بين إرث بايدن ورهانات ترامب.. الشرق الأوسط على صفيح ساخن

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 عواصم - يحمل الكثير من المحللين أن ما يشهده الشرق الأوسط من نزاعات دموية، سببه سياسات الولايات المتحدة، في المنطقة على مدى عقود، وأبرزها الدعم اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي.اضافة اعلان
ويرى المحلل في الشؤون الأميركية موفق حرب، أن الولايات المتحدة تشهد تراجعا واضحا في دورها في القيادة الأميركية العالمية، معتبراً أن الإدارة الأميركية بعهد جو بايدن افتقرت إلى أفكار جديدة ومبتكرة للتعامل مع أزمات منطقة الشرق الأوسط، مثل الصراع في غزة والتوترات المستمرة مع إيران.
أما الباحث في مركز الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، فيرى أن بايدن ركز على إعادة صياغة التحالفات الأميركية مع أوروبا وشرق آسيا، لكنه لم يمنح الشرق الأوسط الاهتمام اللازم.
ويشير التقي إلى أن الإدارة الأميركية الحالية فشلت في تقديم نهج متكامل لحل الأزمات الإقليمية، مشدداً على الحاجة إلى إستراتيجيات شاملة تُعيد تعريف دور الدول العربية في النظام الإقليمي.
ويُبرز الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد صالح صدقيان، زاوية أخرى من المشهد، حيث يصف تعامل بايدن مع إيران بأنه غير حاسم.
وأوضح أن إيران ظلت في حالة ترقب للتعامل مع إدارة بايدن، لكنها لم تحصل على الضمانات اللازمة لأي اتفاق محتمل.
ويرى صدقيان أن إيران مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا قدم شروطاً مقبولة، معتبراً أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يُرضي الطرفين لضمان استقرار المنطقة.
ويرى محللون أنه من المرجح أن تشهد إدارة ترامب المقبلة تحولات جذرية في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط. فترامب، الذي حاول خلال ولايته الأولى عقد صفقة مع إيران دون جدوى، قد يسعى مجدداً لاستغلال نقاط الضعف الإيرانية، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
ويرى موفق حرب أن انتخاب ترامب في ولايته الأولى أدى إلى تغييرات هائلة في المنطقة، مثل تراجع النفوذ الإيراني، والتحركات التركية، والاضطرابات الداخلية في إيران. لكنه يشير أيضاً إلى أن ترامب قد يواجه صعوبة في تقديم حلول مبتكرة، خصوصاً مع استمرار الأزمات الكبرى مثل حرب غزة.
أما سمير التقي، فيؤكد أن إدارة ترامب ستحتاج إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الدول العربية عبر مبادرات مثل "اتفاقيات إبراهيم"، مع التركيز على تقليص نفوذ إيران في المنطقة. ويرى أن تعزيز الدور العربي سيكون مفتاحاً لتحقيق استقرار إقليمي يخدم المصالح الأميركية.
من جانبه، يُشير محمد صالح صدقيان إلى أن إيران قد تتجه نحو تعزيز علاقتها مع الصين وروسيا إذا زادت الضغوط الأميركية. ويعتقد أن ترامب سيواجه تحديات كبيرة في محاولته للتعامل مع إيران كجزء من المنافسة الجيوسياسية الكبرى مع الصين.
وتشير التحليلات إلى أن الشرق الأوسط سيظل ساحة اختبار رئيسة لأي إدارة أميركية. فالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وتعقيد العلاقات مع إسرائيل، واستمرار الصراعات في غزة وسورية، كلها ملفات تحتاج إلى نهج إستراتيجي شامل.
يُضيف موفق حرب أن القيادة الأميركية في الشرق الأوسط تعاني من إرث صعب، حيث فشلت إدارة بايدن في تحقيق اختراقات كبرى، رغم التباهي بتحقيق استقرار إقليمي نسبي. ويرى أن أي تقدم في المنطقة يتطلب حلولاً خلاقة وتعاوناً أوسع مع الحلفاء.
وبين إرث بايدن وتوقعات ترامب، يقف الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات. وعلى الرغم من الوعود المتكررة من الإدارات الأميركية بتقديم حلول للأزمات المتراكمة، الا أن المنطقة ما زالت ملتهبة.
ويظل السؤال قائماً: هل ستتمكن واشنطن من تقديم رؤية إستراتيجية تُعيد تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح شركائها؟
بينما يعتقد بعض المحللين أن إدارة ترامب ستسعى لفرض رؤيتها بقوة، ويُحذر آخرون من أن تكرار السياسات القديمة دون الابتكار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها، والأيام القادمة مع قدوم ترامب لسدة البيت الأبيض ستتكشف ملامح هذه المرحلة الجديدة.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق