وفي الخطوة الأخيرة ربما قبل مغادرته البيت الأبيض، أعلنت إدارة بايدن أنها تعتزم الموافقة على صفقة أسلحة بقيمة ثمانية مليارات دولار لإسرائيل. جاء ذلك صباح اليوم (السبت) في صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث أبلغت  وزارة الخارجية الأمريكية  الكونجرس الأمريكي بهذا الأمر "بشكل غير رسمي".

وتقول إن الصفقة تشمل قذائف مدفعية وقنابل صغيرة القطر وأسلحة للطائرات المقاتلة والمروحيات وأنظمة توجيه GPS للقنابل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأسلحة في الصفقة ليست مخصصة للاستخدام الفوري، وسيبدأ العمل على إنتاجها في المستقبل القريب. وقد يستغرق تسليمها لإسرائيل خلال سنوات.

ومن المنتظر أن تقوم اللجان في الكونجرس خلال الفترة المقبلة بدراسة الصفقة المقترحة، وطرح الأسئلة أمام الخارجية الأمريكية. وإذا ظهرت شكوك بشأن الصفقة، فيمكن للجان تأخير نقل الأسلحة.

لكن على الرغم من ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تجمد شحنة حوالي 1300 قنبلة للقوات الجوية ، والتي اشتراها النظام الدفاعي بالفعل من "بوينغ" - بالشيكل وليس بدولارات المساعدات - تزن ما يقرب من طن للقنبلة الواحدة، على أراضيها. بحجة أن الجيش الإسرائيلي قد يستخدمها لإلحاق الأذى بالسكان. نصف هذه الشحنة، التي أثار تجميدها من قبل الإدارة ضجة، تمت إذابتها ووصلت إلى الجيش الإسرائيلي، لكن نصفها تقريبا لا يزال عالقا في المستودعات في الولايات المتحدة.

قبل أكثر من شهر بقليل، وبعد أقل من يوم من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على بيع أسلحة بقيمة 680 مليون دولار لإسرائيل ، وهو نظام يحول القنابل "البسيطة". القنابل "الذكية" والدقيقة وكذلك القنابل ذات القطر الصغير.

وقبل ذلك بأسبوع، صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة ضد ثلاثة مقترحات قدمها السيناتور بيرني ساندرز، وهو يهودي يعتبر زعيم المعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي وأحد أشد منتقدي إسرائيل في الكونغرس - والتي دعت إلى وقف نقل الأسلحة إليها بعد الحرب على قطاع غزة. ودعت المقترحات إلى وقف نقل قذائف الدبابات وقذائف الهاون ومعدات JDAM إلى إسرائيل.

وجميع أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح القرارات كانوا من الحزب الديمقراطي، بينما صوت البعض من كلا الحزبين ضدها. وعارضتها إدارة بايدن، وجاء في الرسالة التي أرسلتها إلى أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين قبل التصويت، من بين أمور أخرى، أن “تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية هو استثمار في أمنها على المدى الطويل، حيث تواجه تهديدات من جانبها”. إيران وأماكن أخرى." وكتب أيضًا أن "الحكومة تعمل باستمرار على تحسين الأوضاع في غزة".

وقبل نحو شهرين، كشف موقع يديعوت أحرنوت عن تفاصيل جديدة حول تجميد شحنات الأسلحة الأمريكية للجيش الإسرائيلي، والتي يبدو منها أن إحدى الوسائل المطلوبة للقوات البرية عالقة في مصانع "كاتربلر" في الولايات المتحدة. وهي شحنة ضخمة لا تقل عن 134 جرافة من نوع D9، طلبتها إسرائيل ودفعت ثمنها، وهي في انتظار تصريح التصدير من وزارة الخارجية في واشنطن.

إن استخدام هذه الجرافات، بشكل أساسي لهدم المباني في قطاع غزة، أدى إلى انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، ومظاهرات احتجاجية وضغوط هائلة على إدارة بايدن التي استسلمت.

والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة جمدت هذه الخطوة منذ عدة أشهر، وأوضح التقرير العبري  أن العشرات من الجرافات من طراز D9 الموجودة، والتي كانت أكثر نشاطًا في حرب الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة منذ نوفمبر 2023  حتى بداية هذا العام تتطلب صيانة.