علاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان تمتد إلى آلاف السنين منذ عصر حضارتي دلمون وماجان اللتين شكلتا ركيزة أساسية في تاريخ المنطقة برمتها، حيث كانت دلمون مركزاً تجارياً مزدهراً في حين اشتهرت ماجان بصناعات النحاس وبناء السفن، وهو ما خلق بينهما آنذاك تكاملاً اقتصادياً كان كفيلاً بأن يعزّز من التبادل التجاري والثقافي بين الحضارتين عبر الموانئ البحرية القديمة، وهو ما أسهم في بناء هوية مشتركة بين شعبي البحرين وعُمان وجعل تلك العلاقة نموذجاً يُحتذى به في التآخي والتعاون التاريخي الذي نراه اليوم بين البلدين والشعبين الشقيقين.

لقد كانت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وهي "زيارة دولة" والتي يمكن وصفها بالزيارة التاريخية والذي تبادل فيها جلالته حفظه الله ورعاه الحديث مع أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان سلطنة عُمان الشقيقة حفظه الله ورعاه، هذه الزيارة تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وقد رأينا حجم الحفاوة وكرم الضيافة والترحاب الرسمي والشعبي بجلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي اتّسم بالحميمة والمحبّة، حيث جاءت الزيارة الناجحة والتاريخية لتعزّز التعاون في مختلف المجالات، حيث تمّ توقيع 25 اتفاقية في مختلف المجالات والتي ترسّخ أواصر الشراكة والتعاون بما يُسهم في تحقيق تطلّعات الشعبين الشقيقين.

العلاقات البحرينية العُمانية تُعدّ نموذجاً ولها خاصية وطابع بين العلاقات الخليجية والتي تتميّز بالاحترام المُتبادل، ولا تقتصر هذه العلاقات على الجانب الرسمي بل تمتد لتشمل الروابط الشعبية المتينة، فهناك الكثير من المشتركات بين الشعبين البحريني والعُماني أبرزها الطيبة والتواضع والتسامح والتآخي والتي يُعرف بها شعبا البلدين بين دول الخليج والمنطقة، كما أنه انعكاس لوحدة الهوية الخليجية الواحدة وأواصر المحبّة بين البلدين والشعبين الشقيقين عبر التاريخ، وبالتالي فإن علاقة البحرين وعُمان هي إرث حضاري قديم ومستقبل مشترك مستمر بين القيادتين والشعبين الشقيقين.

همسة..

شاهدنا فيديو استقبال المقاتلات العسكرية التابعة لسلاح الجو السلطاني وهي ترافق وصول طائرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه أثناء دخولها أجواء سلطنة عُمان، حقيقة كان ذلك الفيديو له وقعه الخاص في نفوسنا كبحرينيين والذي يؤكد محبة سلطنة عُمان قيادة وشعباً بمَقدَم جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.