كشفت مجموعة بحثية صينية عن محاكاة حاسوبية تُظهر قدرة بكين على تتبع شبكة أقمار "ستارلينك"، التابعة لشركة "سبيس إكس"، التي تضم أكثر من 6700 قمر اصطناعي، خلال 12 ساعة فقط، وباستخدام 99 قمرًا اصطناعيًا صينيًا.
وتشير الدراسة، المنشورة في مجلة الأنظمة الهندسية والإلكترونية الصينية مطلع يناير الجاري، إلى التطبيقات العسكرية المحتملة لشبكة "ستارلينك"، التي برزت بوضوح خلال النزاع الروسي الأوكراني.
عسكرة الفضاء وأهمية التتبع
وأوضحت الدراسة أن عسكرة الفضاء المتزايدة، خاصة مع الاعتماد المتنامي على الشبكات الفضائية، مثل: "ستارلينك"، تشكل تهديدًا للأمن الفضائي الصيني.
وتهدف المحاكاة الصينية إلى رصد وتتبع أقمار "ستارلينك"، ما يُمكّنها من جمع البيانات واستطلاع الشبكة، بالإضافة إلى إجراء عمليات دفاعية.
ويمثل تتبع شبكة أقمار ضخمة مثل "ستارلينك" مهمة معقدة، حيث تحتاج الأقمار الصينية إلى التحليق بالقرب من أقمار الشبكة لمدة 10 ثوانٍ على الأقل لتحديد أماكنها بدقة.
ومع ذلك، تتطلب هذه العمليات حسابات مدارية معقدة لضمان البقاء في نطاق الشبكة وتجنب الاصطدام.
وللتغلب على هذه التحديات، زوّد الفريق البحثي الأقمار الاصطناعية الصينية بأشعة ليزر متطورة لتتبع حركة أقمار "ستارلينك".
كما أخذ الباحثون في الاعتبار ضرورة اصطفاف الأقمار في مواجهة الشمس، لفترات أطول لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة.
ورغم التحديات، ترى الصين إمكانية تطوير هذه التقنية لمواكبة الانتشار الواسع لشبكة "ستارلينك"، التي تهدف إلى زيادة عدد أقمارها إلى عشرات الآلاف خلال السنوات المقبلة.
ويأتي هذا التطور في سياق المنافسة المتصاعدة في مجال تقنيات الفضاء، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للأمن الفضائي على الصعيد العالمي.
0 تعليق