من 30 سنة.. جبس وعكاز يوقعان قاتل «رجل أعمال العجوزة»

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

روى اللواء محمود فاروق، مساعد أول وزير الداخلية السابق، تفاصيل إحدى الجرائم الغامضة التى حازت اهتمامًا واسعًا، فى منتصف تسعينيات القرن الماضى، خاصة مع كون المجنى عليه رجل أعمال شهيرًا.

الجريمة وقعت منذ ٣٠ عامًا، داخل أحد العقارات الشاهقة فى منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة، حيث كان اللواء «فاروق» يشغل حينها منصب رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة، وكانت التفاصيل غامضة للغاية، فى ظل اتساع دائرة الاشتباه بسبب تنوع علاقات المجنى عليه.

مسرح الجريمة الذى عاينه اللواء «فاورق» كان بداية الخيط لاكتشاف لغز الجريمة، حيث عثر على جثة المجنى عليه «ع. ش»، ٤٢ سنة، رجل أعمال، وقد تهشمت رأسه وعظام جسده بالكامل، نتيجة تلقيه ضربًا عنيفًا واعتداء بأدوات صلبة، مثال شومة أو قطعة حديد.

وتبين من المعاينة، أيضًا، وجود بعثرة شديدة بالشقة، فى دليل على وجود مقاومة عنيفة، إلى جانب شريحة خشبية لا تتعدى ٧ سم لونها غريب مُخالِف لألوان الأثاث، وجسم أبيض يُشبه «الجبس» وبه شعرة، فضلًا عن كوبين من الشاى كدليل على استضافة المجنى عليه أحد الأشخاص، وهو ما حرزه وتحفظ عليه رجال المعمل الجنائى للفحص.

بعدها بدأت رحلة البحث عن الجانى عبر فحص علاقات وخلافات المجنى عليه، وتوصلت التحريات إلى تردد سيدة على شقة رجل الأعمال الذى يقيم بمفرده، بشكل يومى، ومكوثها لديه عدة ساعات قبل الانصراف.

وأكد عدد من سكان العقار أنهم شاهدوا هذه السيدة بملابس منزلية داخل شقة المجنى عليه، فى إحدى المرات، ليتبين من استكمال باقى التحريات أنها ترتبط بعلاقة مع المجنى عليه، تذهب إليه وتنصرف عائدة لمنزلها، لكن ليست لها علاقة بالجريمة، لمغادرتها قبل وقت طويل من توقيت الوفاة.

الخيط الثانى كان خلافًا بين المجنى عليه وأشقائه الثلاثة؛ بسبب ملكية محل كبير فى وسط القاهرة يسيطر عليه القتيل، ما دفعهم إلى استئجار ٢ «بودى جارد»، ودفعوا لهما مبلغًا ماليًا مقابل عدم السماح لشقيقهم بالدخول إلى المحل. لكنهم فوجئوا بشقيقهم يدفع مبلغًا ماليًا أكبر للحارسين، ويتمكن من إقناعهما بالوقوف إلى جانبه، قبل أن ينتهى الأمر على ذلك، وتؤكد التحريات أن الأشقاء لم يقتلوا شقيقهم.

أما الخيط الثالث فانتبه فيه اللواء «فاروق» ورجاله إلى الحارسين الشخصيين، وافتراض أنهما طمعا فى رجل الأعمال بسبب ما منحه لهما من أموال، قبل أن يتوصل رجال البحث إلى مكان إقامة أحدهما، أعلى سطح عقار فى القاهرة، وعندما ذهب معاون المباحث لجمع معلومات حوله تبين أنه مصاب بكسر فى قدمه، ولم يغادر منزله منذ عدة أيام.

وفور علم اللواء محمود فاروق بذلك قال لمعاونه: «خلاص لقيت القاتل.. هو الراجل أبورِجل مكسورة ده»، بعدما تذكر قطعة الخشب التى عثر عليها فى مسرح الجريمة، وتبين أنها جزء من عكاز استخدمه المتهم فى ضرب المجنى عليه، إلى جانب قطعة الجبس البيضاء الموجودة فى الجبيرة على قدمه.

عقب استئذان النيابة العامة، ألقى ضباط مباحث العجوزة القبض على الـ«بودى جارد»، الذى حاول استعطافهم فى البداية متحججًا بكسر قدمه، وأنه لم يغادر منزله منذ عدة أيام، فلاحظ اللواء «فاروق» أنه يحمل عكازًا جديدًا، فسأله عن العكاز القديم، وعندها انهار واعترف بجريمته، مؤكدًا أنه ارتكبها طمعًا فى أموال المجنى عليه.

وأوضح المتهم أنه اعتاد التردد على المتهم والسهر معه للحصول على أموال منه لثرائه الكبير، لكن القتيل شعر بأنه يستغله ورفض طلبه المستمر، وهنا قرر التخلص منه، فانهال على رأسه بالعكاز، فقاومه المجنى عليه لكن دوى جدوى، وأنهى حياته ثم استولى على أمواله.

كما عُثر فى منزل المتهم على العكاز المُهَشم، وتطابقت معه قطعة الخشب المحرزة من داخل شقة القتيل، فضلًا عن عُملات عربية كانت من بين المسروقات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق