يهود العالم لن يسارعوا للهجرة إلى إسرائيل

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بقلم: سيرجيو دي لا برغولا  20/1/2025

حكومة إسرائيل صوتت على خطة إعادة المخطوفين بأغلبية 24 مع و8 ضد. باستثناء توزيع المعارضين على الأحزاب، فإن هناك أهمية خاصة في فحص المناصب الرسمية للوزراء المعارضين. اثنان منهم يجذبان اهتماما خاصا وهما عميحاي شكلي، وزير شؤون الشتات ومكابحة اللاسامية، واوفير سوفير، وزير الهجرة والاستيعاب. أي الوزيران اللذان يمكنهما الاهتمام بالعلاقات مع اليهود في الشتات، وتطوير تفهم مشكلاتهم، طموحاتهم واحتياجاتهم هم وأبناء عائلاتهم، والاهتمام بوجودهم ورفاههم. على الأقل هذا ما كتب، للخير أو للشر، في قانون الجنسية.اضافة اعلان
الوزراء في إسرائيل من غير الضروري أن يتصرفوا فقط وفقا للمصالح القطاعية للحقائب التي هم مسؤولون عنها. لنفترض أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على أنه من أجل تحرير جميع المخطوفين، فإنه يجب تحويل كل المدارس في البلاد إلى مدارس للإعداد الروحي لجيل جديد من الإرهابيين؛ إغلاق جميع المستشفيات في البلاد من أجل جعلها عيادات لمصابين إرهابيين. حكومة إسرائيل لديها الصلاحية للمصادقة على مثل هذه الخطة، لكنني كنت أتوقع أن يصوت وزير التعليم ووزير الصحة ضد الاتفاق. في حين أن الوضع الآن مختلف. فحكومة إسرائيل صادقت على اقتراح إطلاق سراح 33 مخطوفا مقابل إطلاق سراح معتقلين عددهم أكبر بخمسين ضعفا من الفلسطينيين. وبينهم الكثير "أيديهم ملطخة بالدماء"؛ وانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم قطاع غزة. هذا القرار يعكس الرأي العام في دولة إسرائيل (70 % حسب الاستطلاعات الأخيرة). السؤال هو هل يمكن الافتراض بأن أغلبية اليهود في الشتات يؤيدون هذه الخطة، وهل يوجد للوزير شكلي والوزير سوفر أي معرفة أو إدراك لهذا الشأن بطريقة توجههما في التصويت.
هذه الخطة تقف في مركز نقاش عام وسياسي نشط، الذي هو بحد ذاته أمر مشروع. من الواضح أن القرارات توجد فقط في يد حكومة إسرائيل، ومن أجل ذلك هي موجودة. ومثلما الشعب في إسرائيل ينقسم حول هذه القضية المعقدة فهكذا ايضا يهود الشتات. في السنوات الأخيرة ظهرت عملية لتصدير الآراء والخلافات من دولة إسرائيل إلى العالم الواسع. في الشتات يوجد تقسيم فكري يشبه كثيرا الموجود في البلاد، لكن التقسيم مختلف.
في الولايات المتحدة، معروف أن تقسيم المواقف السياسية لليهود يختلف جدا عما هو في إسرائيل. في الانتخابات الأخيرة، حسب الاستطلاعات الأكثر موثوقية، فإن ثلثي الناخبين اليهود صوتوا لكمالا هاريس والثلث صوتوا لدونالد ترامب. بالمقارنة مع الانتخابات الأميركية السابقة للرئاسة، فإن نسبة المؤيدين للحزب الديمقراطي هبطت قليلا. ففي انتخابات العام 2020 التي فاز فيها جو بايدن، حصل على 75 % من أصوات اليهود. وحتى أن ترامب في الحملة الانتخابية اشتكى من اليهود الذين صوتوا للحزب الديمقراطي وقال إنهم يصوتون ضد مصالحهم.
تصويت معظم يهود أميركا للحزب الديمقراطي، أنهم يعتبرون إسرائيل جزءا من مصالح دولتهم. وبناء على ذلك فهم يؤيدون سياسة الرئيس التارك بايدن، الذي أظهر دعمه العاطفي لإسرائيل، ومع ذلك بين حين وآخر استخدم الضغط الواضح لكبح حكومة بنيامين نتنياهو. لا شك أن معظم يهود أميركا يؤيدون الخطة الحالية.
في اوروبا، البؤرة الثانية للشتات، فإن تشتت المواقف السياسية لليهود معقد ومتنوع أكثر مما هو في الولايات المتحدة. ولكن ثبت أيضا أن دعمهم لإسرائيل أكبر بكثير مما هو في الولايات المتحدة. فالعلاقة العائلية وطيدة جدا في أوروبا، لذلك يسهل الافتراض أن هناك تطابقا أقوى مع مواقف معظم سكان إسرائيل لصالح الخطة.
كلمة أخرى عن الهجرة إلى اسرائيل. الأبحاث أثبتت بشكل قاطع أن عددا كبيرا من المهاجرين يأتي في المقام الأول بسبب وضع الحرب. مثلا، الحرب التي في السنوات الثلاثة الأخيرة جلبت إلى هنا عشرات آلاف المهاجرين من روسيا (لكنها لم تجلب عددا كبيرا من أوكرانيا). العامل الثاني، من حيث الأهمية، الذي هو المسيطر في السنوات العادية، هو الوضع الاقتصادي في دول المنشأ وأرض الهدف، ليس إلا عاملا مساعدا. عوامل اجتماعية مثل قوة اللاسامية في الخارج، تؤثر بشكل كبير ولكنها هامشية مقارنة بالعوامل الرئيسية. ولكن تطرف المواقف السياسية في إسرائيل يمكن أن تكون ايضا الكابح للميل الذي ينتشر في أوساط الكثير من يهود أوروبا للبحث عن تغيير مركز الحياة.
عندما يتخذ الوزراء المسؤولون عن العلاقات بين إسرائيل والشتات مواقف في طرف الطيف السياسي، فإنهم ينفصلون عن جمهور الهدف الذين تم انتخابهم من أجل خدمته، وضرر ذلك يمكن أن يكون كبيرا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق