منابر صناعة الوهم

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الوهم داء فتاك، يخيم على عقلية ونفسية الفرد، ينتقل (الوهم) كالداء المعدي من فرد إلى آخر في المجتمع إلى أن يصيب المجتمع كله.

يعيش المجتمع (المصاب بداء الوهم) في ظل وهم لا دواء له ولا علاج (نفسي أو جسدي)، تكون النتيجة بعد ذلك مجتمعا لا يدرك ماذا يدور حوله ولا يدري إلى أي جهة يسير ويتحرك (أعراض دوامة الوهم).

تأتي الطامة بعد ذلك، أن هذا المجتمع الموهوم، سهل التغلب عليه والتحكم في قدراته وإمكانياته من خلال بث إشاعة لا حقيقة لها في الوجود، يكون ذلك من خلال استغلال العديد من المنابر المتوفرة داخل هذا المجتمع، منبر الإعلام على رأس تلك المنابر.

منابر الإعلام لها صور مختلفة مثل قنوات التلفزيون، الصحف الورقية وأشرطة الكاسيت (أدوات مؤثرة في القرن الماضي). في عصرنا الحالي، وسائل التواصل الاجتماعية منابر مؤثرة يمكن استخدامها في بث مواد تصنع الوهم في المجتمع!

مكون الوهم، يعتمد على العديد من الأدوات مثل أداة الدين، أداة الاقتصاد، التعليم، الصحة، الرياضة (كرة القدم مثلا) وأدوات أخرى تحت مسميات عديدة.

لكل من هذه الأدوات التي ذكرتها أفراد (أشخاص) متخصصون في صناعة أو تركيب صورة وهمية مكونة من كلمات أحيانا وأحيانا أخرى مقاطع مصورة وإرسالها من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي (التي أصبحت أسرع وصول إلى المجتمع).

مثلا، الحديث عن الأساليب التي يتم استخدامها من قبل خبراء صناعة الوهم (مثل التداول في العملات الورقية)، يعلمون تماما أن فئة معينة من المجتمع (المراد وضعهم في إطار من الوهم) سوف يزيدون من الهالة التي يتم إرسالها إليهم ونشرها بعد ذلك في أوساط المجتمع بمختلف فئاته.

تكون النتيجة بعد ذلك، تحريك بعض المواد (المرتبطة ببيع وشراء العملة) داخل هذا المجتمع الموهوم بالطريقة التي يرغبون في تحقيق أهدافهم المالية من بيع أو شراء!

إيصال الحقيقة بعد ذلك، يكون بناء على قاعدة (الحقائق لا يمكن إخفاؤها)، من قبل جهات وأفراد يدركون تماما أن ما نشر في وسائل التواصل (في هذا الشأن) غير حقيقي، عبارة عن منشور وهمي لتحقيق أهداف (اقتصادية مثلا وأحيانا سياسية).

بعد ذلك تكون هناك مواجهة بين طرفين، أحدهم يعرف الحقيقة والآخر يريد نشر الوهم. كيف ستكون النهاية؟ الحقيقة سوف تظهر والوهم سوف ينقشع وتعود الأمور إلى نصابها (حروب أزلية لا نهاية لها).

باختصار، الصراع بين منابر صناعة الوهم والحقيقة، صراع لا ينتهي.

كيف يدرك الفرد أن ما يتم نشره في منابر الإعلام (وغيرها من منابر) هي مجرد أوهام لا حقيقة لها؟ هناك منابر وأصوات تنشر الأوهام وهناك منابر وأصوات تنشر الحقائق، الكيس الفطن هو من يدرك أن هذا وهم وهذه هي الحقيقة، للعقول الراقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق