استحوذت الولايات المتحدة على النصيب الأكبر من الاستثمارات العالمية المباشرة المتدفقة خارج الحدود لتحقق بذلك مستوى قياسيًا لتسلط الضوء على قوة دفع اقتصادية تتفوق بها واشنطن على أوروبا والصين، في الوقت الذي يستهل فيه الرئيس دونالد ترامب ولايته الرئاسية الثانية.
وذكر تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن بيانات مشروعات "الحقل الأخضر" - تعني الاستثمارات العالمية الجديدة أو التوسعات في مشروعات في الخارج تبدأ من الصفر- خرجت أثناء تجمع لقادة سياسيين ورجال أعمال في "دافوس" للتناقش بشأن كيف يمكن لفترة رئاسة ترامب أن تعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي من خلال ما أعلن عنه سابقًا بفرض رسوم جمركية مرتفعة وإعادة الصناعات إلى الأراضي الأمريكية.
وارتفع نصيب مشروعات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الولايات المتحدة من 11.6 % لتصل إلى 14.3 % خلال اثنى عشر شهرًا حتى نوفمبر 2024، حسبما أكد محللون لـ"فاينانشيال تايمز" واستندوا في ذلك إلى بيانات تم جمعها من أسواق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وجاءت تلك الزيادة بفضل قوة طلب المستهلكين والحوافز الحكومية التي يقدمها أكبر اقتصاد في العالم.
وقال الخبير الاقتصادي في الشؤون العالمية، بمكتب "أوكسفورد إيكونوميكس"، إنيس ماكفي، إن الولايات المتحدة تجتذب المزيد والمزيد من المشروعات الاستثمارية العالمية، لتعكس بذلك آفاق طلب قوي ونمو إنتاجية على نحو أقوى من أي مكان آخر.
وتوقع ماكفي، استمرار حالة التفرد والاستثنائية التي تتمتع بها الولايات المتحدة، مضيفًا أنه بينما تخلق سياسات ترامب حالة من عدم اليقين، فإن تيسير الموازنة سوف يدفع الطلب و"يضيف المزيد من الأسباب للاستثمار داخل الولايات المتحدة على المدى القصير."
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من اجتذاب 2100 من مشروعات "الحقل الأخضر" الجديدة التي تبدأ من الصفر، خلال الاثنى عشر شهرًا الأخيرة حتى نوفمبر الماضي. وعلى النقيض فإن الصين لم تجتذب سوى 400 مشروع، وهو ما يقترب من مستوى متدني قياسي، كما أنه يعد نسبة قليلة من المشروعات الاستثمارية التي كانت تفوق الألف مشروع على مدار العقد الأول من الألفية الحالية.
وقد انحسرت المشروعات الجديدة في ألمانيا لتسجل 470 مشروعًا في الأشهر الاثني عشر الأخيرة حتى نوفمبر الماضي، وهو أدنى مستوى يشهده أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية منذ 18 عامًا، فضلًا عن تراجعه بصورة حادة إذا قورن بـ1100 مشروع من استثمارات الحقل الأخضر سجلتها ألمانيا في العام الذي سبقه.
0 تعليق