فضّل الروائي أشرف العشماوي كتاب "الفلاح المصري والفكاهة" الصادر عن دار "المعارف"، من تأليف د.عوض الغباري الذي يقدم فيه دراسة شائقة وتحليلًا أدبيًا لواحد من أشهر نصوص الأدب المصري الساخر وهو "هز القحوف"، الذي يعد أحد أبرز كتب الأدب العربي التي تصف الريف المصري.
الفلاح المصري والفكاهة
و"هز القحوف" كتاب يجمع بين الهجاء اللاذع للمجتمع الريفي المصري في القرن السابع عشر، في قالب من التهكم والدعابة والتنكيت، ما جعله مقبولًا من أهل عصره، بوصفه كتابًا يحمل السرور والإضحاك لقارئه، بغض النظر عمن كان موضوعًا لذلك كله، بل إن الكتاب وجد إعجابًا بين أهل الريف أنفسهم، لدقة تصويره جوانب أحوالهم المختلفة، مع محاكاة وتعليق ساخر للشعر الذي برع فيه علماء عصره.
وقال د.عوض الغباري مؤلف كتاب الفلاح المصري والفكاهة في مقال عن كتاب "هز القحوف": "حفل بروائع التراث العربي وتفاعل معها، وتناص بالشعراء العرب، وتأثر بالمصادر الغنية بالحكايات والنوادر والأشعار مثل (ألف ليلة وليلة). كذلك انعكست الروح الدينية فيه، خاصة ما يتعلق بالتصوف".
أشرف العشماوي
أضاف الغباري: "معجم الريف والفلاح في (هز القحوف) منقسم بين ما كان مستخدمًا من لهجة الريف، وبين ما اخترعه الشربيني (المؤلف) على طريق الهزل، وهذا المعجم مهم جدًا للتعرف على الثقافة المصرية بجوانبها الاجتماعية، التي تلقي الضوء على جانب مجهول من حياة المصريين في ذلك العصر، وما تبعها من تفكير خاص لأصحابها في الريف المصري".
عوض الغباري
وواصل: "أطلعنا (هز القحوف) على طريقة الفلاحين في حياتهم، من خلال عاداتهم وتقاليدهم، وطعامهم البسيط الفقير مثل المش والجبن والكشك والبيسار (البصارة) والبصل، وغير ذلك، وارتباطهم بالأرض والحيوان كالبقر والجاموس، والاعتماد عليه في الزراعة والطعام والتجارة. كذلك أطلعنا على أفراح الفلاحين وأتراحهم، ومفهومهم لما يحيط بهم من قضايا الحياة والفلاحة، وكذلك صورة المرأة والطفل في ذلك المجتمع، والتندر بغرابة أسمائهم وطرافة حكاياتهم.
0 تعليق