قال الدكتور جهاد ملكة، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إنه لا شك أن بعثة المراقبة الأوروبية والتي تم تأسيسها بناء على اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ومصر في عام 2005، بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط سيكون لها دور إيجابي وفعال في إعادة فتح معبر رفح بعد ان احتله إسرائيل في مايو 2024، ودمرته ومنعت الحركة منه وإليه.
وأكد ملكة، أن إشراف البعثة الأوروبية على معبر رفح يعتبر خطوة هامة في سياق تعزيز الاستقرار الأمني والإداري في غزة، وإعادة فتح المعبر بعد فترة طويلة من إغلاقه بسبب الإحتلال الإسرائيلي مما سيضمن حركة مرور آمنة ومستمرة بين غزة والعالم الخارجي خاصة في ظل التحديات والعراقيل المستمرة التي تواجه المعبر من الناحية الأمنية واللوجستية والتي تضعها قوات الاحتلال.
وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين السلطة الفلسطينية ومصر والجهات الدولية، بعد غياب طويل للسلطة عن السيطرة على غزة ومعابرها مما يساهم في تحسين حركة التنقل بين قطاع غزة ومصر، ويعزز الجهود الإنسانية والاقتصادية في إعادة إعمار قطاع غزة بعد أن دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، ويسهم في تحسين سير العمل والتخفيف من العقبات الإدارية أو التأخير الذي قد يعاني منه المسافرون، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية في غزة.
وأوضح أن هذا سيساعد على تسهيل حركة البضائع والأفراد بشكل أكثر فعالية، ويعطي أملا في سرعة اعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني في القطاع.
وحول نتائج تلك الخطوة من الناحية السياسية، قال ملكة قد تكون هذه الخطوة بمثابة مؤشر على مزيد من التعاون الدولي في حل معضلة قطاع غزة المعقدة، بما في ذلك تحقيق تهدئة مستدامة بين الأطراف المختلفة، مما قد يكون له تأثير إيجابي على جهود إنقاذ غزة واسعافها مما أصابها من كوارث أثناء حرب الإبادة وخاصة خروج الجرحى والمصابين للعلاج في المستشفيات المصرية والعربية بعد ان دمرت آلة الحرب الإسرائيلية معظم المشافي والعيادات في غزة.
تعزيز علاقات غزة مع المجتمع الدولي
وأكد ملكة أن وجود البعثة الأوروبية يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على علاقات غزة مع المجتمع الدولي، ويعزز من مصداقية السلطة الفلسطينية في أوساط المجتمع الدولي.
ولفت ملكة إلى أن عمل البعثة يساعد في إبقاء الضغط الدولي على الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل ومصر، لضمان التزامهم بالقوانين الإنسانية وحق التنقل والحركة لأهل غزة للتواصل مع العالم الخارجي خاصة بعد فترة حصار مستمرة ما يزيد عن 17 عام جراء استيلاء حركة حماس على غزة، مما سيعيد الأمل لهم بحياة مستقرة وهادئة.
0 تعليق