التوق للكمال قد تضر بصحتك.. 5 نصائح للتخفيف من وطأـها عليك - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- المصابون بهوس الكمال وإنجاز الأمور على أكمل وجه يحتاجون إلى التقليل من العمل المرهق.. وهذا الأمر لا يأتي بشكل طبيعي بحسب الدكتورة إلين هندريكسن، عالمة نفسية سريرية بمركز جامعة بوسطن للقلق والاضطرابات ذات الصلة، ومؤلفة، وتضع نفسها في خانة محبي الكمال.

في حديثها مع مراسل CNN الطبي الدكتور سانجاي غوبتا في بودكاسته Chasing Life أخيرًا، قالت إنّ "معظم من يقصدون مركز "فين دياغرام" بغية تخطي تحدياتهم، هم من محبي الكمال" .

لكنّها استدركت بأنّ "لا أحد يقول أبدًا،’إلين، أنا من محبي الكمال. أحتاج إلى أن يكون كل شيء مثاليًا‘. عوض ذلك، ما يقولونه هو، ’أشعر بأني شخص فاشل‘. أو ’أشعر بأني بطيء، يجب أن أكون متقدّمًا أكثر عمّا أنجزته إلى الآن‘، أو لدي الكثير من التسهيلات كي أنجز ما عليّ القيام به وأنا لا أفعل أيًا منها بشكل جيد‘. وفي نهاية المطاف، أعتقد أن هذا لأن الكمال هو تسمية خاطئة إلى حد ما. فعوض السعي إلى الكمال، فإنّ الأمر في الواقع يتعلق بعدم الشعور بأنك جيد بما فيه الكفاية". 

قالت هندريكسن إنّ الكمال "قد يبدو وكأنه السّعي إلى التميّز من أجل التميّز، ووضع معايير عالية، والعمل الجاد، والاهتمام العميق"، مشيرة إلى أنّ هذه صفات إيجابية. إنها ميزة مهمة للعديد من المهن لكنّها قد تنقلب إلى سلوك غير صحي.

ولفتت هندريكسون إلى أنّ "هناك مقولة لمؤلفي كتب المساعدة الذاتية مفادها: ’اكتب الكتاب الذي تحتاجه‘. "لذا كتبته من أجلي. لكن بصفتي طبيبة نفسية سريرية في مركز متخصّص بالقلق، كتبت الكتاب أيضًا لكل من هم مثلي".

وأشارت إلى أنّ الكمال جوهر العديد من التحدّيات الطبية والصحة العقلية. وتابعت أنه "عنصر أساسي حقًا في اضطرابات الأكل، والعديد من أنواع الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري". ولفتت إلى أنّ المرض "يمتد إلى مناطق أخرى" من الجسم حتى يتسبب بحالات لا نتصوّرها عادة، مثل الصداع النصفي، وضعف الانتصاب، ونوبات الهلع.

وأضافت: "بالنسبة لي، كان المرض يظهر جسديًا. أصبت بمرض في الجهاز الهضمي. وخضعت لخمس جولات من العلاج الطبيعي. وتعرّضت لإصابة ناجمة عن الإفراط في الكتابة. واستيقظت ذات صباح من دون التمكّن من تحريك رأسي إلى اليمين لأن عضلاتي كانت مشدودة للغاية".

أما بالنسبة لأسباب السعي للكمال فهي عديدة بالنسبة لهندريكسن: إذ يمكن أن يكون وراثيًا، أو يأتي من البيئة الأسريّة، أو ينبع من الثقافة الغربية حيث تُهيمن الرأسمالية، والاستهلاك، ووسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أنّ الجائحة فاقمت الوضع.

واستشهدت بعمل عالم النفس والباحث في الكمال الدكتور توماس كوران، بأنّ "الكمال في الأساس نتيجة للوجود في نظام اقتصادي عازم على تجاوز العتبات البشرية". وتُظهر الدراسات أن معدل الكمال آخذ في الارتفاع، وخصوصًا بين الشباب.

وقالت هندريكسن إنه ليس عليك خفض معاييرك أو أن تكون أقل اندفاعًا للتخفيف من قبضة الكمالية على حياتك. إليك نصائحها الخمس لتخفيف الضغط على نفسك.

