أصحاب الحملات : تطوير قطاع الحج والعمرة ضرورة لمعالجة التحديات وتحقيق الكفاءة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعرب عدد من أصحاب حملات الحج والعمرة والمقاولين العاملين في هذا القطاع عن وجود مجموعة من التحديات التي تواجههم خلال فترة الحج، التي تتطلب إيجاد حلول لتسهيل عملهم وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج ، مشيرين إلى أهمية إشراك الشباب في هذه الحملات وفتح المجال لهم للانخراط في قطاع الحج والعمرة الذي يحتاج إلى تطوير مستمر لمواكبة التغيرات.

«عمان» التقت بعدد من أصحاب الحملات للاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم من خلال هذا الاستطلاع.

الحوكمة ضرورية

بدأ أحمد بن علي بن عاطف اليافعي صاحب حملة «ابن عاطف» حديثه بتقديم الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها المتواصلة في خدمة الحجاج، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لا يمكن إنكارها سواء داخل سلطنة عمان أو في الأماكن المقدسة.

وأكد اليافعي أن العمل البشري دائمًا بحاجة إلى تطوير وتحسين، وهو ما يتم من خلال التشاور والتعاون المستمر. وأضاف: إن العديد من الأمور المتعلقة بتنظيم الحج لا تقع ضمن اختصاصهم بل تحت إدارة السلطات السعودية، وهو ما يستدعي نقل ملاحظات أصحاب الحملات إلى المسؤولين في المملكة.

وتطرق اليافعي إلى قضية الرسوم المفروضة على حملات الحج، والتي تعد من القضايا الأساسية التي تحتاج إلى مراجعة. وأشار إلى أن الحجاج يعبرون عن امتعاضهم من ارتفاع هذه الرسوم، رغم أن بعض الخدمات المقدمة لم تشهد تحسنًا ملموسًا. وفي هذا السياق، دعا إلى إعادة النظر في هذه الرسوم، خاصة أن بعض الخدمات لم تشهد تطورًا ملموسًا رغم التحسينات التي تم إدخالها في السنوات الأخيرة.

كما أشار اليافعي إلى مشكلة انقطاع الكهرباء في المخيمات، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، خصوصًا في ظل الرسوم السنوية التي تُدفع مقابل هذه الخدمات. ودعا إلى تحسين مستمر في الخدمات المقدمة، خاصة في مناطق مثل منى وعرفات.

وأشار اليافعي إلى أهمية توضيح الوزارة لأصحاب الحملات البرية بشأن الشروط التي تفرضها السلطات السعودية بشكل جيد، مثل العمر الافتراضي للمركبات والمواصفات المطلوبة، وطالب بتعميم هذه التعليمات على الجميع لضمان الشفافية والتعاون بين جميع الأطراف المعنية. وأكد على ضرورة وضع آلية تضمن التنسيق الفعال بين جميع الأطراف لتجنب أي عوائق قد تؤثر على سير مناسك الحج، بما يساهم في توفير الراحة للحجاج وأصحاب الحملات.

وفيما يتعلق ببطاقة صاحب الحملة التي كانت تُمنح سابقًا مجانًا، فقد أشار اليافعي إلى أن فرض رسوم عليها أثار بعض التساؤلات، وفضل أن يتم تسهيل إجراءات إصدار هذه البطاقة وتخفيف العبء المالي على أصحاب الحملات، مع التأكيد على ضرورة معاملة أصحاب الحملات بشكل مميز لضمان انسيابية عملهم دون تعطيل.

الاندماج

ويؤكد عبد الله طاهر برهام، صاحب حملة الهداية سابقًا وعضو في شركة التعاون العربي، أن عملية دمج شركات الحج أصبح واقعًا لا مفر منه، خصوصًا إذا كان لابد من الاستجابة لمتطلبات السلطات السعودية التي تشترط أن يكون لكل ألف حاج عماني شركة واحدة مسؤولة. ومع هذا التوجه، يشدد برهام على أن نجاح الدمج يعتمد بشكل أساسي على توفير مقومات واضحة، ووضع أسس ونظام إداري متماسك يدعم تحقيق أهدافه.

ويضيف: إن الدمج يجب أن يكون شاملًا وحقيقيًا، بحيث يتم العمل تحت إدارة موحدة وبأسعار موحدة لضمان تحقيق العدالة والكفاءة.

وفي هذا الإطار، أعرب سالم بن أحمد قطن، عضو شركة اتحاد ظفار وصاحب حملة «ضيوف الرحمن» سابقًا، عن شكره وتقديره لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها المستمرة في تنظيم قطاع الحج والعمرة. وأكد على ضرورة تحديد الأسعار بشكل واضح ومعلن، بحيث يتمكن الحاج من الاطلاع على قائمة أسعار معقولة ومقبولة، مع ضمان وضوح الخدمات المقدمة دون أي التباس بين ما يُعرض وما يتم تنفيذه خلال الموسم. كما دعا قطن إلى إنشاء شركات كبرى على مستوى المحافظات أو الولايات لتوحيد الحملات تحت إدارة واحدة، مشيرًا إلى أن هذا النهج يمكن أن يسهم في تنظيم العمل بشكل أكثر كفاءة، وتوحيد الأسعار، وضمان تقديم خدمات بجودة عالية ومتساوية للجميع. وأضاف أن مثل هذه المبادرة من شأنها أن تقلل الفروقات بين الحملات وتخلق بيئة تنافسية إيجابية تعود بالنفع على الحجاج، موضحًا أن وجود رؤية واضحة وإدارة موحدة سيؤدي إلى تحسين الخدمات وتبسيط العمليات، بما يعزز من تجربة الحجاج ويرفع مستوى الرضا العام.

