين يستيقظون باكرا جداً، وأستطيع التحكم في صباحي أكثر من بقية اليوم».
ويفسر كوك هذا الأمر بقوله إن الصباح يمنحه حرية التخطيط قبل أن تبدأ أحداث اليوم بفرض جدولها. وبالنسبة له، فإن هذا الوقت المبكر يمثل فرصة ثمينة للتحضير لجدول مزدحم.
2 - الاطّلاع على رسائل البريد الإلكتروني
بمجرد أن يستيقظ، يقضي تيم كوك نحو ساعة يراجع خلالها رسائل البريد الإلكتروني على هاتفه الآيفون. ويتلقى كوك يومياً مئات الرسائل من العملاء والموظفين. ويقرأ منها ما يعكس آراء الناس حول منتجات «أبل»، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وقال كوك في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»: «إنها طريقة للبقاء على اتصال مع شعور المجتمع وتوقعاتهم».
وبالرغم من حجم الرسائل الهائل الذي قد يصل إلى 800 رسالة يومياً، يحرص كوك على قراءة الأغلبية منها، مما يساعده على تحسين خدمات ومنتجات الشركة.
وبالنسبة لكوك، تمثل هذه الممارسة الصباحية وسيلة لتلقي الأفكار، سواء من العملاء الذين يطرحون ملاحظاتهم أو الموظفين الذين يقدمون اقتراحاتهم.
3 - الذهاب إلى الصالة الرياضية
بعد الانتهاء من رسائل البريد الإلكتروني، يتجه تيم كوك إلى صالة الألعاب الرياضية ليمارس التمارين الرياضية. وصرّح كوك في مقابلة: «أقضي ساعة يومياً في ممارسة تمارين القوة بمساعدة مدرب يضغط عليّ للقيام بأشياء لا أرغب فيها».
كما يتجنب كوك العمل أو تفقد هاتفه أثناء التمارين، معتبراً أن تلك الساعة تساعده على تخفيف التوتر والحفاظ على تركيزه.
ويُعرف أيضاً أنه يفضل ممارسة الرياضة بعيداً عن مقر شركة «أبل»، مما يمنحه خصوصية أكبر أثناء التمارين.
4 - محطة القهوة والانتقال إلى المكتب
بعد التمارين والاستحمام، يتوجه كوك إلى المقهى، حيث يتناول الكثير من أكواب القهوة يومياً. وفي بعض الأحيان، يراجع هناك مزيداً من رسائل البريد الإلكتروني.
أما وجبة الإفطار، فليست دائماً جزءاً ثابتاً من يومه، لكنه صرح في مقابلة سابقة مع صحيفة «نيويورك تايمز» أنه يتناول طبقاً من البيض المخفوق مع كأس من لبن اللوز الخالي من السكر مع الحبوب.
5 - العمل في المكتب واجتماعات ماراثونية
يصل كوك إلى المكتب مستعداً ليوم طويل حافل بالاجتماعات والمناقشات المكثفة.
وأشارت تقارير صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن اجتماعاته الأسبوعية المتعلقة بالعمليات قد تستمر خمس أو ست ساعات. وهو معروف بطرح أسئلة تفصيلية ومتابعة دقيقة للأرقام.
كما يُعرف كوك أيضاً بصمته الطويل في الاجتماعات إذا لم يكن راضياً عن الإجابات، مما يجعل الموظفين يستعدون للاجتماعات وكأنها اختبارات.
إن الالتزام بالتفاصيل ليس مجرد أسلوب إداري، بل يعكس فلسفة كوك في السعي لتحقيق الكمال وضمان استمرار نجاح «أبل» في السوق.
6 - الغداء في كافتيريا الشركة
على الرغم من طول يومه وازدحامه، يتناول كوك وجبة الغداء في كافتيريا الشركة مع الموظفين.
وتشمل وجباته غالباً أطباق بسيطة مثل الدجاج مع الأرز. ولا يخلو يومه من تناول ألواح الطاقة التي يعتمد عليها لتجديد طاقته خلال ساعات العمل الطويلة.
7 - العمل على المستقبل
يقسم كوك يومه بين العمل مع فرق المنتجات والتسويق والقيادة التنفيذية. ويقول إنه يفضل التركيز على التخطيط للمستقبل أكثر من معالجة الأمور اليومية، حيث يسعى دائماً للإجابة على السؤال: «ما الخطوة التالية؟».
وهذا التوجّه نحو المستقبل هو أحد الأسباب التي جعلت «أبل» تحافظ على موقعها الريادي.
8 - أوقات ما بعد العمل والغموض
بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، يظل الجانب الشخصي من حياة تيم كوك غامضاً إلى حد كبير. إلا أنه معروف بحبه للطبيعة، حيث يقضي إجازاته في أماكن مثل حدائق «يوسيميتي وزيون»الوطنية.
كما يستمتع بتسلق الصخور وركوب الدراجات في أوقات فراغه. وفي المنزل، يستخدم جهاز «أبل فيجين برو» لمشاهدة مسلسلات مثل «تيد لاسيو» أثناء استرخائه على الأريكة.
وتوضح هذه الأنشطة أن كوك يوازن بين ضغط العمل والحفاظ على راحته النفسية.
0 تعليق