جرش– يشكو جرشيون من شح مادة الجفت، وارتفاع أسعارها مقارنة بالشهور الماضية، كون الطلب عليها يتضاعف في مثل هذا الوقت من العام الذي تكون فيه برودة الطقس شديدة، لاستخدامه في التدفئة، وكانت هذه المادة خلال سنوات سابقة، ملاذا للفقراء بوصفها الأقل كلفة، مقارنة بوسائل التدفئة الأخرى، لكن ارتفاع اسعارها، دفع الى تراجع الاقبال عليها، وأصبح الحصول عليها بالنسبة للأسر الفقيرة في المحافظة حلما صعب المنال. اضافة اعلان
ووفق معنيين، فإن اختفاء الجفت من الأسواق، ينذر بوجود نية لرفع أسعارها أكثر من 80 % نظرا لزيادة الطلب عليها، وتوقع أن يباع في الأسواق السوداء بأسعار مرتفعة، بحيث يتجاوز سعر الطن 150 دينارا، في حين أن تكلفة تصنيعه أقل بكثير، وخلال الأشهر الماضية لم يكن سعر الطن الواحد يزيد على 90 دينارا.
المواطن الأربعيني محمود الزعبي، يقول إنه بحث طويلا في معاصر الزيتون الـ14 بمحافظة جرش، وأيضا في بعض المعاصر القريبة من المحافظة، لشراء كمية متواضعة من الجفت، إلا أنهم يرفضون البيع بالتجزئة، فضلا عن أن الأسعار خيالية لا تتناسب مع مدخولات المواطنين المتآكلة.
وأضاف، أن ذلك الأمر اضطره إلى التجول بالغابات أياما طويلة، رغم صعوبة الظروف الجوية، لجمع الأغصان المتكسرة وبواقي الأوراق وثمار الصنوبر المتساقطة والاستفادة منها في استخدام مدافئ الحطب.
كما أكد الزعبي، أنه غير قادر على استخدام الطاقة الكهربائية في التدفئة نظرا لارتفاع أسعارها، وقيام شركة الكهرباء بفصل التيار الكهربائي عن المتخلفين عن السداد بسرعة، فيما المشتقات النفطية أسعارها مرتفعة ولا تقل التكلفة اليومية لاستخدامها عن 10 دنانير.
ولا يختلف الحال بالنسبة للمواطن زهير بني علي الذي يؤكد أن همه يزداد في كيفية تأمين وسيلة دفء مناسبة لأسرته خلال البرد القارس، مشيرا إلى أنه وفي ظل عدم قدرته على شراء الوقود، يضطر للجوء إلى البدائل الرخيصة كمدافئ الحطب لوضع الملابس والأحذية المهترئة، والمواد البلاستيكية فيها.
ووفق رئيس جمعية الأرض والإنسان وحماية البيئة غسان العياصرة، فإن المواطنين يؤكدون أن استخدام كمية قليلة من (الجفت) توضع في صوبات الحطب والمواقد الحجرية قادرة على تدفئة المنزل بشكل كامل، ويشيرون إلى أن عمليات تدويره صناعيا تخدم البيئة وتوفر فرص عمل دائمة وهو من البدائل الآمنة في التدفئة صحيا وبيئيا، وأقل ضررا من استخدام الملابس والأحذية القديمة والبلاستيك في المدافئ.
وأضاف، أن مخلفات الزيتون بعد هرسه أو ما يطلق عليه (الجفت) أصبحت ملاذا للكثيرين من ذوي الدخل المحدود من المواطنين، خصوصا أن استخدام (الجفت) في أغراض التدفئة يوفر وسيلة آمنة للتدفئة ورخيصة الثمن طوال فصل الشتاء، نظرا لتوفر هذه المادة وبكثرة، لا سيما في محافظات الشمال التي تشتهر بكثرة أشجار الزيتون ومعاصر الزيت، موضحا في الوقت ذاته، أن استخدام (الجفت) وهو بقايا النسيج النباتي وأنوية ثمار الزيتون الصلبة في التدفئة، يعد تدويرا لهذه المادة بدلاً من تركها نفايات ضارة للبيئة.
ويرى العياصرة، أن هذه المادة يجب أن تتوفر بأسعار زهيدة تغطي تكاليف الإنتاج كونها البديل الوحيد الأقل تكلفة على المواطنين لمجابهة برد الشتاء القارس خاصة في القرى والبلدات الجبلية في الشمال بشكل عام ومحافظة جرش بشكل خاص والذي تنخفض فيه درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الشتاء وتحديدا في هذه الفترة من العام.
