رون بن يشاي
24/1/2025
ما سيحصل في نهاية الأسبوع في ثلاث ساحات القتال التي ما تزال نشطة سيكون حرجا. يوم الجمعة، السبت والأحد ستختبر قدرة كل الأطراف على الالتزام بالشروط المعقدة لصفقة المخطوفين واتفاق وقف النار في لبنان وفي نفس الوقت سيوضع قيد الاختبار التكتيك الجديد الذي يتخذه الجيش الإسرائيلي في حربه ضد كتائب الإرهاب في الضفة.اضافة اعلان
المسألة الأكثر تعقيدا منها جميعا هي التنفيذ الميداني للنبضة الثانية لصفقة المخطوفين. فقد تعهدت حماس في أن ترفع لإسرائيل منذ اليوم أسماء أربع نساء مخطوفات على قيد الحياة ستحررهن. أربل يهود، التي يفترض أن تتحرر يحتجزها الجهاد الإسلامي، حماس تحتجز خمس مجندات. ثلاث منهن يفترض أن يتحررن في النبضة الثانية.
بالتوازي يفترض بالجيش الإسرائيلي أن ينسحب شرقا في ممر نتساريم ويخلي محور الشاطئ جنوب مدينة غزة كي تتاح حركة حرة للفلسطينيين شمالا سيرا على الأقدام بدون أسلحة. من يفترض أن ينفذ هذا الفحص هي شركة دولية يتواجد مندوبها منذ الآن في البلاد. ليس واضحا بعد متى سيرابط رجالها في الميدان وهل سيكون بوسعهم أن يعملوا مثلما تقرر في المنحى منذ نهاية السبت.
أقدام على الأرض
في ليل الأحد تنتهي الـ60 يوما التي يحق فيها للجيش الإسرائيلي أن يعمل في لبنان بتفكيك البنى التحتية المتبقية لحزب الله في المنطقة. حسب اتفاق وقف النار يفترض بالجيش أن ينسحب إلى أراضي إسرائيل ويستولي الجيش اللبناني على منطقة الحدود. غير أنه من ناحية إسرائيل ما تزال الظروف في الميدان لا تسمح للجيش الإسرائيلي العودة إلى الحدود لأن الجيش اللبناني لم ينتشر بشكل كامل ولم يفكك كل البنى التحتية لحزب الله وأساسا في الجبهة الشرقية. لهذا السبب تطلب إسرائيل تمديد تواجد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان لشهر آخر على الأقل. وأعلنت إسرائيل منذ الآن عن نيتها هذه بشكل غير رسمي للجنة التنسيق والرقابة على اتفاق وقف النار. حكومة لبنان تطالب إسرائيل بأن تخلي كل المنطقة. وحزب الله هو الآخر يطلب أن تنفذ إسرائيل كل شروط وقف النار.
تأخير الآنسحاب من لبنان يوجد الآن قيد البحث وفي مراحل اتخاذ القرار في الكابنت الإسرائيلي الذي ينبغي له أن يقر طلب الجيش ألا ينسحب يوم الأحد من كل أراضي لبنان. لكن المشكلة الحقيقية هي مع إدارة بايدن. عمليا، نحن نقف أمام الاختبار الأول لعلاقات إسرائيل مع الإدارة الجديدة. توجد هناك محافل تعنى بالأمن القومي وتفهم مطلب إسرائيل في ظل فهم ومعرفة للوضع على الأرض. لكن في البيت الأبيض توجد محافل مقربة من الرئيس تعارض السماح للجيش الإسرائيلي بتأخير الآنسحاب من لبنان. في طريق المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوجد أناس يدعون بأن على إسرائيل أن تلتزم باتفاق وقف النار نصا وروحا، دون أي تأخيرات وتغييرات. ما سيحصل في نهاية الأسبوع حرج ليس فقط للساحة اللبنانية بل وأيضا للعلاقات بين الحكمين في واشنطن وفي القدس، وبالطبع بين ترامب ونتنياهو.
في إسرائيل بالتأكيد يرون كامكانية واقعية استئناف النار من جانب حزب الله اذا لم يعد الجيش الإسرائيلي إلى خط الحدود. الجيش جاهز لذلك دفاعيا وكذا لحملة واسعة وسريعة في لبنان.
التوجه إلى الحسم
في يهودا والسامرة، شرع الجيش الإسرائيلي بحملة في مخيم اللاجئين جنين كفيلة بأن تتسع إلى بؤر إرهاب أخرى في شمال السامرة. وتستهدف الحملة المعالجة الجذرية لكتائب مخيمات اللاجئين. يدور الحديث عن مجموعات مسلحة من كل المنظمات، على أساس محلي. وهم يعرفون انفسهم كأبناء المخيم وليس كنشطاء حماس او الجهاد الإسلامي. توجد لهم قيادة ووحدات فرعية وهم يعملون أيضا على أن يقفوا في وجه الجيش من خلال زرع العبوات في محاور حركة السير. والنية هي هزيمة الكتيبة المحلية إلى ألا تستطيع الأداء كإطار مسلح.
سياسيون من اليمين يعرضون طريقة العمل هذه من جانب الجيش الإسرائيلي، في غزة وفي الضفة، كاقتحامات ليست كافية لأجل هزيمة حماس. وهم يتجاهلون حقيقة أن الحديث يدور عن حملات تستمر لأشهر، للسبب البسيط في أن السياسيين من اليمين، وأساسا من عظمة يهودية والصهيونية الدينية وحتى وزير الدفاع كاتس يريدون أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى كل أراضي القطاع وأن يبقى فيها بشكل دائم في كل الأماكن، دون الخروج منها.
الجيش الإسرائيلي يعارض هذا النمط الذي يفترض به أيضا أن يسمح باستيطان يهودي متجدد في القطاع. السبب بسيط: يحتاج هذا قوات كبيرة وسيكلف ضحايا كثيرة. لكن في يهودا والسامرة ضروري تغيير في أهداف هذه الحملات، وهذا يتم الآن تماما.
0 تعليق