عبدالمهدي مطاوع: مصر كانت ركيزة أساسية في صياغة اتفاق غزة بثلاث مراحل تدريجية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صرّح المحلل السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع، بأن مصر لعبت دورًا محوريًا كدولة ضامنة منذ بداية الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن المسودة المصرية الأولى كانت الأساس لاتفاق وقف إطلاق النار الحالي. 

وأوضح "مطاوع" في حديثه لـ"الدستور"، أن المقترح المصري الذي تم تقديمه منذ الأيام الأولى للحرب تضمن ثلاث مراحل تدريجية لإنهاء الصراع، إلا أنه قوبل بالرفض في البداية، قبل أن تعتمده إدارة البيت الأبيض مع بعض التعديلات ليصبح جوهر الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مؤخرًا.


وأشار "مطاوع" إلى أن مصر كانت العمود الفقري لترتيب الاتفاق، الذي يسعى لتحقيق وقف إطلاق نار نهائي عبر تطبيق المراحل الثلاث.

وأضاف أن المرحلة الأولى من الاتفاق قد تم الاتفاق عليها بوضوح، لكن التحدي الحقيقي يكمن في المرحلتين الثانية والثالثة، حيث قد تلجأ حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية إلى المراوغة أو التملص من الالتزامات، كما حدث في تجارب سابقة.

إتفاق ملزم 

وأوضح أن وجود الولايات المتحدة كأحد الأطراف الضامنة للاتفاق لا يعفي من احتمالات التنصل من الالتزامات في المراحل اللاحقة، مشيرًا إلى أن مصر وضعت الأساس لاتفاق يسعى إلى إنهاء حالة الحرب القائمة بشكل تدريجي وشامل.
 

وتابع بقوله: إن الدور المصري في الحفاظ على استقرار المنطقة وإدارة المفاوضات بفعالية كان حاسمًا، رغم التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق في ظل تعقيدات الوضع السياسي والعسكري الحالي.
 

وأشار "مطاوع" إلى أن اتفاق الهدنة المرتقب يعد خطوة هامة من زاوية واحدة فقط، وهي وقف حرب الإبادة التي أودت بحياة الفلسطينيين بأعداد هائلة. وأكد أن التفاصيل المطروحة لا تختلف كثيرًا عن المبادرات السابقة التي تم رفضها منذ ثمانية أشهر، والتي راح ضحيتها أكثر من 15,000 شهيد، إضافة إلى آلاف الجرحى ودمار كبير طال شمال غزة ومدينة رفح.


ولفت إلى أن بنود الاتفاق تشمل عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وهو ما يمكن اعتباره سدًا لباب التهجير القسري للفلسطينيين الذي أثير مع بداية الحرب. 


وشدد على أن هذا المخطط قوبل برفض حازم من مصر منذ اليوم الأول للصراع، مما ساهم بشكل كبير في إحباطه ومنع تداعياته الخطيرة على الفلسطينيين في غزة.


وأكد "مطاوع" أن الدور المصري كان حاسمًا في الوقوف أمام محاولات تهجير الفلسطينيين عبر الحدود، مشيدًا بالجهود التي بذلتها القاهرة منذ اندلاع الحرب لحماية الحقوق الفلسطينية ومنع تكرار سيناريوهات التهجير القسري التي تهدد بطمس الهوية الفلسطينية.


وأكد المحلل السياسي الفلسطيني، أن إعادة فتح معبر رفح يمثل خطوة مهمة للغاية في ظل الأحداث الجارية، خاصة بالنظر إلى المساعي الإسرائيلية منذ اليوم الثالث للحرب لتحويل المعبر إلى نقطة عبور إسرائيلية بدلاً من كونه معبرًا فلسطينيًا مصريًا.


وأوضح أن إبقاء المعبر تحت السيطرة المصرية الفلسطينية يُعد نجاحاً كبيراً، لما له من أهمية في خروج الجرحى الفلسطينيين وتلقي العلاج، وكذلك السماح بعودة المصابين إلى ديارهم. وأضاف أن المعبر يمثل شريان حياة رئيسياً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كبيرة، مما يخفف من وطأة الأزمة الإنسانية التي تعيشها غزة.


وأشار "مطاوع" إلى أن الجهود المصرية في هذا السياق ليست مجرد تحرك إنساني، بل تعكس موقفاً حازماً في الحفاظ على السيادة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الضغوط الإسرائيلية التي تسعى لتغيير معالم الأرض والحدود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق