أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم هو فكر متطرف يسعى لإثارة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مشددًا على أن الإسلام دين يُعلي من قيم البر والإحسان في التعامل مع الجميع، دون تمييز أو تعصب.
وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريحات له، أن تهنئة غير المسلمين في مناسباتهم الاجتماعية والدينية التي لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية تدخل في إطار البر والإحسان الذي أمر الله به، مستشهدًا بقوله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (سورة الممتحنة: 8).
كما أشار إلى قول الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًى" (سورة البقرة: 83)، مبينًا أن الآية تدعو إلى مخاطبة الناس جميعًا بالكلام الطيب، ما يشمل تهنئتهم في مناسباتهم كنوع من الإحسان والمعاملة الحسنة.
وأضاف أن النبي ﷺ كان نموذجًا في حسن التعامل مع غير المسلمين، فكان يزورهم ويُظهر لهم المودة، كما جاء في الحديث الشريف: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، مؤكدًا أن التهنئة بأعيادهم لا تمس عقيدة المسلم، بل تعكس روح التسامح الإسلامي.
وأكد على أهمية نبذ الفكر المتشدد والتمسك بالقيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى التعايش والمودة، مشيرًا إلى أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هي جزء من البر والإحسان الذي يعزز الوحدة الوطنية والسلام المجتمعي.
0 تعليق