أبوظبي: مهند داغر
اكتسبت أسواق المال الإماراتية مزيداً من الزخم، في الآونة الأخيرة، نتيجة النجاح المتواصل للخطط الاقتصادية المعدة مسبقاً، ما شجع المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال في شرايينها، ودخول صناديق أجنبية جديدة، حتى بات العائد على بعض الأسهم يفوق الفائدة البنكية، بحسب مراقبين.
مؤشرات إيجابية
قال المحلل المالي عميد كنعان: «الثقة تتصاعد في أسواق الأسهم الإماراتية، في ظل النجاح المتواصل للخطط الاقتصادية الموضوعة مسبقاً، حيث بات الملف الاقتصادي يفي بالتزاماته بدءاً من الإدراجات الجديدة والمشاريع التطويرية في القطاع العقاري، فضلاً عن دخول المزيد من الصناديق الأجنبية التي تحاول أن تكون جزءاً من المشهد الاقتصادي الإماراتي».
وأضاف كنعان: «تمثل الحركة الإيجابية للأسهم بصفتها حصاداً لسنوات سابقة من النمو في مختلف جوانب الحياة، حتى بات المستثمر يتبع المؤشرات الإيجابية، مع تزايد أعداد السكان والحركة الساحية النشطة وخلق فرص العمل الجديدة، إلى جانب الفرص الاستثمارية الواعدة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أداء أسهم العديد من الشركات، لاسيما حديثة الإدراج مثل «سالك» و«باركن» وغيرها التي استفادت من هذه المتغيرات».
العائد على الأسهم
وأشار كنعان إلى أن العائد على أسهم سوق دبي يفوق الفائدة البنكية، مع توقع انخفاض هذه الفائدة، وهو ما سيدفع المستثمرين نحو زخم إضافي إلى سوق الأسهم، علماً بأن أسعار الأسهم لا تزال ضمن نطاق جاذب للاستثمار.
وأكد أن الأسعار مغرية وسوق الأسهم واعد، وكل ما طرح عن خطط تنموية في سوق دبي المالي تم الوفاء به، مضيفاً: «جمهور المستثمرين يترقبون إدراجات إضافية في قطاعات جديدة، قد لا تقل أهمية عن التي تم إدراجها في الآونة الأخيرة». وتابع: «في الوقت الذي شهدت فيه بعض الأسهم قفزات قوية، إلا أنها لم تصل إلى أسعارها العادلة بعد، لاسيما في قطاعي العقار والبنوك وغيرها من الأسهم».
أسهم المصارف
قال بافيك ميهتا، كبير محللي السوق في «سنشري فاينانشال»: «أسهمت الأرباح القوية والبيئة الاقتصادية الكلية الملائمة في الارتفاع الأخير لأسهم البنوك، وخلال الأشهر الماضية، ارتفعت توقعات التضخم نتيجة الأداء الاقتصادي القوي والتأثيرات المحتملة لسياسات ترامب الحمائية».
وأضاف: «أدى ذلك إلى خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتوقعاته لخفض أسعار الفائدة، علماً بأن السياسة النقدية في الإمارات تتماشى مع السياسة الأمريكية، ما يبقي أسعار الفائدة مرتفعة في المنطقة، ونتيجة لذلك، تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة هوامش أرباح البنوك، ما عزز زخم أسهم القطاع المصرفي».
القطاع العقاري
أشار ميهتا «إلى أن أسهم القطاع العقاري شهدت انتعاشاً قوياً في الإمارات، خلال عام 2024، مدعومة بزيادة المشاريع العقارية والاستثمارات في البنية التحتية، وشهدت أسواق العقارات في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، زيادة كبيرة في حجم المعاملات، خلال العام الماضي، بفضل تنوع الفرص الاستثمارية وزيادة الطلب على مختلف أنواع العقارات».
نمو الاقتصاد
وذكر ميهتا أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الإماراتي بنسبة 5%، في عام 2025، مدعوماً بقوة القطاع غير النفطي، مشيراً إلى أن قطاعي البنوك والعقارات، اللذين يشكلان مساهمين رئيسيين في الاقتصاد، سيحافظان على زخم النمو القوي لبقية العام. وقال: «بالنظر إلى أن سوق العمل الأمريكي يظهر علامات على التماسك، فمن المرجح أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة هذا العام. لذلك، قد يتم تعديل توقعات أرباح البنوك الإماراتية نحو الأعلى، خاصة أنها تعكس بالفعل انكماشاً في الهوامش، بمقدار 30 نقطة أساس، وهذا يعني وجود توقعات قوية لهوامش أرباح البنوك الحساسة لأسعار الفائدة، مثل بنك الإمارات دبي الوطني، وبنك المشرق، وبنك دبي التجاري، وبنك رأس الخيمة الوطني، وبنك أبوظبي التجاري».
معدلات الإقراض
قال ميهتا: «إن ارتفاع معدلات الإقراض يمكن أن يعوض تأثير زيادة المخصصات وفرض ضرائب بنسبة 15%، بالإضافة إلى ذلك، يتم تمويل غالبية مشاريع البناء في الإمارات عبر الاقتراض بدلاً من الموارد الداخلية أو حقوق الملكية، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى نمو القروض الممنوحة للمؤسسات بمعدل 6-8% سنوياً، على مدى خمس سنوات، بافتراض أن 40-60% من إجمالي التمويل يأتي من الائتمان، ومن المتوقع أن تستفيد الأسهم الرئيسية في القطاع المصرفي من هذه العوامل، ما يدعم استمرار ارتفاعها».
وتوقع أن تُسهم التدفقات القوية من الثروات الخاصة والسيادية، إلى جانب الاتجاهات الديموغرافية المواتية، في تعزيز ثقة المستثمرين، على الرغم من التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة خلال الأشهر المقبلة.
كما يُتوقع أن ترتفع أسعار العقارات السكنية بنسبة 8% في المتوسط، خلال عام 2025، بينما سترتفع أسعار المنازل الفاخرة في دبي بنسبة 5% هذا العام، متفوقةً على لندن (2%) ونيويورك (3%)، ومن المتوقع أن تعزز هذه العوامل القطاع والمكونات التابعة له بشكل أكبر.
0 تعليق