* الدكتور نضال ملو العين
في ظل انتهاء الحرب التي كانت منذ بدايتها تشير إلى أن نهاية كل صراع تكون على طاولة المفاوضات، ومع التغيرات الحاصلة في سوريا وبروز وعي جديد في العراق، وانحسار التدخلات والنزاعات التي سعت لتقسيم النفوذ وفرض الهيمنة، باتت خطوط المنطقة والشرق الأوسط أكثر وضوحاً اليوم.اضافة اعلان
الأردن الآن بحاجة إلى تضافر الجهود لتعويض سنوات طويلة من الترقب والانتظار، والتوترات التي ربما لم تنتهِ بالكامل ولكن خفت حدتها بشكل ملحوظ. وهذا يتطلب نهضة اقتصادية شاملة تشمل جميع القطاعات، مع التركيز على إعادة إحياء السياحة، الصناعة، والاستثمارات.
وتطرح اليوم فرص إعادة الإعمار في المنطقة، لكن القرار النهائي يبقى في يد أولئك الذين دفعوا ثمن الحروب، سواء في سوريا أو فلسطين، وبخاصة غزة. هنا يجب أن يتحرك القطاع الخاص الأردني، معتمداً على شبكة علاقاته، لاستقطاب العروض والمشاركة الفاعلة في عمليات إعادة الإعمار.
وبالنسبة للقطاع السياحي، فقد حان الوقت لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للتركيز على العلاقات العامة والتسويق المكثف للأسواق السياحية التقليدية وفتح آفاق جديدة.
ومن الضروري وضع خطة عمل واضحة مرتبطة بجدول زمني وأدوات قياس دقيقة، إلى جانب تطوير الواقع السياحي ومراجعة الخطط والاستراتيجيات بمنهجية عملية وأهداف قابلة للتنفيذ. السياحة ليست قطاعاً معقداً ولا تحتاج لمعجزة، بل تتطلب إرادة وإدارة حقيقية، واستدامة التنمية والتطوير، كما وجهت القيادة الهاشمية في كتاب التكليف السامي.
وبفضل استجابة القطاع السياحي السريعة، سيكون هذا القطاع بوابة النهضة الاقتصادية الأكثر تأثيراً وإنجازاً. الأثر الإيجابي سينعكس مباشرة على الحركة الاقتصادية وعلى المواطن الأردني، حيث إن التحديات التي بررتها الحروب لم يعد لها مكان الآن. النتائج يجب أن تكون ملموسة في السوق الأردني خلال الأشهر الستة القادمة، بشرط أن يتم العمل بخطط مدروسة وآليات تنفيذ واضحة.
إلى جانب السياحة، يجب إشراك القطاع الخاص والمجتمعات المحلية في إعادة النظر بالأنظمة والإجراءات، لضمان مشاركة فاعلة تنهض بالسوق السياحي وتدعم الاقتصاد المجتمعي. المجتمعات المحلية هي أساس المنظومة السياحية، وبالتالي يجب تمكينها واستثمارها بشكل فعال.
اليوم، ومع انتهاء تلك الظروف الضاغطة، علينا أن نعيد تركيز جهودنا على الأردن، مستثمرين كل ما لدينا من إمكانيات لصالح الوطن والمواطن. الأردن أولاً، دون إغفال التزامنا الإنساني تجاه أمتنا وأشقائنا، ولكن ليس على حساب مصلحتنا الوطنية.
حمى الله الأردن،
حمى الله الملك.
0 تعليق