تنافس في الخدمات

وأكد حفيظ طاهر الهادي باعمر من شركة اتحاد ظفار أن التنافس في قطاع الطيران أصبح شديدًا، حيث يتلقون العديد من العروض من شركات طيران دولية تسعى لدخول السوق العماني لنقل حملات الحج. وأشار إلى أن هذا التنافس قد يدفع الشركات المحلية إلى الخروج من المنافسة، بل قد تفقد حصتها بالكامل، ما يستدعي ضرورة وجودها بقوة في السوق من خلال تقديم أسعار تنافسية تلبي احتياجات جميع الفئات. وأضاف أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية يجب أن تلعب دورًا أكبر في التنسيق مع شركات الطيران المحلية في تقديم عروض مناسبة ومنافسة للحجاج.

كما تناول باعمر قضية أخرى تتعلق بمعاقبة الحملات في الأماكن المقدسة بسبب تصرفات فردية خاطئة من بعض الحجاج في مناسك الحج. وأوضح أن هذا النظام، الذي يعاقب الحملة بالكامل نتيجة تصرفات فردية، يحتاج إلى إعادة نظر، مشيدًا في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة التي تبذلها البعثات المعنية ودعا إلى إيجاد حل عملي لهذه المسألة لتجنب تحميل الحملة مسؤولية تصرفات فردية خارج إرادتهم.

معوقات

من جانبه أشار أحمد الحسان صاحب حملة حج اتحاد ظفار إلى أن الجميع يبذل جهده لتقديم أفضل الخدمات للحاج العماني، لكن من المهم أن تكون لدينا صراحة وشفافية لتحقيق تحسينات في مستوى خدمات شركات الحج. وأضاف أن هناك عددًا من الملاحظات التي، إذا تم أخذها بعين الاعتبار، من شأنها أن تساهم في تحسين الوضع الحالي.

ومن أبرز هذه الملاحظات أن يتم فتح المجال أمام أصحاب تراخيص الحج والعمرة لبيع نشاطهم أو نقله إلى شخص آخر شريطة استيفاء الشروط اللازمة، مما سيسهل على العديد من الأفراد دخول هذا القطاع. كما نوه الحسان إلى ظاهرة الحملات الوهمية التي يجب القضاء عليها بشكل نهائي، مؤكدًا أنها تمثل نوعًا من التجارة المستترة ، داعيا إلى ضرورة مضاعفة الجهود للقضاء على هذه الظاهرة .

كما تطرق الحسان إلى مشاكل أخرى تواجه الحجاج، مثل الحافلات غير المناسبة التي تعرضهم لمشاكل أثناء السفر، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة من الوزارة لمتابعة وتحسين هذا الوضع. وأشار أيضًا إلى أهمية فتح دورات المياه على طول الطريق من صلالة إلى عبري دون تحديد أوقات لغلقها، خصوصًا وأن هناك فئات عمرية متنوعة بين الحجاج تتطلب اهتمامًا خاصًا.

كما طالب بتحديد مواقع الفنادق وأماكن النزل لحملات الحج وذلك لضمان راحة الحاج العماني أثناء أداء مناسك الحج، مع ضرورة إشراف لجنة الحج العمانية على هذا الأمر، وفرض غرامات على من يتجاوز هذه الأماكن المحددة.

وأضاف الحسان: إن إنشاء جمعية لحملات الحج والعمرة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية يعد خطوة مهمة لتنظيم هذا القطاع بشكل أفضل.

فتح المجال للشباب

وقال عبدالله جعبوب من حملة شركة عمان للحج والعمرة: نشكر جميع الجهات المعنية على تعاونهم لإنجاح موسم الحج والعمرة، سواء من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو الجهات الأخرى ، متساءلا حول متى ستتاح الفرصة للشباب لدخول هذا القطاع وتقديم أفكار جديدة ومتطورة تواكب التغيرات الحديثة. وقال: إن الوقت قد حان للانتقال إلى خيارات أكثر تطورًا ومرونة، مع أسعار معقولة تتناسب مع الخدمات المقدمة. وأشار جعبوب إلى ضرورة التغيير في هذا القطاع، مؤكدًا أن الكثير من الحملات لا تزال تعتمد على تقاليد قديمة، رغم مرور العديد من السنوات على وجودها في السوق ، داعيا إلى ضرورة التفاعل مع التطورات الحديثة والابتعاد عن الأساليب التقليدية التي لا تواكب التغيرات الحالية في القطاع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق