مونة ومصدر دخل للأسر.. شح الأمطار يطيح بالزراعات الشتوية في جرش

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جرش- اضطر مزارعون وأصحاب مشاريع حقلية صغيرة، إلى البدء بإزالة الزراعات الشتوية بشكل كامل، بسبب تراجع الهطولات المطرية، حيث ظهر على النباتات بطء في النمو وقلة الثمر وتدني جودته، فضلا عن انتشار الحشرات والأمراض التي تؤدي إلى تلف هذه المزروعات، مما يلحق خسائر فادحة بالآلاف من أرباب الأسر الذين يعولون على الزراعات الشتوية في تغطية جزء من نفقات الأسر، خصوصا قبل حلول شهر رمضان المبارك.اضافة اعلان
ويعمل هؤلاء على إزالة الزراعات الشتوية والتخلص منها، تمهيداً لتنظيف التربة وتسميدها على أمل تعويض خسارة الزراعة الشتوية في الزراعات الصيفية إذا تحسن الموسم المطري في الأسابيع المقبلة.
كما يعتمد أصحاب المطابخ الإنتاجية كذلك على الزراعات الشتوية في تجهيز مونة شهر رمضان المبارك، خصوصا بإعداد المفرزات والمخللات والمربيات التي يعد شهر رمضان موسم الذروة لهذه المنتجات، وسط خشة من أن تدهور الموسم الزراعي الشتوي في جرش بسبب قلة الهطول المطري، سيرفع من أسعارها أضعافاً مضاعفة ويقلل كمية الإنتاج ويسبب نقصاً في الكميات المتوفرة، وتحديدا من المفرزات من الفول والزهرة والسبانخ والبازلاء والأعشاب البرية.
وأوضح العاملون في المطابخ الإنتاجية، أنهم "كانوا يعتمدون على الزراعات الحقلية والمشاريع الإنتاجية الزراعية التي تديرها ربات المنازل، ومنها الأعشاب الطبية كذلك، إلا أن وضع هذه الزراعات سيئ لغاية هذه الفترة ولا يمكن إنقاذه، لا سيما أن النمو بطيء جداً وقد ظهرت الفيروسات والأمراض على النباتات، وهذا من شأنه أن يقلل من كمية الإنتاج وجودته ومواعيد القطاف".
وأكد مزارعون، "أن قلة الأمطار تسببت في بطء نمو الزراعات الشتوية وتدني جودة الثمر وكمياته، لا سيما أن الزراعات الشتوية في الأعوام السابقة تكون في مرحلة القطاف، إلا أنها حالياً وبسبب التغيرات المناخية ما تزال في مرحلة النمو البطيء ومن المتوقع خسارة الموسم كاملا"، مشيرين إلى أنهم "بدأوا بالزراعة قبل نحو 3 شهور وما تزال المزروعات في مرحلة النمو البطيء ولا توجد مصادر مائية للري، وهي بالأصل تسقى من مياه الأمطار". 
يأتي ذلك، بينما لم تتجاوز نسبة الهطول المطري في جرش 34 % من الموسم المطري وقد أوشكت مربعانية الشتاء على الانتهاء بنسبة هطول مطري متواضعة وغير كافية للزراعات.
كما أكد المزارعون، "أن هذه التغيرات ستنعكس سلباً كذلك على الزراعات الصيفية التي تعتمد على مشاريع الحصاد المائي في ريها. ولغاية الآن، هذه المشاريع خالية من المياه ولم يتم تجميع مياه الأمطار، فضلاً عن انخفاض كبير وواضح في منسوب مياه العيون والينابيع، وهذا مؤشر سيئ على وضع الزراعات الصيفية التي تعتمد عليها كذلك آلاف الأسر في تغطية نفقاتها الصيفية".
وتعتمد آلاف الأسر الجرشية على الزراعات الشتوية لتغطية تكاليف مستلزمات الشتاء كأفضل الحلول في مواجهة الالتزامات الاقتصادية المتراكمة، لا سيما أن الزراعات الشتوية تعتبر أقل تكلفة وأفضل أسعار وأفضل منتجات خلال بضعة شهور، وخياراتها متعددة ولا تحتاج إلى تكاليف الري وتعتمد عليها الأسر في شراء المحروقات ومستلزمات فصل الشتاء، فضلاً عن مستلزمات شهر رمضان المبارك.
ويرى المزارعون أن الزراعات الشتوية وأبرزها الباذنجان المقدوس والورقيات بأنواعها والبصل والثوم والفول والبازلاء والحبوب بأنواعها، تعد تكاليف زراعتها قليلة مقارنة بالزراعات الصيفية التي تحتاج إلى عناية أكثر وتسميد ورش ومياه للري، فيما الزراعات الشتوية لا تحتاج إلى مياه وتسميد ووقاية كون درجات الحرارة منخفضة وتسوق في كافة الأحياء السكنية والقرى والبلدات، وأسعارها مناسبة، ومساحة الزراعات صغيرة ولا تحتاج إلى ملكيات كبيرة.
