تسفي برئيل 22/1/2025
ستة أسابيع هستيرية وتسبب الجنون تنتظر على الباب. في كل أسبوع ستعود المشاهد المخيفة للقطار الجبلي المسمى "صفقة المخطوفين"، التي فيها الفرح والحزن، الحداد والاحتفالات، تصرخ مع التوتر والخوف قبل الأسبوع المقبل، والأسبوع الذي سيأتي بعده وهكذا دواليك. في هذه الأسابيع ستستمر الأسئلة المؤلمة في الإلحاح: هل سيتم اطلاق سراح المخطوفين في يوم السبت أو في يوم الأحد؟ هل التأخير تقني فقط أم هو مخالفة جوهرية؟ هل العملية ستتوقف بعد 42 يوما أو ربما قبل ذلك؟ هل سنعود إلى الحرب أم أننا نتوجه نحو المرحلة الثالثة، بداية إعادة اعمار القطاع؟.اضافة اعلان
مرة أخرىن سنشاهد في كل أسبوع سيارات التندر البيضاء لحماس ومواكب الانتصار التي ترافق المخطوفين البائسين، وبعد ذلك التوابيت. مرة أخرى سيلوح المسلحون بالسلاح للإظهار بأنهم ما يزالون هنا، حيث في الطرف الآخر للقطاع سينهار المخطوفون في أحضان أبناء عائلاتهم والأطباء والممرضات، وسيتوسلون من أجل إعادتهم جميعا والآن. ولكن "الآن" هي كلمة قبيحة في قاموس رئيس الوزراء. وقد وبخ رئيس الموساد في شهر شباط (فبراير) وقال له: "هذه ليست الطريقة لإجراء المفاوضات بها. يجب أن نكون حازمين. النتيجة هي اتفاق مؤلم لا يرحم، مليء بالألغام وينتظر التدمير". وحتى هدفه الرئيسي، إعادة المخطوفين، بل الحفاظ على سلامة الائتلاف، لا ينجح في تحقيقه.
هذا الاتفاق من الضروري تعديله قبل أن يمزقه جهاز التدمير الذاتي المزروع فيه أشلاء وقتل المخطوفين الباقين. حتى الآن الوقت غير متأخر لإجراء هذا التعديل. لا يجب إعادة اختراع العجلة. الصيغة معروفة ومعترف بها، "الجميع مقابل الجميع وإنهاء الحرب"، الآن وعلى الفور، ليس على دفعات أو نبضات، لأنه في نهاية المطاف الخطة المتفق عليها يمكن أن تؤدي إلى النتيجة نفسها.
إذا تم استكمال المرحلة الثانية بنجاح، فإن الجيش الإسرائيلي سينسحب من كل القطاع (باستثناء قاطع معين على طول الحدود)، بما في ذلك من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ووقف إطلاق النار سيصبح دائما، أي أن الحرب ستتوقف، وجميع المخطوفين ستتم إعادتهم، وجميع السجناء الذين تطلب حماس إطلاق سراحهم سيتم تحريرهم. الفرق الأساسي بين الخطتين هو تقصير فترة الخوف وتحييد العبوات الناسفة التي تهدد تنفيذ كل بنود الاتفاق. إضافة إلى ذلك، كلما طالت فترة تنفيذ الاتفاق، وأمام حقيقة أن إسرائيل تستمر في وقف بشكل قاطع نقل السيطرة المدنية في القطاع إلى السلطة الفلسطينية، فإنه تزداد احتمالية أن حماس هي التي ستدير القطاع، بدءا بتوزيع المساعدات، المواد الغذائية والأدوية، وانتهاء بإعادة إعمار البنى التحتية المدنية.
عمليا، حماس هي التي تقوم بتوزيع المساعدات الآن. حتى الآن يمكن وقف هذا التطور على أساس اقتراح مصر الذي يسعى إلى تشكيل لجنة إدارة مدنية تعمل برعاية السلطة الفلسطينية، وتتكون من شخصيات عامة ومهنيين متفق عليهم. محمود عباس رفض في الحقيقة هذا الاقتراح خوفا من أن يؤدي إلى تقسيم فلسطين والفصل بين القطاع والضفة الغربية، وضعضعة مكانة السلطة الفلسطينية وم.ت.ف على اعتبار أنها تمثل بشكل حصري الشعب الفلسطيني. ولكن هذا الأمر يمكن إيجاد صيغة وسط له، تضمن مكانة السلطة الفلسطينية كصاحبة البيت قبل لحظة من سيطرة حماس بالكامل على القطاع.
في اليوم الـ16 على تطبيق الاتفاق الحالي، فإنه من شأن إسرائيل ودول الوساطة وحماس البدء في مناقشة تنفيذ المرحلة الثانية. لا حاجة إلى الانتظار حتى هذا الموعد، الذي يهدد بالتحول إلى محطة للانسحاب من الاتفاق. لا يوجد ما يمنع طرح النقاش مبكرا من أجل اتخاذ قرار حول خطة مسرعة، تنهي عملية تحرير المخطوفين على الفور، وتضع أسس السيطرة المدنية في غزة. محظور الوصول بعد شهر ونصف إلى العويل نفسه المعروف على الفرصة التي تم تفويتها، مثل التي تم تفويتها في أشهر أيار (مايو)، آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر).
0 تعليق