العقبة- شهدت نسبة الحجوزات الفندقية في مختلف تصنيفات المنشآت السياحية في مدينة العقبة، ارتفاعا إلى أكثر من 90 % بالتزامن مع قرب رأس السنة الميلادية وبدء العطلة المدرسية، في الوقت الذي توقع فيه مشغلو القطاعات السياحية والفندقية في العقبة أن ترتفع نشاط الحركة أيضا، خلال الشهر المقبل. اضافة اعلان
وخلال الأيام الماضية تم حجز ما يقارب 4000 غرفة فندقية من مختلف تصنيفات الفنادق في العقبة، وهي مرشحة للزيادة خلال اليومين المقبلين، وكذلك في الشهر المقبل الذي يصادف فيه عطلة المدارس ومهرجان أمواج العقبة وكرنفال التسوق السياحي، في حين يدعم ذلك اعتدال الطقس في المدينة السياحية. 
وأشار مديرون وعاملون في القطاع السياحي في العقبة، إلى أن المستويات المرتفعة من الحجوزات تشكل مؤشرا قويا على الطلب المرتفع، وتأكيدا على أن العقبة تظل وجهة مفضلة للغاية للسياح خلال فترة الأعياد. 
وقالوا، إن الحركة السياحية نشطت خلال الأسبوعين الماضي والحالي بعدما كانت العقبة تعاني من تدني نسبة الحجوزات الفندقية، مؤكدين أن عطلة المدارس وقرب احتفالات رأس السنة الميلادية بالتزامن مع كرنفال العقبة ومهرجان أمواج العقبة ساهمت في رفع نسبة الحجوزات، التي وصلت في بعض الفنادق إلى أكثر من 90 %. 
وانعكس النشاط السياحي على القطاع التجاري والقطاعات الأخرى كالمطاعم والأسواق، وساعد في ذلك طقس العقبة المعتدل والمختلف عن باقي محافظات المملكة، لا سيما في مثل هذا الوقت من السنة. 
ووفق حسام حجازي مدير أحد الفنادق، فإن الحجوزات جاءت من الزوار العرب في المرتبة الأولى ثم الزوار من محافظات المملكة، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن نسبة الحجوزات الفندقية تجاوزت 90 % وقد تصل في قادم الأيام إلى 100 %، وهو ما ينطبق على المنشآت الفندقية الأخرى، مؤكدا أن العقبة ومنشآتها السياحية، خاصة الفندقية، تسجل مستويات إشغال مرتفعة للفترة بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مقارنة بمستويات الفترة ذاتها من العام الماضي. 
كما أكد محمد البشير، وهو مدير حجوزات في فندق تصنيف 5 نجوم، أن ليلة رأس السنة تعد الأعلى ازدحاما بالنسبة للفنادق، ما يرفع معدلات الإشغال إلى مستويات تتجاوز 90 % بشكل عام، وتصل بالنسبة لبعض الفنادق إلى 100 %، وتستقطب عبر برنامجها التسويقي العديد من النزلاء لقضاء ليلة أو ليلتين في المدينة السياحية.  
أما العامل في القطاع السياحي، إسلام الصعوب، فأشار من جهته، إلى أن الكثير من العوامل تلعب دورا في وصول الفنادق إلى نسبة إشغال مرتفعة، على رأسها الموقع، لا سيما إن كان على الواجهات البحرية، إضافة إلى الأثر الكبير للعروض ونشاط عملية التسويق المسبق، لا سيما كرنفال العقبة للتسوق بفعالياته الشيقة ومهرجان أمواج العقبة، الذي تدعمه العديد من القطاعات بفعالياته المميزة. 
إلى جانب ذلك، فقد اكتظت الأسواق خلال الأيام الماضية بالمتسوقين من مختلف الزوار والسياح، لا سيما العرب، حيث أكد تجار السوق في العقبة، أن الأثر الاقتصادي لفترة الأعياد واحتفالات رأس السنة على وجه الخصوص يظهر بشكل واضح، لا سيما أن احتفالات ليلة رأس السنة تجذب أعدادا كبيرة من السياح إلى العقبة. 
