ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الإثنين، خطابًا مطولًا من مقر وزارة الخارجية في واشنطن، تضمن أبرز "إنجازات" إدارته في مجال السياسية الخارجية خلال السنوات الأربع الماضية، معتبرًا أن الولايات المتحدة في "موقع استراتيجي أفضل في المنافسة طويلة الأمد مع الصين".
وقبل قرابة أسبوع من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه، تحدث بايدن خلال كلمته عن مقترحه الذي تضمن 3 مراحل لوقف الحرب في غزة قبل عدة أشهر، قائلًا إن "المقترح الذي قدمناه بالتفصيل قبل عدة أشهر، بدأ يؤتي ثماره الآن، وتعلمت خلال سنواتي الطويلة في الخدمة العامة ألا أستسلم أبدًا".
وأكد أن الاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف الحرب في غزة "على وشك أن يصبح واقعًا"، لافتًا إلى أنه تحدثت، الأحد، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أجرى اتصالًا هاتفيًا، أمس الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، معربًا عن تطلعه للتحدث "قريبًا" مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الرئيس الأمريكي، أن بلاده "تضغط بقوة لإتمام الاتفاق"، مضيفًا: "يتضمن الاتفاق تحرير المحتجزين، ووقف القتال، وتوفير الأمن لإسرائيل، ويسمح لنا بزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين عانوا بشدة خلال هذه الحرب التي بدأتها (حماس)".
وتابع: "لقد قُتل الكثير من الأبرياء، ودُمّرت العديد من المجتمعات، الشعب الفلسطيني يستحق السلام وحق تقرير مصيره، إسرائيل تستحق السلام والأمن"، وذكر أنه يعمل "بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق"، مشددًا على ضرورة "النظر إلى المستقبل بجدية".
وتطرق بايدن إلى وضع إيران الحالي الذي وصفه بأنه "الأضعف منذ عقود"، وقال: "طهران شنت هجومين مباشرين على إسرائيل باستخدام مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ولكنها فشلت مرتين"، في إشارة إلى هجومي إيران على إسرائيل في أبريل وأكتوبر الماضيين.
وأشار إلى أنه "أمر الطائرات الأمركية بالدفاع عن إسرائيل، والآن، أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في وضع كارثي، ووكيلها الرئيسي، (حزب الله)، يعاني من أضرار كبيرة".
واعتبر أن "اقتصاد إيران في حالة يائسة، وتجارتها في أزمة خانقة، ويمكن القول إن إيران أضعف مما كانت عليه منذ عقود، وفي حال أردتم المزيد من الأدلة على ضعف إيران وروسيا، فلننظر إلى سوريا".
وذكر أن "بشار الأسد كان الحليف الأقرب لكل من إيران وروسيا في الشرق الأوسط، ومع ذلك، لم تستطع أي منهما الحفاظ على حكمه، وبصراحة، لم تحاولا بقوة كبيرة".
وتابع: "لا يمكنني أن أدّعي الفضل في كل العوامل التي أدت إلى ضعف إيران وروسيا خلال السنوات الأربع الماضية، فقد تسببتا في الكثير من الضرر لنفسيهما، لكن إسرائيل ألحقت أضرارًا كبيرة بإيران ووكلائها، ومع ذلك، لا شك أن إجراءاتنا ساهمت بشكل كبير في ذلك".
وقال الكرملين، أمس الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان بصدد توقيع اتفاق شراكة استراتيجية، عقب محادثات مقررة في 17 يناير الجاري.
ودعا بايدن الإدارة السورية الجديدة التي يقودها أحمد الشرع، لـ"التأكد من أن سقوط الأسد لا يؤدي إلى عودة ظهور (تنظيم) داعش في سوريا وفي المنطقة"، مشددًا على أهمية "مواصلة التزامنا بأن الولايات المتحدة لن تسمح أبدًا، تحت أي ظرف من الظروف، لإيران بالحصول على سلاح نووي".
وقال الرئيس الأمريكي: "الدول الاستبدادية الكبرى تتقارب بشكل أوثق مع إيران، مثل روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، لكن هذا التقارب نابع من الضعف أكثر مما هو نتيجة قوتهم".
واعتبر أن الولايات المتحدة في "موقع استراتيجي أفضل في المنافسة طويلة الأمد مع الصين مقارنة بما كنا عليه عندما توليت المنصب"، لافتًا إلى أنه "كان العديد من الخبراء يتوقعون أن اقتصاد الصين سيتجاوز اقتصادنا بحلول عام 2030 أو بعد ذلك بقليل. لكننا هنا، في هذا المكان، قلنا: لا. سنستثمر في أنفسنا، وسنحمي عمالنا وتقنياتنا".
ويرى أنه "وفقًا لأحدث التوقعات، وبناءً على المسار الحالي للصين، فإنها لن تتجاوزنا أبدًا"، مضيفًا: "لقد التقيت بالرئيس (الصيني) شي (جين بينج) في قمم مهمة، وكان حديثنا دائمًا صريحًا ومباشرًا".
وشدد على أهمية أن "تلتزم الصين وكل الدول بالقواعد الدولية"، واستعرض عقب ذلك جهود إدارته في "وقف" ما سماه "الممارسات التجارية غير العادلة".
وأشار إلى أن واشنطن "اتخذت إجراءات ضد محاولات الصين لإغراق أسواقنا بسلع مدعومة بشكل مفرط، والتي تؤثر سلبًا على عمالنا"، كما "فرضنا رسومًا على قطاعات حساسة مثل السيارات والصلب وأشباه الموصلات، بدلًا من فرض رسوم شاملة".
واعتبر أن الخطوة الأميريكية الأهم تكمن في "تعبئة حلفائنا وشركائنا للانضمام إلينا، مما أدى إلى تقارب أكبر بين حلفائنا في نهج مشترك تجاه الصين أكثر من أي وقت مضى، إذ أثبتنا أن التعامل مع بكين بجانب شركاء هو أكثر فعالية من العمل لوحدنا".
وبينما يحتدم "التنافس" بقوة بين الولايات المتحدة والصين، قال بايدن، إن بلاده "قامت بإدارة علاقتها مع الصين بشكل مسؤول والتي لم تنزلق أبدًا إلى صراع، كما أنشأنا خطوط تواصل بيني وبين الرئيس شي، وبين قادة جيشينا، لتجنب سوء الفهم".
وأفاد الرئيس الأميريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس الاثنين، بأنه يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينج عبر ممثلين، متوقعًا الوصول إلى توافق بين الجانبين.
وعن الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ قرابة 3 سنوات، قال بايدن، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، "فشل في تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية، كما فشل حتى الآن في إخضاع أوكرانيا، وضرب وحدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إضافة إلى فشله في تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة".
وتابع: "لا يزال هناك المزيد للقيام به، ولا يمكننا التراجع الآن، لقد حشدنا 50 دولة للوقوف إلى جانب أوكرانيا، ليس فقط في أوروبا، بل ولأول مرة أيضًا في آسيا، هذه الدول تدرك أن أوكرانيا تهمها أيضًا".
ولفت إلى أنه مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا عمل على مهمتين أساسيتين، الأولى "حشد العالم للدفاع عن أوكرانيا"، والثانية "تجنب حرب بين قوتين نوويتين"، وقال: "قد أنجزنا كلا الأمرين".
0 تعليق