وجاءت الزيارة على أثر عرض إنجازات برنامج الموئل في الأردن خلال اجتماع المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في نيروبي مطلع كانون الأول الماضي.
وكان الاجتماع قد استعرض التقدم الذي أحرزه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) في تنفيذ أنشطته المعيارية والتشغيلية في كل من الأردن ونيبال، وحازت إنجازات البرنامج في الأردن على اهتمام وإشادة الحضور، مما دفع السيدة هارود إلى زيارة الأردن للاطلاع على أبرز مشاريعه وإنجازاته.
وتضمنت الزيارة سلسلة من الاجتماعات والجولات الميدانية التي سلطت الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة من خلال مشاريع التكيّف مع تغير المناخي ومعالجة ندرة المياه وتحسين القدرة على الوصول إلى المساحات العامة الشاملة والآمنة ودعم التخطيط الحضري القائم على الأدلة والشراكات المتعددة الأطراف، وتحسين الظروف المعيشية للاجئين والمجتمعات المضيفة.
وكانت الزيارة قد بدأت بإيجاز قدمته مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن، المهندسة ديما أبو ذياب وفريق البرنامج، حيث تم استعراض أهم المشاريع والمبادرات التي نفذها البرنامج خلال الأعوام الماضيةـ
ثم تبع ذلك لقاء مع معالي أمين عمّان الكبرى، الدكتور يوسف الشواربة، الذي أكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين أمانة عمان الكبرى وبرنامج الموئل. كما استعرض أبرز إنجازات هذه الشراكة، بما في ذلك تطوير أول تقرير محلي طوعي (VLR) في المنطقة العربية لمدينة عمان، ومبادرات التكيف مع تغير المناخ ومواجهة الفيضانات، ودعم التخطيط الحضري وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في المدينة.
وتخلل جدول الزيارة جولة ميدانية إلى “مشروع مثلث الزهور الأخضر” في عمّان، وهو مشروع للبنية التحتية الخضراء نفذه برنامج الموئل بدعم من حكومة اليابان وبالشراكة مع أمانة عمان الكبرى. ويعد المشروع نموذجاً لأنظمة تصريف المياه الحضرية المستدامة، ويجري حالياً توسيعه بدعم من السفارة الهولندية. كما زارت حدائق الملكة رانيا العبد الله في شرق عمان، حيث أنشأ برنامج الموئل حديقة مجتمعية تضم مكونات زراعة حضرية مستدامة، مثل بيت زراعي، وبيت الفطر، وخزان للمياه، والتقت بنساء وشباب من المجتمع المحلي استفادوا من التدريبات والحلول الزراعية المقدمة. كما زارت حديقة الملكة نور في حي الهاشمي الجنوبي، حيث اطلعت على مبادرات مجتمعية يقودها فنانون محليون.
وفي اليوم الثاني، زارت هارود حديقة ومركز الغور الصافي المجتمعي، وهو المساحة العامة الشاملة الوحيدة في المنطقة، حيث نفذ المشروع بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للاستجابة والتعافي من جائحة كورونا بالتعاون مع منظمة العمل الدولية (ILO) ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS). وشهد المشروع رفعا لمستوى التمكين الاجتماعي والاقتصادي لنساء المجتمع المحلي من خلال نهج تشاركي. والتقت هارود خلال الزيارة مع رئيس بلدية وادي الأردن الجنوبي ومدير مركز زها الثقافي، بالإضافة إلى نساء وشباب محليين استفادوا من التدخلات والتدريبات ودعم الأعمال الصغيرة.
وفي إطار مشروع “حلول المياه المرنة لمواجهة تغير المناخ في الأردن ولبنان”، الذي يقوده برنامج الموئل بتمويل من صندوق التكيف، زارت هارود المزارع التي استحدث فيها نظام مبتكر للري باستخدام المياه المعالجة التي تضخها محطة المعراض شمال الأردن. كما زارت جامعة جرش، حيث نفذ برنامج الموئل بالتعاون مع الشركاء المحليين موقعاً تعليما للزراعة المستدامة. كما التقت برئيس الجامعة الذي أثنى على دور المشروع في تعزيز جودة التعليم عملياً ونظرياً.
واختتمت جولاتها الميدانية بزيارة مدرسة بشرى الثانوية للبنات في إربد، حيث تم تنفيذ مشاريع للحصاد المائي ومعالجة المياه الرمادية لتحسين استدامة الموارد المائية، وتوفير المياه في المرافق العامة بالمدرسة على مدار العام الدراسي.
وفي ختام الزيارة، مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن، المهندسة ديمة أبو ذياب: "اطلعت السيدة هارود خلال هذه الزيارة المهمة على أبرز إنجازات برنامج الموئل في الأردن خلا السنوات الماضية. مشيرة إلى أن البرنامج عمل خلال السنوات الماضية بالتعاون مع الشركاء المحليين والمؤسسات الحكومية على إطلاق وتنفيذ مجموعة من المشاريع الريادية الهادفة إلى خدمة المجتمع والسكان وتحقيق تحسينات ملموسة في جودة الحياة في المدن وضواحيها من خلال التخطيط الحضري الفعال والمشاريع الريادية. الملهمة.”
وفي ختام الجولة، أعربت المهندسة ديمة أبو ذياب عن تقديرها لهذه الزيارة، مشيرة إلى أنها “أتاحت للسيدة هارود فرصة الاطلاع على التقدم الملحوظ الذي حققه برنامج الموئل في الأردن والشراكات مع الجهات المحلية والوطنية لتحسين جودة الحياة من خلال تنفيذ مشاريع تنمية حضرية مستدامة ومبادرات مبتكرة”.
من جهتها، أعربت هارود عن تقديرها العميق لعمل برنامج الموئل في الأردن وأكدت على أهمية استمرار التعاون لتعزيز مستقبل حضري أكثر استدامة ومرونة.
0 تعليق