إلى ذلك، تنعقد الآمال أيضا، على مهرجان أمواج العقبة السياحي والثقافي الأول الذي أعلن عن إطلاقه مؤخرا، بالتزامن مع كرنفال العقبة السياحي، بحيث يبدأ مع نهاية العام الحالي، على أن يستمر طيلة العام المقبل، في تعزيز نشاط القطاعات السياحية والتجارية كافة، إلى جانب الآمال بأن يلعب المهرجان دورا رئيسا في نمو سياحة التسوق والسياحة العائلية، باستهدافه الزوار العرب والأجانب، إضافة إلى استقطابه السياحة الداخلية. 
وبحسب التاجر محمد المعايطة، فإن حركة السياحة مع اقتراب ليلة رأس السنة ومهرجاني العقبة أمواج وكرنفال العقبة للتسوق انعكست على ارتفاع أعداد زوار الوسط التجاري بأكثر من %50، ونمو نسبة المبيعات للمتاجر بنحو %30، وهذا مرده التخطيط السليم والترويج المبني وفق أسس علمية لجذب الزوار، وتعويض الفاقد السياحي الذي أضر بالعقبة منذ بداية السنة الحالية نتيجة أحداث المنطقة. 
وبين التاجر مهند الشويخ، أن الأسواق التجارية في المدينة السياحية بدأت تشهد نشاطا ملموسا، خصوصا في العطل والأعياد، الأمر الذي دفع بالتجار إلى إعلان تخفيضات وبنسب كبيرة تصل في بعضها إلى حد البيع بسعر الكلفة.  
وأكد الشويخ، أن استمرار هذا النشاط التجاري سيمكن التجار من الوفاء بالتزاماتهم، لا سيما المصاريف التشغيلية، التي كان أثر الركود التجاري في العقبة وكافة محافظات المملكة سلبيا، ويعوضهم ما فات من موسم كان يفترض أن يكون من أفضل مواسم السنة، إلا أن الأحداث في المنطقة والإقليم فرضت حضورها على القطاعين السياحي والتجاري. 
و"أمواج العقبة"، هو مهرجان أطلقته سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وإدارة مهرجان جرش؛ حيث يقدم 122 فعالية، منها 103 فعاليات مجانية بالكامل تستهدف الجمهور المحلي والعربي والأجنبي، ويستضيف كبار الفنانين المحليين والعرب وفرقا كرنفالية عالمية ودار الأوبرا المصرية وأمسيات شعرية وقصصية وبرامج غير تقليدية للأطفال، إلى جانب ملتقى لآلة السمسمية التي تميز بها طابع العقبة الساحلي وإرث الآباء والأجداد، لتكون العقبة منارة للسياحة والفن. 
ويلعب المهرجان دورا مهما في تحفيز وتنشيط الحركة السياحية، لا سيما أنه خلال فصل الشتاء، مع تواصل تداعيات قلة الزوار في العقبة نظرا لظروف المنطقة والإقليم، إذ يوفر المهرجان فرصة للزوار لاستكشاف الجوانب الثقافية والترفيهية والمنتج السياحي في العقبة ووادي رم والبترا. 
كما يشار إلى أن كرنفال العقبة السياحي للتسوق 2024-2025 انطلق تحت شعار "عينك على العقبة" من 15 الشهر الحالي إلى 15 آذار (مارس) 2025، بمشاركة ما لا يقل عن 200 منشأة سياحية وتجارية تقدم تخفيضات حقيقية لجميع زوار العقبة خلال تلك الفترة، ومدعومة بالشراكة بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وغرفة تجارة العقبة والقطاع الخاص، بعد تحليل واقعي وملموس لما يمر به القطاعان السياحي والتجاري خلال هذه الفترة من حالة ركود.