الخميس 23/يناير/2025 - 01:11 م 1/23/2025 1:11:06 PM
نحتفل هذه الأيام بعيد الشرطة الذي يوافق الذكرى التاريخية لملحمة تصدي أبطال مدرية أمن الاسماعلية لقوات الاحتلال البريطاني في مدينة الإسماعيلية يوم 25 يناير عام 1952، كان هؤلاء الرجال، بقيادة البطل مصطفى رفعت، مثالًا حيًا للصمود والوطنية والاعتزاز بالكرامة، فرفضوا الاستسلام أمام قوات الاحتلال، وفضلوا المقاومة حتى آخر رجل، تلك المواجهة البطولية كشفت عن همجية الإحتلال الذي فشل أمام إرادة أصحاب الحق والأرض.
وبعد 73 عامًا على تلك الواقعة، فلن نتوقف أمامها كثيرا، ونكتفي بـ تقديم تحية الإعزاز والتقدير لرجال الشرطة المصرية في عيدهم، لنقف عند بعض الحقائق نوجزها في عدة ملاحظات.
اولها: هو الدور الخفي لجماعة الإخوان في تشويه النضال الوطني والتغطية على جرائم الإحتلال، فمن الوثائق والتحقيقات التي أُجريت حول حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952، وهو اليوم التالي لملحمة الإسماعيلية، اتضح وتأكد تورط جماعة الشر الإخوانية في إشعال هذا الحريق الذي تسبب في دمار واسع ونهب للمحال الكبرى، والهدف كان واضحًا وهو التغطية على البطولة التاريخية لرجال الشرطة في الإسماعيلية، ومنع تلك الملحمة من أن تصبح شرارة لثورة شعبية شاملة ضد الاحتلال في مصر وخارجها، وبدلا من فضح الاحتلال عالميا بما يؤثرعلى تواجده في دول الشرق ويشجع على الثورة علية، سرق حادث حريق القاهرة إهتمام الناس والصحافة المحلية والعالمية.
ومن هذا الموقف نكتشف الدور القذر الذي أدته جماعة الاخوان كأداة في يد المحتل، ونعرف لماذا اعتمدت على العمل السري والخلايا النائمة لتنفيذ مخططاتها المشبوهة، التي تتعارض دائما مع المصلحة الوطنية .
الملاحظة الثانية: أنه عندما رفعت الشرطة المصرية شعارات "الشرطة والشعب إيد واحدة " و"الشرطة في خدمة الشعب" انها لم تأتِ من فراغ، بل من أرض الواقع ومن خلال المواقف البطولية التي جسدت العلاقة الوثيقة بين الشرطة والشعب على مر التاريخ، كذلك ارتبطت دوما المصلحة الوطنية مع مواقف الشرطة المصرية وانهما جنبًا إلى جنب ضد أي قوى تحاول النيل من أمن الوطن واستقراره، ولعل ملحمة أهالي سيناء ووقوفهم مع ابطال الجيش والشرطة ضد عناصر الإرهاب خير مثال وأقربه .
أما الملاحظة الثالثة: فإن قوة أي دولة هى انعكاس لقوة مؤسساتها، العسكرية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب القوى البشرية والثقافية، ولحسن الحظ، أثبتت الشرطة المصرية أنها مؤسسة قوية تُدرك مسؤولياتها في حماية وطن يمتلك من عناصر القوى الشاملة ما يؤهله للدفاع عن أمنه ومصالحة ومستقبلة بما يريد وكيفما يريد.
وأخير: وجب التنويه أن وزارة الداخلية المصرية بما تملكة من تقنيات وادوات تُسهم في كشف الجرائم بمختلف أنواعها، الجنائية كالتهريب والمخدرات، أو السياسية كالإرهاب، لديها أجهزة تخصصت في مكافحة الإرهاب والجريمة بكفاءة عالية باستخدام فرق متخصصة وأحدث أدوات البحث والتحري والتتبع، وأثبتت خلال السنوات العشر الاخيرة قدرتها في الحفاظ على الأمن الداخلي ومواجهة التحديات التي تعصف بدول محيطة - عزيزة علينا- افتقدت لمثل تلك من الاجهزة الامنية القادرة على حمايتها وحماية أمنها ومصالحها.. حمى الله مصر وكل عيد وشرطتنا المصرية بالف خير.
0 تعليق