السبيل – توقعت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إطلاق سراح الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، وذلك خلال المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية السبت المقبل.
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لإطلاق سراح الزبيدي (50 عاما) الذي يعتبر رمزا في جنين، مشيرة إلى أنه سوف يراقبه من الناحية الاستخباراتية.
وأضافت أن الجيش هدد بأنه سيستهدف الأسير الزبيدي “حال شوهد يحمل سلاحا أو يمارس نشاطا إرهابيا”، على حد وصف الصحيفة.
وحينما اعتقل جيش الاحتلال القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، زكريا الزبيدي عام 2019، وصفه قائد كبير في المخابرات الإسرائيلية بـ”قط الشوارع” الذي وقع أخيرا في المصيدة.
وكان الزبيدي نجح في التسلل من زنزانته عبر نفق، مع 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في عملية وصفها المراقبون بـ”الأسطورية”.
وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية. كما فقد الزبيدي والدته (سميرة) وشقيقه (طه) برصاص قوات الاحتلال عام 2002، وكذلك شقيقه داوود الزبيدي عام 2022، ونجله محمد الزبيدي في سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفقا لتقارير فلسطينية، فإن سلطات الاحتلال هدمت منزل زكريا الزبيدي 3 مرات، وبحسب عمه جمال الزبيدي، فإن زكريا “شب على مقاومة الاحتلال، لا يعرف القيود، واجه الآليات الإسرائيلية بالحجارة، ثم بالسلاح، قاد كتائب الأقصى، ونفذ عمليات بطولية”.
وأصيب زكريا بعمر 13 برصاص جيش الاحتلال خلال مشاركته في ضرب القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر الـ 15، وسجن 6 أشهر. بعدها اعتُقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.
في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000ـ2005) بات الزبيدي قائدا عسكريا لكتائب “شهداء الأقصى”، وقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه “الحاكم الفعلي لجنين”.
حصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت، تحت عنوان “الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018”.
كما استطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.
وفي العام ذاته اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن الزبيدي من الفرار.
عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي. وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقال الزبيدي، غير أنه فشل وتمكن الأخير من الفرار.
في 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي “شهداء الأقصى”، بينهم زكريا الزبيدي، لكنها ألغته في 2011 رغم التزامه بالشروط. ثم بقي الزبيدي في رام الله حتى اعتقاله من قوات الاحتلال في 27 يناير/كانون الثاني 2019.
0 تعليق