المثل المصري الذي أنا بصدده يقول «امشي طريقك عدل يحتار عدوك فيك» نعم إن السلوك السوي والتصرف الحسن يعتبر قدوة ومثال يستفيد منه الإنسان ويسير على طريق الهداية التي يمر بها غيرنا من خلال تجاربهم العديدة، فنحن في عالم مليء بالتحديات والمنغصات والمؤامرات بعضها فردي وبعضها جماعي، وبعضها دولي، ويتجاوز الحدود المرسومة، والأعداء والمتربصين بنا ينتهزون أي فرصة في تحقيق أهدافهم المعلنة وغير المعلنة في مجالات الحياة المتعددة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وبالوسائل التقليدية ووسائل العصر الحديث بكل تنويعاتها وضروبها وبوسائل نعلمها وقد لا نعلمها وقد تتضح أهميتها لنا فيما بعد، ونرجو أن لا يكون ذلك بعد فوات الأوان.
نحن بحاجة إلى التكاتف والتعاون وبذل الجهود من أجل تحقيق أهدافنا منفردين أو مجتمعين ونحاول أن نفهم تقنيات العصر وأهميتها وكيف يمكن التعامل معها نحن بحاجة إلى الاستفادة من إمكانياتنا البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وأن نعمل مجتمعين لخير أوطاننا وشعوبنا، فبالتأكيد لدينا من المقومات كأفراد أو جماعات ما نفخر ونعتز به، ولكن علينا أن نعي قيمة ما لدينا وكيفية استثماره لما يعود علينا كدولٍ أو جماعات من خير..
لاشك أن التكاتف والتآزر وتوحيد الجهود والسعي للأخذ بالأسباب وتقوية ذاتنا في كل المجالات من شأنه أن يقوي وحدتنا ويصون أوطاننا ونحافظ على ما نملك من مقومات وظروف هي زاد قوي من خلال تفاهمنا على كل ما فيه الخير لهذه الأمة وبذلك نحقق الغاية والهدف الذي من أجله نعيش في هذا العالم، قطعاً نحن نملك من الإمكانيات ما يمكن أن نقدمه للآخرين فهم يستفيدون ونحن بالضرورة نستفيد، وعندما نملك الإرادة والتوجيه ونملك ناصية القول والعمل نستطيع أن نضرب المثل للآخرين في قدرتنا على التعامل مع مستجدات الحياة بكل تعقيداتها وطبيعي الإنسان يتعلم من الظروف التي يمر بها، والدروس المستفادة تقوينا ولا تضعفنا وتجعلنا في مقدمة الصفوف وليس في مؤخرتها.
تظل التحديات ماثلة في تقسيماتها المتباينة وعلينا أن نعي الدرس جيداً وليس عيباً أن نستفيد من تجاربنا التي مررنا بها، وبقدرتنا وإيماننا بالله سبحانه وتعالى نستطيع أن نتغلب على الصعاب ونواجه التحديات بكل أشكالها، سواء جاءتنا من الغرب أم من الشرق، من الجنوب أو الشمال فسنظل القادرين على التعامل الإيجابي، فنحن لا نعادي أحداً ما لم يضمر في نفسه الإيذاء بنا، فعندئذ علينا أن نواجه التحدي بتحدٍ أكبر منه ولا يكون ذلك إلا بتكاتفنا وتعاوننا وفهمنا العميق لمجريات الحياة وتعقيداتها والظروف التي نمر بها على مدار السنين..
فعلاً عندما نمشي في طريقنا عدل يحتار العدو فينا ولا يجد ثغرات ينفذ منها، هذا المثل في بلاغته كما يعني الأفراد فهو بالضرورة يعني الجماعات وقد يعني بذات الأهمية الدول والبلدان، نحن بحاجة إلى تقوية العناصر التي بين أيدينا وفي مقدورنا وبما حبانا الله سبحانه وتعالى من خيرات تجود بها أراضينا وبما بذله أبناؤنا من جهود كبيرة في الحصول على العلم النافع والتطوير الذي نشهده في بلادنا وضرورة المحافظة عليه ودعمه يجعلنا في موقف قوة وليس موقف ضعف، والأمثلة كثيرة أمامنا من الشرق والغرب والشمال والجنوب؛ فالأمم تبني صروحها بسواعد أبنائها الشرفاء والساعين إلى التقدم والرقي والتغلب على المشاكل الآنية والمستقبلية، والحمد لله عندنا من العقول العربية الكثير ولدينا من صروح العلم والمعرفة ما نفخر به ونعتز.
وعلينا أن نؤمن بقدراتنا ومواهبنا وأن نسخر إرادتنا للخير والنماء والبناء؛ فالمستقبل يحتاج الى تصميم وإرادة من أبناء البلدان التي هي ساعية للخير الإنساني والراغبة في اللحاق بالركب من حيث البناء والتقدم والرقي ويقيناً إننا عندما نكون في موقف قوي ومدروس ونفهم ما يحيط بنا من تحديات، فقطعاً يحتار العدو فينا والذي هدفه تفريقنا وزعزعة استقرارنا وأمننا.. فنحن جمعياً
مطالبون بأن نأخذ زمام المبادرات وأن نبني أوطاننا بسواعد أبنائنا الذين نفخر ونعتز بهم، فهم إن شاء الله على درب الخير سائرون وواعون لكل ما يحيط بنا وعلينا أن نكون فاعلين في البناء والنماء فبقدر رغبتنا في الاستفادة من الغير، فنحن أيضاً نستطيع أن نضيف للآخرين، وهذا ليس بغريب ومتعذر، فتاريخنا ولله الحمد في عز قوته ومنعته ضرب أكبر الأمثلة في العطاء الإنساني العالمي.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
0 تعليق