وأكدوا أيضا، أن الزراعات الشتوية تتميز في محافظة جرش وظهرت فيها زراعات حديثة وأهمها وأوسعها انتشاراً زراعة باذنجان المقدوس بمساحات واسعة، والذي يشهد إقبالاً وتسويقاً في مختلف محافظات المملكة، حتى تتناسب الكميات المتوفرة مع عمل الآلاف من المطابخ الإنتاجية التي تستخدمها في إعداد المونة المنزلية وباقي المنتجات الزراعية الشتوية التي تستخدم في تحضير المونة في المطابخ الإنتاجية، إلا أن قلة الهطولات المطرية تسببت في إنتاج باذنجان مر وغير صالح للاستخدام، وقد قام المزارعون بإتلافه.
ووفق المزارع عدي غسان، "فإنه يستفيد من قطعة أرض داخل منزله ويزرعها سنوياً بالفول والبازلاء وبعض الأنواع من الورقيات حتى يغطي حاجة الأسرة من بعض المنتجات الغذائية الصحية وبيع ما تبقى بين الأحياء السكنية بعد الإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشهد رواجاً كونها مزروعة في الحدائق المنزلية ولا تتعرض لأي هرمونات أو مواد كيماوية لتسريع النمو وتعتبر صحية مقارنة مع المنتجات التي تتوفر بكثرة في الأسواق المركزية".
وأوضح، "أن المزروعات ما تزال في مرحلة النمو البطيء وهي غير جيدة وجودتها وكمية الإنتاج متواضعة مقارنة بالمواسم السابقة، وكان من المفترض أن تكون هذه الفترة في مرحلة القطاف والبيع، وفي حال بقي الهطول المطري على هذا الوضع سيقوم بالتخلص من المزروعات بعد أسبوعين وتجهيز الأرض للزراعة الصيفية لعلها تكون أجدى من الزراعة الشتوية على أمل أن تكون الهطولات المطرية في نهاية فصل الشتاء وتزود مشاريع الحصاد المائي بكميات مناسبة من المياه".
وأضاف غسان، "أن مشروعه من المشاريع المنزلية التي توفر دخلاً له ولأسرته لا يقل عن ألف دينار في كل موسم زراعي في السنوات السابقة ويستخدم هذه الأرباح في تغطية تكاليف المحروقات في التدفئة وشراء مستلزمات الشتاء من ملابس وأقساط جامعات ومدارس ومصاريف شهر رمضان المبارك الذي سيبدأ بعد أسابيع قليلة وغيرها من الالتزامات المالية التي تتراكم في فصل الشتاء، إلا أن هذا الموسم سيخسر ما يقارب 150 ديناراً تكاليف الزراعة الشتوية كونها تضررت بسبب التغير المناخي وتأخر الموسم المطري، فضلاً عن خسارة الموسم الشتوي كاملاً".
ويعتزم المزارع عيسى بني عبده، إزالة الزراعة الشتوية من الفول والبازلاء وأنواع عدة من الورقيات، كون أن نموها بطيء جداً ولا يوجد عليها أي كميات من الإنتاج بسبب قلة الهطول المطري، لاسيما أنه اعتاد على زراعة ملكياتهم الخاصة من الأراضي الزراعية بالزراعات الشتوية لاعتمادهم على مياه الأمطار في الري ويعتمدون عليها في تغطية جزء كبير من نفقاتهم. 
وأشار بني عبده، إلى "أن آلاف الأسر ستخسر الموسم الشتوي نظراً للتغيرات المناخية التي لا يعلم عنها المزارعون، وقاموا بالزراعة الشتوية بدون أي توجيهات أو تحذيرات من قبل الجهات المعنية بخصوص هذه التغيرات المناخية التي قد تلحق الضرر بالمواسم الزراعية الشتوية".
بدوره أكد مصدر مسؤول في زراعة جرش أن نسبة الهطول المطري في محافظة جرش لغاية الآن 30 % وهي نسبة متدنية مقارنة بالسنوات الماضية، وسينعكس هذا الانخفاض في نسبة الهطول على الزراعات الصيفية التي من المؤكد أنها ستكون بحاجة إلى الري التكميلي.
وأكد، أن الفرصة ما تزال موجودة لمزيد من الهطولات المطرية في الأسابيع المقبلة وفق الأرصاد الجوية، وفي حال ارتفع الهطول المطري ستكون بعض من الزراعات الشتوية والصيفية في وضع آمن.
وأوضح المصدر ذاته، أن جرش تتميز بزراعة الورقيات والفول والبازلاء في فصل الشتاء، ومساحة الزراعات الشتوية تتسع بشكل متزايد نظراً للجدوى الاقتصادية منها وقلة التكاليف التي تترتب عليها، خصوصا زراعة الباذنجان والورقيات والبقوليات والبصل والثوم. إلا أن كميات الإنتاج والجودة والنوعية متدنية هذا الموسم نظراً لقلة الهطولات المطرية التي تنعكس سلباً على الإنتاج.
وأضاف، أن نسبة الهطول المطري تنعكس بشكل مباشر على الزراعات الشتوية وتسببت في إضعافها والتقليل من كميات الإنتاج في الأسواق، ومن المتوقع أن يتحسن وضع الزراعات الشتوية إذا ارتفعت نسبة الهطولات المطرية في الأسابيع المقبلة.  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق