قال اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، المحلل العسكري والاستراتيجي، إن د.جمال حمدان في كتابه الشهير "وصف مصر" أشار إلى أن الموقع الجغرافي لأي دولة يمكن أن يكون إما نعمة أو نقمة، موضحًا أن الموقع يعد نعمة عندما تمتلك الدولة موارد طبيعية وقوة تحميها، أما إذا غابت هذه العوامل، فإنه يصبح عبئًا ومصدرًا للمخاطر.
وأضاف الغباري، خلال حواره ببرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، المذاع عبر فضائية فضائية cbc أن قناة السويس تعد نموذجًا عمليًا لهذه الفكرة، فحينما تم حفر القناة لم يكن لمصر جيش وطني قوي، مؤكدًا أن تعداد الجيش المصري في ذلك الوقت كان محدودًا جدًا ولا يكفي لتأمين البلاد، حيث لم يتجاوز الـ18 ألف جندي، وهو رقم غير كافٍ لتأمين قوى العمل والخدمات اللوجستية للجيش، ما ترك البلاد عرضة للاحتلال والاستغلال.
الاستعمار البريطاني والفرنسي سيطرا على قناة السويس منذ افتتاحها
أشار إلى أن الاستعمار البريطاني والفرنسي سيطرا على قناة السويس منذ افتتاحها عام 1869، ولم يحصل المصريون على أي عائد مالي أو حتى تعويضات عن العمال الذين فقدوا حياتهم في أثناء حفر القناة، إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952، مشيرًا إلى أن هذه الثورة أسست لجيش وطني قوي، وتمكنت من إعادة تسليح الجيش بعقد صفقات مع روسيا في عام 1954، مما جعل مصر قادرة على مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956.
وأوضح أن مدينة بورسعيد كانت نموذجًا للصمود، حيث صدت العدوان بشكل مستقل، ما أثبت قوة الشعب المصري وقدرته على الدفاع عن أراضيه، مشيرًا إلى أن الزعيم جمال عبدالناصر قام بتأمين قناة السويس وتحصينها، ما جعلها مصدر دخل استراتيجي لمصر بعد ذلك، مؤكدًا أن هذا الموقع كان دائمًا محط أطماع القوى الكبرى.
وتابع أن مصر تدرك أهمية موقعها الجغرافي ودورها الدولي، ما يجعلها هدفًا دائمًا لمحاولات الإضعاف، لكنها ستظل دولة قوية قادرة على حماية مواردها ومصالحها.
0 تعليق