وأوضح، أن مادة الجفت لها ميزات بيئية واقتصادية وصحية كبيرة في المقابل لها سلبية واحدة، حيث يعد ذا رائحة غير محببة عند تقليب (الجفت) وتحريكه لكن في حال استغلاله وتصنيعه له فوائد كثيرة منها إنتاج الأعلاف والأسمدة كونه مادة عضوية، مبينا أن العديد من المعاصر بدأت بتصنيع مادة الجفت على شكل قوالب بعد الانتهاء من عمليات عصر الزيتون في الأردن، ووضعه تحت أشعة الشمس كي يجف ليتم استخدامه في عمليات التدفئة وغير ذلك.
وبين العياصرة، أن 73 % من الأشجار المثمرة في المملكة هي أشجار زيتون وتعمل ما يقارب 140 معصرة تتحمل كلفا عالية جدا من أجل كبس الجفت وتصنيعه، داعيا إلى السماح بالإبقاء على عملية كبس الجفت في المعاصر وعدم اعتبارها نفايات يجب التخلص منها ما يتطلب نقلها من المعاصر إلى أماكن أخرى، علما بأن هذه المعاصر تتحمل كلفا عالية من أجل كبس الجفت وتصنيعه من ماكينات وعمالة وكهرباء وماء وعبوات.
بدورها، أكدت المهندسة البيئية فاطمة العتوم، أن الإقبال على استخدام الجفت في التدفئة قد ارتفع خلال الخمس سنوات الماضية، نظرا لسهولة اشتعاله والطاقة الحرارية الناتجة عنه والتي تدوم لفترات طويلة وتوفر قدرا هائلا من التدفئة للمنازل.
وأضافت، "في الوقت الحالي أصبح الجفت من أهم المخلفات بالنسبة لأصحاب المعاصر نظرا لاستخدامه في عدة أغراض بعد تشكيله وكبسه في قوالب خاصة لتسهيل تداوله، الأمر الذي جعل منه مصدر دخل إضافيا وبابا من أبواب الاستثمار في قطاع المعاصر، حيث تتفاوت كميات الإنتاج من هذه المادة تبعا للموسم الزراعي، مقدرة كميات الجفت المنتجة بآلاف الأطنان سنويا".
وأوضحت العتوم، أنه يتم استخدام الجفت حاليا في أكثر من مجال منها لأغراض التدفئة، وإنتاج سماد عضوي في المشاتل، كما يضاف إلى التربة لتحسين خواصها، كما يعد مصدرا للأعلاف حيث يدخل في صناعة المكعبات العلفية ضمن الخلطة العلفية للحيوانات، وفي صناعة الصابون نظرا لاحتوائه على ما بين 2 إلى 4 % من الزيت، وصناعة الفحم الذي يستخدم للشواء والأراجيل، ويستخدم أيضا في صناعة المبيدات الحيوية لمكافحة الأعشاب، والآفات التي تهاجم المزروعات والأشجار.
ووفق معنيين، فإن اختفاء الجفت من الأسواق، ينذر بوجود نية لرفع أسعارها أكثر من 80 % نظرا لزيادة الطلب عليها، وتوقع أن يباع في الأسواق السوداء بأسعار مرتفعة، بحيث يتجاوز سعر الطن 150 دينارا، في حين أن تكلفة تصنيعه أقل بكثير، وخلال الأشهر الماضية لم يكن سعر الطن الواحد يزيد على 90 دينارا.
المواطن الأربعيني محمود الزعبي، يقول إنه بحث طويلا في معاصر الزيتون الـ14 بمحافظة جرش، وأيضا في بعض المعاصر القريبة من المحافظة، لشراء كمية متواضعة من الجفت، إلا أنهم يرفضون البيع بالتجزئة، فضلا عن أن الأسعار خيالية لا تتناسب مع مدخولات المواطنين المتآكلة.
وأضاف، أن ذلك الأمر اضطره إلى التجول بالغابات أياما طويلة، رغم صعوبة الظروف الجوية، لجمع الأغصان المتكسرة وبواقي الأوراق وثمار الصنوبر المتساقطة والاستفادة منها في استخدام مدافئ الحطب.
كما أكد الزعبي، أنه غير قادر على استخدام الطاقة الكهربائية في التدفئة نظرا لارتفاع أسعارها، وقيام شركة الكهرباء بفصل التيار الكهربائي عن المتخلفين عن السداد بسرعة، فيما المشتقات النفطية أسعارها مرتفعة ولا تقل التكلفة اليومية لاستخدامها عن 10 دنانير.
ولا يختلف الحال بالنسبة للمواطن زهير بني علي الذي يؤكد أن همه يزداد في كيفية تأمين وسيلة دفء مناسبة لأسرته خلال البرد القارس، مشيرا إلى أنه وفي ظل عدم قدرته على شراء الوقود، يضطر للجوء إلى البدائل الرخيصة كمدافئ الحطب لوضع الملابس والأحذية المهترئة، والمواد البلاستيكية فيها.
