أسعد الروابة لـ «عكاظ»: رحل «الأسد» وبقيت أغنياتنا صدّاحة

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استذكر شاعر المليون السوري أسعد الروابة، ما نشرته «عكاظ» عن معاناته مع البراميل الحارقة والقنابل العنقودية لنظام الأسد، التي ظلت تهدد حياته. وأطلق حينها صرخة استغاثة من العراء اعتبرها الأخيرة بعدما أضحى قريباً من الموت «عكاظ 27 يوليو 2017»، كتب في تغريدته الموجعة «في العراء منذ أسبوع أنا وأولادي جراء القصف، حسبنا الله ونعم الوكيل»، وأتبعها بتغريدة أشد ألما، أشبه بتلويحة الوداع الأخيرة: «إخواني الغالين قد تكون هذه آخر تغريدة لي فكل الأبواب مغلقة إلا باب الموت، وأقسم أحياناً أني أتمنى أن نموت أنا وعيالي موتاً جماعياً لنخلص.. دعاؤكم».

كل هذه المواقف عادت إلى وجدان وخيال أسعد الروابة، فأفاض بالحديث عنها لـ «عكاظ»،

قال: لم يبقَ من تلك الأيام غير الذكرى المؤلمة التي أصبحت رفيقاً ملازماً لي، إذ واجهت الموت شبه الحتمي أنا وأطفالي، وبات الأمل حينها كالشمعة في آخر لحظاتها، ورغم ذلك كنت أأنس للأمل ناراً أطبطب به على قلوب أهلي المنهكين.

وتابع شاعر المليون الروابة يروي ذكرى تلك الأيام مجيباً عن سؤال «عكاظ» إن كان للشعر دور في مناهضة نظام الأسد خصوصاً أنه كان من أوائل الشعراء المناهضين، فقال: الشعر قوة على الأرض مقابل ما كان يملكه النظام، لا مقارنة مطلقاً، فالنظام كان همجياً، لكن من ناحية تأثير الشعر على الناس فلا شك أنه كان يوقد الأمل في القلوب التي كانت تتجرع الويلات وأكبر دليل أن النظام سقط وبقيت أغاني الثورة صداحة.

سنوات طويلة بقي فيها الشاعر الروابة بعيداً عن المهرجانات، فهل استطاعت منصات التواصل أن تعوضه البعد؟ يجيب الروابة: إن الظروف السابقة حالت دون ذلك، لكني استطعت أن أتأقلم مع وضعي آنذاك وأن أقدم نتاجي الشعري عبر منصات التواصل وإن كان أقل من المطلوب، ورغم ذلك استطعت التواصل مع الناس من خلالها، لكن الاحتكاك في المهرجانات الشعرية لا بد منه، وأحاول قدر المستطاع أن أعوض سنوات الغياب عنها داخلياً وخارجياً.

وعن أصعب المواقف التي واجهته في سنوات الثورة السورية يروي الشاعر أسعد الروابة: المواقف الصعبة كثيرة، لكن الموقف الذي لن أنساه مهما حاولت منظر والدي وهو مضرج بالدماء إثر غارة جوية ووفاة نحو ثلاثين بينهم نساء وأطفال من حارتنا.

ويواصل شاعر المليون: بعد إعمار الوطن الذي هو أهم من أي شيء سأحاول مع زملائي الشعراء أن يكون هناك هيئة خاصة بالشعر النبطي، تدعم جميع الشعراء الشباب، وتقدم لهم ما حرمنا منه أيام النظام البائد، «أعد «عكاظ» بتقديم قصيدة جديدة كتبتها منذ أيام والمفارقة أنها قصيدة وجدانية.. سقوط النظام أعادنا للحياة والمشاعر الجميلة».. وكلمتي الأخيرة «شكراً السعودية على موقفها المشرف تجاه الشعب السوري، إذ كانت أول الدول الداعمة لنا».


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق