كشف عدد من المواطنين العائدين لبيوتهم في غزة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء اليوم تفاصيل ما رأوه عند عودتهم وحال منازلهم وشوارعهم، وإحساسهم بالهدنة.
وقال محمد يوسف أبو طه، نازح في خان يونس وعاد إلى بيته في رفح صباح اليوم، توجهت إلى مدينة رفح، لأتفاجأ بأمواج بشرية تجتاح المكان، سيول من الناس، تسير في مشهد يشبه يوم الحشر وسط أصوات الرصاص والانفجارات.
وتابع أبو طه إنه عند أول منطقة في رفح، خربة العدس، اعترضنا جيش الاحتلال فجأة، ظهرت طائرتان وقامتا بإطلاق النار علينا بشكل مباشر، ليسقط أكثر من عشرة شهداء وعشرات الجرحى، واضطررنا للهروب عبر الشوارع الفرعية، مستخدمين الدراجات والكوات للنجاة من القصف.
أضاف أبو طه، لـ"الدستور" في خضم هذا الفوضى، ظهرت دبابة إسرائيلية أطلقت النار على من تصادفهم في الشارع، لكن حين واجه الجنود سيلًا بشريًا ضخمًا، توقف إطلاق النار مؤقتًا، مؤكدا أن المشهد كان لا يُوصف، الناس تجري في كل اتجاه؛ البعض يحاول الوصول إلى منازلهم، والبعض الآخر ملقى في دمائه.
تابع "وسط كل ذلك، قررت مع مجموعة صغيرة مواصلة الطريق إلى حي الجنينة، متجنبين تواجد الجيش الإسرائيلي، حتى وصلنا إلى وسط رفح، وتحديدًا حي السلام".
وواصل "عند وصولنا إلى محيط دارنا، كانت الصدمة كبيرة، لم نتمكن من التعرف على المنزل بسهولة بسبب الدمار الهائل المباني مدمرة بالكامل، وأكوام الركام تخفي كل معالم المكان، فقط بعد جهد كبير استطعت التعرف على منزلي بسبب بقايا الأشياء التي كانت على سطحه، وجدنا آثار المتفجرات التي استخدمها الاحتلال، وأصبح منزلي متداخلًا مع بيوت الجيران، وكل شيء داخله تحول إلى أنقاض.
المشهد كان قاسيًا، الدمار شمل كل شيء فلا مياه، ولا طعام، ولا مقومات حياة، الحيوانات في المنطقة القطط، الكلاب وحتى الفئران، نفقت من الجوع والعطش.
وتابع "تم نسف منازلنا بالكامل في العاشر من أكتوبر، عدت اليوم لأرى ما تبقى من رفح، لكن ما رأيته كان دمارًا شاملًا وأوضاعًا إنسانية لا تحتمل".
نداءات لمصر بالتدخل لإعادة البناء والتعمير
واختتم أبو تصريحاته قائلاً:"أوجه نداءً للمسؤولين المصريين وللمنظمات الدولية للمساعدة في العلاج وإعادة بناء ما دُمر، عسى أن يكون ما رأيناه اليوم آخر أحزاننا. حسبي الله ونعم الوكيل".
وقال عبدالهادي حجاج، لا توجد فرحة، لكن هناك شكر وامتنان لربنا أن حرب الإبادة توقفت والأطفال سوف ينامون بدون رعب أو قصف.
وتابع حجاج لـ"الدستور": "ما في وصف لشعور المواطن الغزاوي ألم الفقد كبير وما في انتصار الا انتصار الناس اللي ظلت واقفة رغم كل شئ".
0 تعليق