ووفق رئيس جمعية الأرض والإنسان وحماية البيئة غسان العياصرة، فإن المواطنين يؤكدون أن استخدام كمية قليلة من (الجفت) توضع في صوبات الحطب والمواقد الحجرية قادرة على تدفئة المنزل بشكل كامل، ويشيرون إلى أن عمليات تدويره صناعيا تخدم البيئة وتوفر فرص عمل دائمة وهو من البدائل الآمنة في التدفئة صحيا وبيئيا، وأقل ضررا من استخدام الملابس والأحذية القديمة والبلاستيك في المدافئ.
وأضاف، أن مخلفات الزيتون بعد هرسه أو ما يطلق عليه (الجفت) أصبحت ملاذا للكثيرين من ذوي الدخل المحدود من المواطنين، خصوصا أن استخدام (الجفت) في أغراض التدفئة يوفر وسيلة آمنة للتدفئة ورخيصة الثمن طوال فصل الشتاء، نظرا لتوفر هذه المادة وبكثرة، لا سيما في محافظات الشمال التي تشتهر بكثرة أشجار الزيتون ومعاصر الزيت، موضحا في الوقت ذاته، أن استخدام (الجفت) وهو بقايا النسيج النباتي وأنوية ثمار الزيتون الصلبة في التدفئة، يعد تدويرا لهذه المادة بدلاً من تركها نفايات ضارة للبيئة.
ويرى العياصرة، أن هذه المادة يجب أن تتوفر بأسعار زهيدة تغطي تكاليف الإنتاج كونها البديل الوحيد الأقل تكلفة على المواطنين لمجابهة برد الشتاء القارس خاصة في القرى والبلدات الجبلية في الشمال بشكل عام ومحافظة جرش بشكل خاص والذي تنخفض فيه درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الشتاء وتحديدا في هذه الفترة من العام.
وأوضح، أن مادة الجفت لها ميزات بيئية واقتصادية وصحية كبيرة في المقابل لها سلبية واحدة، حيث يعد ذا رائحة غير محببة عند تقليب (الجفت) وتحريكه لكن في حال استغلاله وتصنيعه له فوائد كثيرة منها إنتاج الأعلاف والأسمدة كونه مادة عضوية، مبينا أن العديد من المعاصر بدأت بتصنيع مادة الجفت على شكل قوالب بعد الانتهاء من عمليات عصر الزيتون في الأردن، ووضعه تحت أشعة الشمس كي يجف ليتم استخدامه في عمليات التدفئة وغير ذلك.
وبين العياصرة، أن 73 % من الأشجار المثمرة في المملكة هي أشجار زيتون وتعمل ما يقارب 140 معصرة تتحمل كلفا عالية جدا من أجل كبس الجفت وتصنيعه، داعيا إلى السماح بالإبقاء على عملية كبس الجفت في المعاصر وعدم اعتبارها نفايات يجب التخلص منها ما يتطلب نقلها من المعاصر إلى أماكن أخرى، علما بأن هذه المعاصر تتحمل كلفا عالية من أجل كبس الجفت وتصنيعه من ماكينات وعمالة وكهرباء وماء وعبوات.
بدورها، أكدت المهندسة البيئية فاطمة العتوم، أن الإقبال على استخدام الجفت في التدفئة قد ارتفع خلال الخمس سنوات الماضية، نظرا لسهولة اشتعاله والطاقة الحرارية الناتجة عنه والتي تدوم لفترات طويلة وتوفر قدرا هائلا من التدفئة للمنازل.
وأضافت، "في الوقت الحالي أصبح الجفت من أهم المخلفات بالنسبة لأصحاب المعاصر نظرا لاستخدامه في عدة أغراض بعد تشكيله وكبسه في قوالب خاصة لتسهيل تداوله، الأمر الذي جعل منه مصدر دخل إضافيا وبابا من أبواب الاستثمار في قطاع المعاصر، حيث تتفاوت كميات الإنتاج من هذه المادة تبعا للموسم الزراعي، مقدرة كميات الجفت المنتجة بآلاف الأطنان سنويا".
وأوضحت العتوم، أنه يتم استخدام الجفت حاليا في أكثر من مجال منها لأغراض التدفئة، وإنتاج سماد عضوي في المشاتل، كما يضاف إلى التربة لتحسين خواصها، كما يعد مصدرا للأعلاف حيث يدخل في صناعة المكعبات العلفية ضمن الخلطة العلفية للحيوانات، وفي صناعة الصابون نظرا لاحتوائه على ما بين 2 إلى 4 % من الزيت، وصناعة الفحم الذي يستخدم للشواء والأراجيل، ويستخدم أيضا في صناعة المبيدات الحيوية لمكافحة الأعشاب، والآفات التي تهاجم المزروعات والأشجار.
0 تعليق