الغور الشمالي.. الفقر ينهك "أبو علي" وينهش صحة أطفاله الثلاثة أمام عينيه

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الغور الشمالي- وسط عجز عن توفير متطلبات الحياة الأساسية والضرورية، لا سيما الغذاء والدواء، يجد المواطن أبو علي نفسه أمام مأزق كبير يشغل باله طيلة الوقت وهو ينظر إلى أطفاله الثلاثة (توأم عمرهما 8 أشهر، وآخر عمره سنتان) وقد أنهكم المرض وسلب ابتسامتهم، حيث يعانون بحسب والدهم من "الركود الصفراوي نتيجة مشاكل في عمل الكبد، مثلما تسبب ذلك في العديد من المضاعفات، مثل انحناء في العمود الفقري، وهشاشة العظام، وارتخاء في الأعصاب، وقصور في النمو كالوزن والطول". اضافة اعلان
الخمسيني أبو علي الذي يسكن وعائلته في منطقة الشونة الشمالية التابعة للواء الغور الشمالي، يؤكد لـ"الغد" بأن آثار الهموم والتعب بادية على ملامحه، وأنه يعيش حالة من الخوف والقلق الدائمين على واقع مستقبل أطفاله، مضيفا في الوقت الذي لم يستطع فيه تمالك نفسه من البكاء،
 و"أن الظروف المالية الصعبة تحول دون قدرته على التنقل بأطفاله من وإلى المستشفيات، ناهيك عن الحاجة إلى بعض العلاجات غير المتوفرة في بعض المستشفيات، مما يضطره في بعض الأحيان إلى محاولة الاستدانة لشرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار تفوق قدرته".
ولا يقف الأمر عند ذلك الحد، بحسب أبو علي الذي أكد "أنه يعاني من عدم القدرة على شراء المستلزمات اليومية من الطعام والحليب والفوط اليومية، ناهيك عن عدم توفر بيئة صحية ومنزل دافئ، إذ يضطر في بعض الأحيان للحصول على الدفء من خلال حرق الملابس البالية مع أعواد من الحطب بعدما يحصل عليها من المزارع المجاورة ليشعلها في منتصف الغرفة للحصول على دفء غير صحي، في حين جدران المنازل آيلة للسقوط، والمياه تتسرب من سقف المنزل، والرياح القوية تدخل من الشبابيك، حيث يغطيها قطع من القماش أو البلاستيك".
أما والدة الأطفال الثلاثة، فتقول من جهتها، إنها تعيش هما يوميا ومأزقا كبيرا وهي ترى أطفالها يتضورون جوعا دون أن تكون قادرة على إطعامهم لعدم توفر أي نوع من الطعام أو حتى الحليب، مشيرة إلى أن راتب زوجها هو 250 دينارا ولا يسد سوى جزء بسيط من الالتزامات المالية وجزء من الديون المتراكمة.
وأضافت، أن زوجها لا يستطيع أن يتقاضى راتبا من صندوق المعونة الوطني كونه يعمل، في حين عمل الجمعيات الخيرية تراجع إلى حد كبير خلال السنوات الأخيرة، وهنا توجه مناشدة لمختلف الجهات الرسمية والأهلية وأهل الخير لمساعدتها وأسرتها في مواجهة ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها.
من جهته، أكد مصدر من مديرية التنمية الاجتماعية، "أن المديرية تعمل قدر المستطاع على مساعدة الفقراء والمحتاجين، لكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر لكي يتمكن المواطن من الاستفادة من المساعدات".
وتتلقى أغلب الأسر العفيفة في لواء الغور الشمالي معونات نقدية وعينية "متواضعة"، سواء من جهات وطنية أو خيرية، لكنها تعجز عن انتشالهم من براثن فقر مدقع وإنقاذ حياة الأبناء من أمراض مزمنة تنهش أجسامهم.
ومن الجدير بالذكر، أن لواء الغور الشمالي يعد من المناطق الأشد فقرا، ويبلغ عدد سكان اللواء حوالي 130 ألف نسمة موزعين على 3 بلديات هي شرحبيل بن حسنة، معاذ بن جبل، وطبقة فحل، ويعتمد أهالي اللواء على العمل في القطاع الزراعي والنصف الآخر في وظائف مختلفة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق