كم هو جميل ورائع فوز منتخبنا الوطني بكأس الخليج العربي التي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة (خليجي 26)، حيث تلك المشاعر والروح الوطنية العالية التي سطرها أبناء البحرين على ملاعب الكويت، فجاءت النتائج مبهرة، ومحل إشادة وتقدير من الجميع، ليضيف أبناء مملكتنا سجلاً جديداً وتاريخياً إلى سجلات الوطن الزاخرة بالإنجازات في مختلف الأصعدة، في ظل المسيرة التنموية الشاملة لوطننا العزيز.
نعم، كان إنجازاً جميلاً وتحقق بفضل الله، ولكن الأجمل حقاً في (خليجي 26)، تلك اللحمة الخليجية والروح العالية التي أظهرها أبناء الخليج العربي، سواء كلاعبين أو كجماهير، والتي شاهدنا بكل وضوح في مختلف مناطق الكويت العزيزة، خاصة في سوق المباركية، حيث اختلطت الهتافات وأهازيج التشجيع بين الجماهير الخليجية كافة، ورغم التنافسية العالية، والتحديات الكبيرة، بين تلك الجماهير، إلا أن رباط الأخوة والتلاحم الخليجي هو من انتصر، فكانت المشاعر الجميلة تفيض بالفرح الكبير، والسعادة الغامرة التي وصلت إلى أوجها في ذلك العرس الكروي الخليجي الرائع.
إن "خليجي 25" مناسبة يبدو في ظاهرها بطولة مُجمعة على ارض خليجية، تشهد فيها تنافساً كروياً بين الدول الخليجية للظفر بكأس البطولة، نعم هذا هو الظاهر، ولكن في باطن وأعماق هذا التجمع ما هو أكبر من كل ذلك، ألا وهو ترسيخ الهوية الخليجية والوطنية، في ظل ما يجمع دول الخليج العربي من روابط راسخة وعميقة، من الأخوة التاريخية، والتقارب الجغرافي والحضاري، ووحدة الدين والدم واللغة والهدف والمصير المشترك، ولعل بطولات كأس الخليج تعد من بين أهم وأقدم الوسائل لتحقيق الوحدة الخليجية التي نص عليها النظام الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي.
أثبتت بطولة (خليجي 26) مجدداً لكل من يحاول إثارة الفتن والمشاكل بين دولنا الخليجية أن مصيره الفشل، مهما ظن أنه اقترب من النجاح لتحقيق مآربه الشيطانية، لأن ما رأيناه من تلاحم بين الشعوب الخليجية في الكويت أمر يسعد بلا شك كل خليجي محب لأشقائه، وهو في ذات الوقت أمر مبغض لكل حاقد على خليجنا، وجاحد لأفضال دوله على العالم أجمع.
نبارك لقيادتنا الرشيدة هذا الإنجاز الكروي الكبير، ونبارك ونشيد بدولة الكويت الحبيبة على حسن التنظيم والكرم والوفادة، لهذا العرس الكروي الخليجي، حيث عكس هذا التنظيم المتميز كل معاني النجاح الباهر للبطولة التي أظهرت حقاً الروح الخليجية الأصيلة، فساهمت الكويت - وليس غريب عليها - بالفعل في خروج هذه البطولة بما يليق بمكانة الكرة الخليجية، التي جددت تأكيدها للجميع أن خليجنا بالفعل واحد.
0 تعليق