في ذكرى نهضة عُمان المتجددة: جلالة السلطان يقود ويُلْهِمُ

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيشُ سلطنة عُمان قيادة وشعبا خلال أيام يناير المجيدة احتفالات الذكرى الخامسة ليوم تولّي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، مقاليد الحكم، وبفضل الله وحمده وبحكمة جلالته وقيادته الملهمة استطاعت عُمان تجاوز تداعيات أحد أصعب الأزمات الاقتصادية تأثيرا على الاقتصاد العُماني طيلة السنوات الماضية؛ بسبب تداخل عدة أزمات جيوسياسة وصحية مع بعضها البعض، مما عمّق من الأزمة الأساسية المرتبطة بانخفاض أسعار النفط عالميا خلال العقد السابق.

لن نتحدث كثيرا عن الأزمات وتداعياتها ونتائجها بقدر الجهود الكبيرة والمباركة التي بُذلت للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وحظيت بإشادة عالمية وإقليمية، فخلال السنوات الخمس الماضية كرّست سلطنة عُمان جهودها؛ للتعامل بجدية مع المديونية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية وما نتج عنها من انخفاض التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، وتأجيل إنجاز بعض المشاريع التنموية، وحدوث ربكة في تحسّن مؤشرات التوظيف والتشغيل، فالالتزام الحكومي بتنفيذ مبادرات خطة التوازن المالي، والتفهّم المجتمعي لجميع الإجراءات المالية المتخذة الطارئة كان لهما الأثر الإيجابي في تحسّن الوضع المالي والاقتصادي لسلطنة عُمان، رافق ذلك الاهتمام السامي لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالجوانب الاجتماعية وتعزيز الرفاه المعيشي للمواطنين عبر المباركة السامية لإطلاق منظومة الحماية الاجتماعية التي شملت جميع فئات المجتمع، ومع مضي 5 سنوات من نهضة عُمان المتجددة وتحديدا في 11 يناير 2025م، كان لتلك الجهود الكبيرة المبذولة التي حقّقت مؤشرات إيجابية وتحسّنا ملحوظا في شمولية المكرمة السامية لعدد (100,000) مواطن وبمبلغ (178,000) ريال عُماني عبر جملة من القرارات والأوامر التي ستكفل العيش الكريم لبعض فئات المجتمع وستساعد على تخفيف بعض الصعوبات والتحديات المالية التي يواجهونها في تلبية متطلبات احتياجاتهم اليومية.

في كل إطلالة سامية لجلالة السلطان المعظم نشعر بقرب جلالته من تطلعات المواطنين اجتماعيا ونتلمّس ذلك بابتسامته التي لا تفارق محيّاه، وهو ما تحقق من خلال البيان الصادر من ديوان البلاط السلطاني بإنشاء صناديق للزواج في جميع محافظات سلطنة عُمان لمساعدة الراغبين في الزواج ودعمها من قبل الحكومة عبر تخصيص مبلغ وقدره مليون ريال عُماني لكل صندوق، هذا التوجه السامي لجلالته سيعالج عدة تحديات يواجهها الشباب منذ سنوات من بينها ارتفاع كلفة مشروع الزواج بسبب بعض الاشتراطات، وأضع مقترحا بأن يتم الاستفادة من أثر مظاهر التكافل المجتمعي؛ بسبب التنظيم السنوي للزواج الجماعي في مختلف محافظات سلطنة عُمان، حيث من الجيد أن يبنى على هذه التجربة التي ساعدت على تخفيض تكلفة الزيجات، إننا على أعتاب مرحلة جديدة من التكافل المجتمعي التي بلا شك ستشجع الشباب على الزواج وتحد من الممارسات المؤثرة على التركيبة السكانية.

إن القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ هي مصدر إلهام لجميع من يقيم على أرض سلطنة عُمان، فكلما تحسّن الوضع المالي شهدنا أثر ذلك على الجميع؛ خاصة في الجوانب الاجتماعية والجوانب المرتبطة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كونها الشريان الذي يحرّك الجوانب الأخرى مثل التوظيف والتشغيل وتسهيل ممارسة الأعمال لتكون أحد القطاعات الداعمة لتنمية الاقتصاد العُماني؛ فالاهتمام بالجوانب والموضوعات التي تشغل المواطنين هو محور الاهتمام السامي لجلالة السلطان المعظم، عندما أقرت خطة التوازن المالي عام 2020 كنا على يقين بأن ثمار الخطة سينعكس إيجابا على الوطن والمواطن واليوم نقطف نتائج الخطة عبر إقرار جملة من المبادرات التي تعزز الرفاه المعيشي والمجتمعي للمواطنين، حيث اقترب الدين العام للدولة من المستويات الآمنة المخطط لها مسجلا 33.9% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2024م بعد أن كان هاجسا كبيرا للمخططين في الجوانب التنموية؛ إذ بلغ في 2020 نحو 67% من الناتج المحلي الإجمالي، وكان تحديا ماليا كبيرا زاد من حدته انخفاض التصنيف الائتماني، أما اليوم بعد جهود مضنية ارتقينا إلى مستوى الجدارة الاستثمارية، وارتفعت معدلات التوظيف والتشغيل، وزاد حجم الناتج المحلي الإجمالي، وارتفعت مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي لتساهم مع الأنشطة الأخرى غير النفطية إلى 32%، وانخفضت مساهمة الإيرادات النفطية إلى 68% بعد أن كانت تمثّل نحو 80% من جملة الإيرادات المالية العامة للدولة.

إننا نفخر بما تحقق خلال 5 أعوام الماضية من منجزات وأرقام إيجابية اجتماعيا وماليا، وهما محل اهتمامٍ سامٍ من لدن جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، وبصرف منافع الحماية الاجتماعية التي شملت جميع فئات المجتمع ومعالجة الموضوعات التي تؤرق المجتمع مثل الارتفاع غير المبرر في تكاليف الزواج، وغيرها من الأمور التي تهم المجتمع، سينعم المواطنون بالعيش الكريم وهي بكل تأكيد أولا وآخرا محل اهتمام جلالة السلطان المعظم أبقاه الله ذخرا وعونا لأبنائه، وسدّد على طريق الخير خطاه.

حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأعاد عليه وعلى أبناء عُمان هذه المناسبة أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وكل عام والجميع بخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق