نوفيلا "الشطرنج"، عنوان أحدث ترجمات، الكاتب والمترجم الكبير، سمير جريس، والتي تطرحها دار الكرمة للنشر، ضمن إصداراتها الجديدة، والتي تشارك بها في فعاليات الدورة السادسة والخمسين، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
سمير جريس: نوفيلا "الشطرنج" تحتل مكانة خاصة في قلبي
وقال جريس: لا أميل كثيرا إلى إعادة ترجمة الكلاسيكيات، رغم مشروعية ذلك طبعا، لا سيما بالنسبة إلى تلك الأعمال التي ترجمت عبر لغات وسيطة.
وعبر مسيرتي التي ترجمت خلالها حتى الآن أكثر نحو خمسين عملا أدبيا، لم أترجم سوى عمل واحد سبقت ترجمته، وهو "سدهارتا".
والآن، أقدم عملا كلاسيكيا آخر ترجم من قبل عبر لغات وسيطة، وهو نوفيلا "الشطرنج" لشتيفان تسفايج.
مثل "سدهارتا"، تحتل نوفيلا "الشطرنج" مكانة خاصة في قلبي، وأعتبر كلا العملين من الأعمال الخالدة في الأدب الألماني.
أتذكر جيدا متى قرأت النوفيلا أول مرة، كنت طالبا في كلية الترجمة بجامعة ماينتس. وخلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة دعتني زميلة دراسة عزيزة كي أقضي مع عائلتها الألمانية عدة أيام في مدينة فورتسبورج الخلابة. كانت أياما جميلة، وكانت أول مرة لي أقض عيد الميلاد في ألمانيا. وفي إحدى الأمسيات، وبعد أن آوى الجميع إلى فراشه، خاصمني النوم، فنهضت وأخذت أقلب في الكتب التي ملأت رفوف الغرفة التي كنت أنام فيها. وبالصدفة مددت يدي إلى نوفيلا "الشطرنج" التي لم أكن قرأتها.
وبدأت أقرأ بعض الفقرات حتى يغلبني النعاس، لكن الصفحات الاولى طردت النوم شر طردة، ولم أنتبه إلا مع خيوط الفجر وقد أنهيت آخر صفحة في النوفيلا.
وأوضح “جريس”: تسفايج من أساتذة النوفيلا الكبار، وهو أيضا أستاذ في التشويق الروائي وفي التحليل النفسي. وأنا متأكد من أن قراء كثيرين سيحدث معهم ما حدث لي. أحذّر إذن القارئ الذي يريد قراءة بضعة صفحات من هذه النوفيلا قبل النوم. لن تنام، عزيزي القارئ، وستضيع عليك كل مواعيد الصباح.
تُقدِّم نوفيلا «الشطرنج» فحصًا لقوة العقل وللشر الذي يستطيع فعله
أما الناشر فيذهب إلي أن نوفيلا “الشطرنج”، لـ شتيفان تسفايج. وقدمها للغة العربية من الألمانية مباشرة، المترجم سمير جريس: "يجد المسافرون في رحلة بحرية من نيويورك إلى بوينس آيرس أن بطل العالم في الشطرنج معهم على متن السفينة، فيتحداه المسافرون ليحاولوا هزيمته، ولكن بطل العالم المتعجرف وغير الودود يغلبهم بسهولة، فيظهر راكب غامض يقدم لهم النصح، فتتغير حظوظهم، كيف امتلك هذا المجهول فهمه الاستثنائي للعبة؟ وبأي ثمن؟
و تُقدِّم نوفيلا «الشطرنج» فحصًا لقوة العقل، وللشر الذي يستطيع فعله، وهي الإنجاز الأهم والأجمل للأديب النمساوي شتيفان تسفايج، وكان قد أكملها في منفاه البرازيلي، وأرسلها إلى ناشره قبل أيام فقط من انتحاره في عام 1942. حققت هذه القصة نجاحًا كبيرًا، وتوالت طبعاتها وترجماتها لتمسي أشهر أعمال الكاتب على الإطلاق.
وقد تُرجمت «الشطرنج» عدة مرات إلى اللغة العربية، ومعظم الترجمات المتوفرة في المكتبات - إن لم تكن كلها - تمت عبر لغات أخرى في الأساس، بكل ما تحمله الترجمة عبر لغة وسيطة من إشكاليات، تبدأ بكتابة الأسماء على نحو خاطئ، ولا تنتهي بتكرار أخطاء الترجمة الوسيطة وتأويلاتها، ولذلك يسعدنا تقديمها اليوم بترجمة رائعة وأمينة، وعن الألمانية مباشرة، للمترجم القدير سمير جريس."
0 تعليق