دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتزايد الدراسات حول كيفية تأثير البلاستيك على حياة البشر بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
وشقّت المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية، طريقها إلى أنسجة جسم الإنسان، والدماغ، والأعضاء التناسلية، والجهاز القلبي الوعائي.
وقال الدكتور ليوناردو تراساند، مدير طب الأطفال والصحة البيئية ونائب رئيس قسم أبحاث طب الأطفال بكلية الطب في جامعة نيويورك، لمراسل CNN الطبي الدكتور سانجاي غوبتا الذي استضافه أخيرًا في بودكاست Chasing Life، إنها "أكثر انتشارًا مما يبدو للعيان".
وقد أمضى تراساند العقدين الماضيين في دراسة كيفية تأثير التعرض البيئي، ضمنًا المواد البلاستيكية الدقيقة، على صحتنا.
وأكدّ تراساند أنّنا "نأكل الكثير من البلاستيك، ونستنشق الكثير من البلاستيك" على شكل غبار.
وتابع: "نحن نستخدم حرفيًا مستحضرات التجميل التي يتم امتصاصها في أجسامنا.. لقد أصبحنا نقبل البلاستيك على أنه أمر طبيعي. وهو ليس كذلك".
المواد الكيميائية التي تتسرب من البلاستيك
ليس البلاستيك وحده الذي يُسبّب الأذية والالتهاب لجسم الإنسان، بل ما يوجد في البلاستيك أيضًا.
أوضح تراساند: "هناك مواد تضاف عمدًا، مثل بلاستيك كلوريد البولي فينيل المجعّد الذي اعتدنا عليه لتغليف المواد الغذائية، تتم إضافة الفثالات إليه لجعله أكثر نعومة".
ولا تتحلّل المواد المضافة بسهولة في البيئة، وذلك مثل الفثالات (تستخدم في منتجات العناية الشخصية وتغليف المواد الغذائية)، والبيسفينول (تستخدم في بطانات علب الألومنيوم وإيصالات الورق الحراري)، ومواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل (PFAS) المعروفة بالمواد الكيميائية الدائمة.
كما تضر هذه المواد الكيميائية المضافة بأجسامنا، ما قد يسبب اختلال نظام الغدد الصماء الذي هو عبارة عن شبكة معقدة من الغدد والأعضاء التي تنتج وتطلق هرمونات تتحكم في العديد من وظائف الجسم الأساسية، مثل التمثيل الغذائي، والنمو، والتكاثر.
ولفت تراساند إلى أنّ "الغدد الصماء عبارة عن هرمونات تمثل جزيئات الإشارة لدينا، والموصلات الرئيسية للاتصالات الجسدية.. من الغدد التناسلية إلى القلب فالدماغ".
وقال إن الاتصالات "متنوعة ومتعددة"، وتنظم "كل شيء من درجة الحرارة، والتمثيل الغذائي، والملح والسكر، وحتى الجنس".
تواصلت CNN مع المجلس الكيميائي الأمريكي للتعليق، وتلقت بيانًا جاء فيه أنّ "الشركات التي تصنع المواد الكيميائية والبلاستيكية تركّز على إنتاج المواد الكيميائية التي توفر فوائد مهمة للسلامة، وأداء المنتج، والمتانة، ويمكن استخدامها بأمان. يقوم أعضاؤنا بتحليلات علمية مكثفة لتقييم المخاطر المحتملة لموادهم الكيميائية، من التطوير، إلى الاستخدام، والتخلص الآمن منها".
وأشارت صفحة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على موقعها الإلكتروني حول المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الغذاء إلى وجود بعض الأدلة التي تفيد أن "البلاستيك الدقيق والنانوي يدخل إمدادات الغذاء"، موضحة أن الأدلة العلمية الحالية "لا تثبت أن مستويات البلاستيك الدقيق أو النانوي المكتشفة في الأطعمة تشكل خطراً على صحة الإنسان".
وقدم تراساند خمس نصائح هي:
تجنّب الأطعمة المعلبة
رغم أن مادة بيسفينول أ (BPA) الكيميائية التي كانت تستخدم عادة في تبطين العديد من علب الأطعمة، والمشروبات المعدنية، والأغطية، والأغلفة، لم تعد موجودة في عبوات غالبية المنتجات (مثل التونة المعلبة، والصودا، والطماطم)، إلا أن بيانات الصناعة تُظهر أنها لا تزال تستخدم بنسبة 5٪، وربما أكثر.
وليس واضحًا ما إذا كانت البدائل الشائعة مثل بيسفينول إس، أكثر أمانًا لصحتنا مثل BPA، وقد تسرب إلى بيئتنا أيضًا.
وأوضح تراساند "هناك بعض العلب الخالية من مادة البيسفينول، لكن يصعب للغاية على المستهلك معرفة ذلك"، مشيرا إلى أن بعض العلب مبطنة الآن براتنجات مشتقة من الطبيعة، مثل راتنج الزيت، وهو مزيج من الزيت والراتنج المستخرج من نباتات مثل الصنوبر أو التنوب البلسمي.
احتفظ بالحاويات البلاستيكية بعيدًا عن الحرارة والمنظفات القاسية
قال تراساند إنه إذا نظرت إلى الحاوية البلاستيكية على المستوى المجهري، يمكنك رؤية الضرر إذا ما تعرضت للحرارة، مشيرًا إلى أن هذه الأجزاء المجهرية من الإضافات الكيميائية و/أو البلاستيك يتم امتصاصها في الطعام، والذي تتناوله بعد ذلك.
تجنب البلاستيك المختوم بـ 3 و6 و7
تحقق من رقم إعادة التدوير الصغير الموجود على الزجاجة أو الحاوية لمعرفة نوع البلاستيك الذي تتعامل معه.
أوضح تراساند أنّ:
الرقم ثلاثة هو للبلاستيك المصنوع من كلوريد البولي فينيل؛ وهو البلاستيك الذي عادة ما يضاف إليه الفثالات لتليينه. وقد ارتبطت الفثالات بمجموعة من المشاكل الصحية، من بينها الولادة المبكرة، والوفاة المبكرة، والعديد من الحالات الأخرى، مثل السرطان، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، والربو، والتحديات الإنجابية، والسمنة لدى الأطفال. الرقم ستة هو للبوليسترين. تُعتبر الستيرين مادة مسرطنة قوية جدًا. الرقم سبعة هو رقم شامل؛ الرقم سبعة يعني "آخر"، أي لا يعرف المستهلك مما تتكونّ مادة البلاستيك، ومخاطرها.اختر أدوات الطهي المناسبة
اقترح تراساند استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ، أو الحديد الزهر، عوض الأواني والمقالي غير اللاصقة، وخصوصًا أن بعضها مغطى بطلاء بلاستيكي، يتكونّ من PFAS، أو مواد بيرفلورو ألكيل وبولي فلورو ألكيل.
امنع تكاثر الغبار
أوضح ترانساند أنه يجب عليك التنظيف بالمكنسة الكهربائية بانتظام عبر استخدام مرشح HEPA، واستخدم ممسحة مبللة لمنع الغبار من اجتياح مساحة المعيشة الخاصة بك، خاصة أن "الغبار هو ناقل لهذه المواد الكيميائية".
وقال تراساند إن المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في المنسوجات المستخدمة بالملابس، والأثاث، والسجاد، بالإضافة إلى المواد الطاردة للماء، ومقاومات البقع، ومثبطات اللهب المطبقة عليها، كلها تطفو، ويمكن أن تتراكم في الغبار.
0 تعليق