يناير 19, 2025 4:54 م
كتب: علي سعادة
طيلة 15 شهرا من الحرب الوحشية على قطاع غزة كان مصطلح “اليوم التالي” الأكثر تداولا من قبل السياسيين والإعلام وغيرهم، وكان نتنياهو يرى اليوم التالي بدون حركة المقاومة الإسلامية (حماس). لكننا اليوم في الساعات الأولى لوقف إطلاق النار بغزة وبدء تبادل الأسرى، عرفنا ما هو “اليوم التالي”.
وقد لخصه الصحفي الصهيوني چاي بيخور وهو يتحدث بمرارة: “تنتشر شرطة حــماس وقواتها العسكرية في كافة أنحاء قطاع غزة، ويتم استقبالهم كأبطال. يبدو الجميع بملابس جميلة، سيارات جديدة، منازل قائمة، ربما لم تكن هناك حرب! وكانت مجرد كذبة! أأنتم تشاهدون “اليوم التالي” الشهير؟!”.
وهو ما يؤكده أيضا الباحث الإسرائيلي مايكل ميلشتاين “لا جدوى من إثارة مسألة “اليوم التالي” لأنه من الواضح تماما أن “اليوم التالي” هو هنا الآن: حماس.”
نعم هذا هو “اليوم التالي”: عودة حماس إلى حكم غزة.
ومثلت مسألة “اليوم التالي للحرب” في قطاع غزة عقدة كبيرة في سير المفاوضات مع الاحتلال، خاصة بعد إعلان نتنياهو أنه لن يسمح لحماس بالعودة للحكم في القطاع بعد انتهاء الحرب. وأدرج نتنياهو عدم عودة حماس للحكم ضمن الأهداف المعلنة للحرب الإسرائيلية، التي امتدت لأكثر من 470 يوما، ليتم التوافق في المرحلة الثانية من المفاوضات على إدارة جديدة للقطاع.
وجرت مفاوضات فلسطينية-فلسطينية لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة مكونة من شخصيات مستقلة، كان من أهم مهامها تولي مسائل الإغاثة والإعمار في المراحل الأولى من الصفقة، ومن ثم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بشكل كامل.
ومع ذلك، لم تفض تلك المفاوضات إلى أي نتيجة بسبب رفض رئيس السلطة محمود عباس للتوافق الفلسطيني، إضافة إلى رفضه الخطط التي قدمها الوسيط المصري لتلك الإدارة.
الاحتلال ورعاته فشلوا في إيجاد بديل لحركة حماس في غزة، وهو ما أكدته منصات إسرائيلية عديدة بقولها: “لا تترك الصور القادمة من غزة مجالا للشك، لقد فشلت إسرائيل في خلق بديل حاكم لحماس”.
وتبدو السلطة وحركة فح في حالة “حرد”، وتمتنع عن القيام بواجباتها الوطنية مع أن وقف النار في غزة يمثل فرصة ذهبية للفصائل الفلسطينية، خاصة لحركة فتح، التي يفترض أن تفكر خارج الصندوق، وتهرول لترتيب البيت الفلسطيني.
القوة والانتصار في غزة يجب أن يستثمرا لترتيب البيت الفلسطيني، ومحو حالات الإقصاء والتفرد التي تسيطر على عقلية رام الله.
لكن هيهات أن يستمع لصوت العقل من لا يزال ينظر لنصف شعبه وكأنهم العدو!
0 تعليق