بقلم: رون بن يشاي 20/1/2025
ينبغي الطلب من الوسطاء ألا تكون حماس في الحكم وأن يجرد القطاع من السلاح، وبالمدى الفوري – عدم السماح بعد الآن بتحرير مخطوفين في ظل الجمهور. الصفقة تخرج إلى حيز التنفيذ لكن لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بوجود منظمات وجيوش جهادية على حدود غزة.اضافة اعلان
الفرحة الهائلة التي جرفت مواطني دولة إسرائيل لمشهد تحرير دورون، إميلي ورومي من أسر حماس، تشكل إشارة واضحة للحكومة ولرؤساء جهاز الأمن: يجب إعادتهم جميعا، حتى آخر المخطوفين وأساسا أولئك الذين ما يزالون على قيد الحياة. وإلا فإن هذا الجرح سيبقى مفتوحا وسيكون لذلك معان هدامة على وحدة المجتمع في إسرائيل ودوافعه. لا يمكن لأي نصر عسكري أن يكون كاملا وأمن الدولة سيتضرر إذا لم يعد إلى الديار كل المخطوفين والمخطوفات. وذلك رغم الفهم الواضح أن الحديث يدور عن مخاطرة ستجبي باحتمالية عالية ثمنا باهظا بسبب التحرير بالجملة للمقاومين. وعليه، فينبغي الاستعداد بجدية للمفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة مع العلم أنها كفيلة بأن تؤدي إلى هدنة متواصلة. واضح تماما أن دولة إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تواصل منظمات وجيوش (المقاومة)، تواجدها المسلح في قطاع غزة. ينبغي الاعتراف بحقيقة أن حماس ليست جسما دينيا متزمتا وخارجيا فرض نفسه على السكان، بل تعبير تنظيمي أصيل عن "أمنيات أغلبية"، أكثر من مليوني نسمة في القطاع. في الثقافة، في التطلعات وفي الأيديولوجيا حماس هي غزة وغزة هي حماس. لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل، وبخاصة سكان النقب الغربي، ثمة حاجة للصياغة بتعابير عملية وواضحة ما هي المطالب بالنسبة لوقف الحرب. إصطلاحات مثل "تقويض حماس" و"نصر مطلق"، هي إصطلاحات غامضة من مجال الأدب والشعر وليست المطالب التي تفرضها حكومة مسؤولة على عدو أيديولوجي.
إسرائيل لا يمكنها أن تقتل وعلى ما يبدو أيضا، لن تنجح في أن تطرد آخر رجال حماس بمسؤوليها لكنها يمكنها أن تطلب أن يكون قطاع غزة مجردا من كل بنى (المقاومة) التحتية بما في ذلك الأنفاق، منصات إطلاق الصواريخ، قاذفات الهاون والعبوات الناسفة. إذا لم يتوفر جسم دولي يفرض هذا، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يفعل هذا بنفسه، حتى لو استغرق هذا أكثر من سنة.
طلب عملي ثان هو ألا تكون حماس في الحكم في غزة. في هذا الشأن لا تحتاج إسرائيل إلى أن تجتهد كثيرا. فقد أعلنت حماس منذ الآن مرات عدة، بما في ذلك، في الآونة الأخيرة أنها لا تريد أن تحكم القطاع مدنيا، بل أن تبقى فيه كجسم سياسي مسلح على نمط حزب الله. العمل من دون عبء، تلبية الاحتياجات والتخفيف من أزمة السكان لكن مواصلة الوجود كجسم "مقاوم". على إسرائيل أن ترحب بتنازل حماس عن الحكم لكن أن تعارض كل شكل مسلح ترغب في أن تحتفظ به بموافقة ضمنية من الأسرة الدولية.
هذان المطلبان – تخلي حماس عن السيطرة المادية – المدنية وتجريد القطاع – يجب أن يكونا في قلب الموقف الإسرائيلي قبيل المرحلة الثانية. وهما بلا شك سيكونان مقبولين من الإدارة الأميركية للرئيس الوافد دونالد ترامب، والأسرة الدولية هي الأخرى لا يمكنها أن تعارض طلب إسرائيل تجريد القطاع من السلاح.
وأخيرا، بعد الساعات الصادمة التي مرت على مواطني إسرائيل في ترقب ممزق للأعصاب لتحرير النساء الثلاث، ينبغي الطلب من حماس ألا يتم تحرير المخطوفين التاليين في قلب الجمهور. لقد استخدمت حماس تحرير الثلاث كفرصة لإجراء استعراض للقوة – بالمناسبة غير مبهر على نحو خاص – في مدينة غزة. كان هناك فقط بضع عشرات من المسلحين ويبدو أنهم لم يكونوا منظمين وبقيادة كما ينبغي، ما شكل خطرا على حياة المخطوفات الإسرائيليات. هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء كي يطرحوه على حماس والصليب الأحمر.. نقل المخطوفين والمخطوفات يجب أن يتم في مكان خفي وليس في قلب الجمهور.
0 تعليق