تقييمك الشخصي لا يوازي الإنجازات التي تحقّقها

هناك قيمة لك تتجاوز إنجازاتك. ولفتت هندريكسون إلى "أنّنا جميعًا نتعاطف مع أدائنا. بالطبع نحن فخورين بالدرجات الجيدة، أو مراجعة الوظيفة الممتازة، أو تحقيق أهداف التمرين، أو حتى إعداد وصفة جديدة رائعة لملفات تعريف الارتباط برقائق الشوكولاتة".

من الطبيعي أن تشعر بالسوء أو الإحباط عندما تفشل في تحقيق أهدافك. "لكن في نهاية المطاف، لا يتم تقييمنا فقط من خلال أدائنا".

وقالت هندريكسن إن خلط الأداء بالقيمة الذاتية يُسمى المبالغة في التقييم لأنه "كل أداء يصبح استفتاءً على قيمتنا". وخلصت إلى أن الناس أكثر بكثير من أداء: "إننا علاقاتنا، ومصالحنا، وقيمنا، ومتعتنا بالحياة".

خفّف من حدة الانتقاذ الذاتي 

قالت هندريكسن: "تعامل مع عقلك الناقد بشكل أقل جدية. فكل الساعين إلى تحقيق أهداف كبيرة، يعملون بجد، ويهتمون بعمق، ويأخذون الأمور على محمل الجد.. لكن هذا يعني أننا نأخذ أفكارنا أيضًا على محمل الجد".

وتابعت: "عندما نفكر بـ’أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية‘، أو ’أنا مقصّر‘، نفترض أن هذه الأفكار صحيحة. فنتعامل معها كحقيقة. لذا لا يجب أخذ كل فكرة على محمل الجد وحرفيًا". 

التعاطف مع الذات أفضل

وصّفت هندريكسون التعاطف مع الذات مثل "التحدث إلى نفسك كصديق جيد".

وترى أنّ التعاطف مع الذات قد يكون كلمة واحدة أو عبارة، مثل: "سهل"، "لطيف"، "أنت بخير". وتابعت أنه قد يكون "أسهل أيضًا؟ يمكن أن يكون التعاطف مع الذات عبارة عن أفعال: ثلاثة أنفاس عميقة، طلب المساعدة، أخذ استراحة، أخذ وقت للاستمتاع بالقهوة صباحًا، أو قراءة رواية قبل النوم". 

وقالت هندريكسن إنه يمكن أن يكون أيضًا إذنًا بعدم القيام بكل الأمور التي تتوقّعها من نفسك. وخلصت إلى أنه عمومًا "التعاطف مع الذات يعني التوجّه نحو آلامك ومعاناتك بعناية وفهم وسؤال: ماذا أحتاج؟ وما الذي قد يصلح في هذا الموقف؟". 

إطلاق العنان للكسل الداخلي

نصحت هندريكسن بالتالي: تجرأ على أن تكون غير منتج.

قالت: "إن تحسين الذات أمر جيد. لكن قاوم الرغبة بأن تكون منتجًا حتى في وقت فراغك. ليس عليك بناء مهارة، أو تعلم شيء جديد، أو القيام بشيء ’جيد لك‘ طوال الوقت".

مارس أيضًا الأمور التي تحبّها. ولفتت إلى أنّ "التحسين والتطوير الشخصي مهمان، لكن المتعة، والاستمتاع، والاتصال، والتعبير، مهمة أيضًا".

وشجعت على القيام بالأمور غير المنتجة، مثل "مشاهدة فيلم كوميدي رومانسي، أو كوميديا ​​​​مثيرة للاشمئزاز، أو قضاء ساعة لا تقوم خلالها بأي شيء سوى الغناء لقطتك".

"القيام بعمل جيد للأسباب الصحيحة"

قالت هندريكسن: حافظ على معاييرك العالية، لكن ركز على العمل، وليس على نفسك. اتخذ موقف النحات الذي يراقب كتلة من الرخام واسأل، "ما الذي سيجعل هذا الشيء أفضل، وهذا العمل أفضل؟".

وأوضحت أنّ "عدم الكمالية لحظة في ثقافتنا، توفّر راحة ضرورية للغاية من المعايير المتصاعدة باستمرار".

لكن النصيحة حول عدم الكمالية تميل إلى "التوقف عندما تكون الأمور جيدة بما فيه الكفاية"، أو "تحتاج إلى خفض معاييرك".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق