من يصدق؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الصراحة الصراحة لم نتوقع أن نرى ونعيش هذا اليوم الذي تساقطت فيه أحجار الدمينو الإيرانية بهذا الشكل الدراماتيكي واحدة تلو الأخرى خلال هذه الفترة القصيرة، وينتهي عهد التخادم الغربي الإيراني بهذا الشكل ويحدث الطلاق، ويصدر قرار بإنهاء دولة الجماعات وعودة دولة المؤسسات والأنظمة.

صحيح أنه ليس طلاقاً بينياً ومازال الوقت مبكراً لإسدال الستارة على زمن الاحتلال الإيراني، وعهد التخادم الأمريكي الأوروبي الإيراني، ولكن ما حدث خلال الشهور الأخيرة هو سقوط مدوٍ لأعمدة إيران في المنطقة والبقية تتحسس لحاها الآن قبل 20 يناير يوم تسليم ترامب السلطة.

فرحنا؟.. نعم فرحنا فرحنا لانقشاع الغمة عن أخوتنا العرب، وأقول لولا الظروف لكنا خرجنا مسيرة احتفالية لحظة انتهاء خطاب جوزيف عون من الفرح بعودة وجه لبنان الذي نعرفه والذي نحبه، بل وصل اندفاعنا للتخطيط لرحلة لبيروت لنحتفل مع اللبنانيين، وإن شاء الله مع السوريين أيضاً حين يجتازون هذه المرحلة الصعبة، ويوماً ما حتى مع العراقيين حين تزول الغمة وينقشع الغبار الإيراني الأسود، وتعود لدولنا العربية وجهها المشرق من جديد وأخرها نتمنى أيضاً أن يهدي الله الأخوة الفلسطينيين، ويقطعوا الطريق على الإجرام الإسرائيلي الذي يتمنى عدم اتفاقهم؟

الأجمل في هذه المتغيرات الإيجابية هو هذه الصحوة، ولحظة الإدراك التي نراها في العديد ممن كان مخدوعاً بأن إيران ممكن أن تكون له محزماً يستطيع الاتكاء عليها، هذه الصحوة التي رأى فيها الوجه الحقيقي لإيران واعترف بأنه كان مؤدلجاً بشكل عاش فيه في فقاعة وهمية وسراب لا وجود له رغم مكابرة البعض، الذي يظن أنه إن ضحك على نفسه فإن الآخرين سيجارونه.. لكن هيهات فات الفوت فلا ينفع الصوت.

اليوم يوم العودة للحضن العربي هو عنوان المرحلة التي نعيشها الآن، والتي لم نكن نتوقع أن تحدث ونشهد عليها بعد أربعين عاماً من الاستلاب والاحتلال والخداع والفتن الطائفية، وعزلة وتقسيم الشعوب وسلب مقدراتهم في أربع عواصم عربية وزعزعة عواصم أخرى، وها هم يعودون الواحد تلو الآخر وتفتح لهم الأذرع العربية فرحة بعودة أبنائها.

بل هي عودة للأفضل مما كانت عليه خاصة وهناك دروس مستقاة من الأربعين عاماً الماضية، أخذت فيه دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية دورها القيادي الذي جعلها ترعى مرحلة التعافي وتساعد الشعبين اللبناني و السوري إلى تخطي العقبات التي تعترض المراحل الأخيرة من عملية الانفصال والطلاق مع إيران والعقبى لمن تبقى.

الحمد لله الذي شهدنا فيها يوم عودة الاعتبار "للدولة" وانتهاء عصر "الجماعات" فلتك بشائر خير بإذن الله تحدث بارقة أمل لأجيالنا القادمة.

آخر ما يقال للبقية الباقية من العرب الذين فقدوا ذاكرتهم العربية، وتبرأوا منها والذين مازالوا يعتقدون أن سرابهم الإيراني هو نمر حقيقي، وما زالوا يصدقون خطب مرشدهم وهو يدعو على الشيطان الأكبر، هؤلاء عليهم فقط أن يتابعوا المحاولات الإيرانية لإثبات (حسن النية) للغرب ويبحثون عن الوساطات وبكل محاولات استدرار عطف الشيطان، وبالمقابل يقولون لاتباعهم العرب "المرونة تقتضي أن لا نرد الآن الوقت غير مناسب" أو "نحن لن نخوض حروباً نيابة عنكم".. الخ لعل وعسى.. عل وعسى يفيقون!!

الصراحة لا ألومهم.. إذا كنا نحن الذين توقعنا هذه الخاتمة إلى الآن غير مصدقين أنها حدثت بهذه السرعة منذ لحظة إصدار القرار إلى اليوم، وهي أقل من عدة شهور لهدم بناء زادت عملية بنائه على أربعين عاماً فكيف بحال من لم يتوقعها ولا دارت هذه المآلات في خلده؟!!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق