Local

-Leen Zayat

في خطوة مهمة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الرقمي، كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مركزها الرائد للمؤثرين على هامش "قمة المليار متابع" التي عقدت في دبي. تسعى هذه المبادرة الرائدة إلى استقطاب ١٠ آلاف مؤثر من جميع أنحاء العالم، ودفع حدود صناعة إنشاء المحتوى. من خلال تعزيز اقتصاد المحتوى الشامل، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ مكانتها كقائدة في مجال الإعلام الرقمي والابتكار. تم الإعلان عن هذا المسعى الطموح وسط مناقشات مع بعض أكثر الشخصيات المؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، مما يسلط الضوء على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية المواهب وتعزيز التنمية المستدامة في هذا القطاع.

لا يقتصر مركز المؤثرين على جذب المواهب فحسب؛ بل يهدف إلى توفير نظام بيئي حيث يمكن للمبدعين أن يزدهروا. من خلال تقديم خدمات حصرية مثل المساعدة في الحصول على الإقامة الذهبية، والمساعدة في الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة، والدعم في تأسيس الشركة، يضع المركز نفسه كمحفز للمبدعين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق وصولهم. علاوة على ذلك، يخطط المركز لاستضافة أكثر من ٣٠٠ حدث وورشة عمل سنويًا، مما يوفر منصة عالمية للإبداع والتعاون بين منشئي المحتوى والمؤثرين ورواد اقتصاد المحتوى.

تمكين المؤثرين وبناء اقتصاد مبدع مزدهر

وأوضح المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة أن إطلاق مركز المؤثرين هو جزء من رؤية أوسع لتمكين المؤثرين وتعزيز تأثيرهم وإنشاء إطار مستدام لاقتصاد مبدع مزدهر. وتعد هذه المبادرة، التي أقيمت في قلب أبراج الإمارات، شهادة على النهج الاستباقي لدولة الإمارات العربية المتحدة في تبني مستقبل إنشاء المحتوى الرقمي. ومن خلال التعاون مع ١٠٠ عضو من ٢٠ دولة مختلفة، بما في ذلك منشئي المحتوى الرائدين وداعمي الصناعة، فإن مركز المؤثرين على استعداد ليصبح منارة للعقول المبدعة على مستوى العالم.

وحظيت المبادرة بدعم من أسماء مرموقة في عالم إنشاء المحتوى، بما في ذلك Meta وTikTok وX وSpotter وCreator Now، وغيرها. ويؤكد هذا الدعم الجماعي على إمكانات المركز في دفع الابتكار والنجاح في المجال الرقمي. وأكد محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، التزام دولة الإمارات ببناء اقتصاد محتوى شامل، مدركًا الدور المحوري لوسائل الإعلام الرقمية في تشكيل المستقبل.

دعم صناع المحتوى وتعزيز التميز الرقمي

وتأتي مبادرة "مركز المؤثرين" كنتيجة مباشرة لـ"صندوق دعم صناع المحتوى" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقيمة ١٥٠ مليون درهم، بهدف دعم صناع المحتوى والمبادرات المبتكرة، ودفع عجلة النمو المستدام في صناعة المحتوى الرقمي. وتم الإعلان عن ذلك خلال النسخة الثانية من "قمة المليار متابع"، في خطوة مهمة نحو تعزيز المشهد الرقمي في دولة الإمارات.

وأشار القرقاوي إلى التحولات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة في مجال صناعة المحتوى والإعلام الرقمي، مشدداً على أهمية الاستعداد للاستفادة من هذه التغيرات بشكل إيجابي، ومواجهة التحديات، وتوجيه الجهود نحو بناء مستقبل أفضل. وقد تم تصميم مركز المؤثرين ليكون أكثر من مجرد مساحة للمبدعين، بل هو منصة شاملة تقدم ورش عمل وبرامج تدريبية سنوية متخصصة، وتدير هذه البرامج خبراء من شركات رائدة، تهدف إلى تزويد الأعضاء بمهارات سرد القصص، وشراكة العلامة التجارية، وإنتاج المحتوى، والمزيد، مما يعزز نجاحهم في هذه الصناعة.

وفي الختام، يمثل أول مركز مؤثر في الإمارات العربية المتحدة قفزة كبيرة إلى الأمام في دعم المواهب الرقمية والاستفادة منها. ومن خلال دمج الخدمات الحصرية وبرامج التدريب المبتكرة والدعم العالمي، تضع المبادرة معياراً جديداً صناعة المحتوى، وتوفر فرصاً غير مسبوقة للمؤثرين والمذيعين الرقميين والفنانين التشكيليين. ومع تطور هذا المركز، فإنه من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على اقتصاد المحتوى العالمي، مما يعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كقائدة في العصر الرقمي.