ملامح اليوم التالي للحرب على غزة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 23, 2025 1:18 م

عبد الله المشوخي

راهن الكيان الصهيوني ومعه الغرب الصليبي وبعض العربان المتخاذلين على خارطة طريق لمستقبل اليوم التالي لحرب غزة بافتراضات متعددة تصل إلى حد تهجير أهل الشمال وبناء المستوطنات داخل القطاع (خطة الجنرالات) إلى خضوع القطاع لحكم عسكري صهيوني أو من قبل سلطة أوسلو أو وجود قوات عربية تحكم القطاع إلى غير ذلك من التصورات الحالمة لديهم.
وغفل هولاء جميعا عن تصريحات أدلى بها قادة حماس تكرارا ومرارا بأن غزة العزة الأبية لن يحكمها سوى سواعد مقاوميها ومن قاتل ودافع عنها وهذا ما تحقق جليا، فما إن وضعت الحرب أوزارها وانقشع غبار المعركة وبعد لحظات أو ساعات ظهر أسود القسام بزيهم العسكري المهيب وراياتهم الخضراء الخفاقة، رايات العز والشموخ والإباء، رايات أولي بأس شديد وكأنهم لم يخوضوا غمار حرب ضروس استمرت لسنة وبضعة أشهر في ظل حصار جائر وتكالب سائر قوى الشر عليهم من كل حدب وصوب.

ظهروا وسط حاضنة شعبية تهتف لهم وهم يجوبون شوارع القطاع بسلاحهم وسياراتهم في رسالة للقاصي والداني لتقول لهم “نحن هنا.. نحن من يحكم.. نحن المتجذرون هنا ولا مكان للغرباء ولا للعملاء” نحن اليوم التالي والأخير.
لكن الأمر الخطير والذي غفل عنه الكيان الصهيوني هو ابعاد اليوم التالي وهو الأهم والأخطر على كيانهم، هو الجيل التالي لأهلنا في قطاع غزة جيل التحرير، بإذن الله…..جيل من الشباب عاش المعركة بكل تفاصيلها، عاش تحت القصف، تحت الحصار، عاش النزوح، عاش البرد، عاش الدمار، عاش الحرمان، رأى الشهداء والجرحى ودموع الأطفال والجثث الملقاة، عاش تحت مراقبة الزنانات ٢٤ ساعة، عاش الخذلان العربي والدعم الغربي للكيان الصهيوني، عاش المعركة ببطولاتها ومآسيها.
كذلك شاهد دمار آليات العدو وبطولات إخوانهم الكبار وآبائهم وقوة بأسهم وصبرهم وجلدهم.

هذا الجيل لن ينسى ولن يغفر للعدو ومن وقف معه.
جيل سوف يثأر، سوف ينتقم، جيل لن يعرف الخوف، جيل سوف يخرج من خلال الركام ويزلزل الكيان بإذن الله خلال المستقبل القريب ليكمل مسيرة من سبقوه من أبطال اشاوس.
إنه جيل التحرير تحرير القدس، تحرير الأقصى المبارك تحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر.
جيل لن يخشى أحدا.

فإذا كان من سبقهم قد تكالب عليهم جميع قوى الشر دون جدوى، فكيف بهم؟

على الكيان الصهيوني ومن خلفه أن يدركوا أنهم قد ساهموا من حيث لا يرغبون في بناء هذا الجيل، جيل اليوم التالي حيث أرادوا كي الوعي في نفوسهم وغرس الخوف والخنوع واليأس والقنوط فيهم لكن النتيجة خلاف ذلك وصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق