ما دور الوجبات المدرسية بتحسين جودة التعليم؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان – فيما أوصى برنامج الاغذية العالمي بتقييم "أثر برنامج الوجبات المدرسية في الأردن" الذي صدر مؤخرا، بتوسيع نطاق نموذج الوجبات الصحية للأطفال في مدارس المملكة نظرا للتأثيرات الإيجابية الملحوظة على الأطفال الذين تلقوا هذه الوجبات، اعتبر خبراء تربويون أن التوسع ببرنامج الوجبات المدرسية يعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة التعليم وتعزيز البيئة التعليمية بشكل عام.اضافة اعلان
وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد"، أن التوسع ببرنامج "الوجبات الصحية المدرسية"، يعد استثمارا ذكيا بمستقبل الأجيال القادمة، حيث يضع أساسا صحيا وتعليميا متينا يمكن عبره بناء مجتمع أكثر وعيا واستدامة.
إلى ذلك، قال مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم أحمد المساعفة، إن الوزارة ستستأنف خلال الفصل الدراسي الثاني توزيع الوجبة المدرسية ضمن مشروع المطابخ الإنتاجية، بالإضافة للبسكويت "السادة" والمحشو بالتمر.
وأضاف المساعفة، إن الوزارة خلال الأيام المقبلة ستحدد ضمن خطتها الإجرائية موعد استئناف توزيع الوجبة المدرسية خلال الفصل الدراسي الحالي.
ويهدف البرنامج، وفق المساعفة لتحسين الوضع التغذوي والصحي للطلبة، بتقديم وجبة غذائية يومية متوازنة لهم، وتنمية وتثبيت اتجاهات وعادات غذائية سليمة عند الطلبة، تستمر طويلا.
وبين المساعفة أن عدد الطلبة المشمولين بالمشروع يصل لـ520 ألفا في 2500 مدرسة، موزعة على 34 مديرية تربية و3 مخيمات، ومدارس وكالة الغوث.
وأشار إلى أن المشروع يتكون من 3 مشاريع فرعية، هي المطابخ الإنتاجية، والبسكويت المحشو بالتمر، والبسكويت "السادة".
وأوضح، أن مشروع التغذية يستهدف طلبة المدارس الحكومية من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف السادس الأساسي، موضحا أن عدد من يستفيدون من وجبة المطابخ الإنتاجية هذا الفصل الدراسي، يبلغ 90 ألفا، ويستمر لـ60 يوما، مبينا أن الوجبة تتكون من: حبة معجنات، وحبتي خضار وفاكهة، إذ إن المعجنات تعد في المخابز ثم تنقل لمطابخ إنتاجية لتغليفها وغسل حبات الخضراوات والفواكه ليصار لتغليفها ومن ثم توزيعها على الطلبة.
وبين المساعفة، أن عدد المطابخ الإنتاجية الريادية وصل لـ11، موزعة على 8 مديريات تربية وتعليم، لافتا إلى أن فكرتها تقوم على تمكين سيدات في مطابخ إنتاجية تابعة لمؤسسات مجتمع محلي، لإنتاج وجبات غذائية مدرسية صحية، إذ يدعم المشروع المجتمعات المحلية بتوفير أكثر من 400 فرصة عمل لسيدات من المنطقة. 
وأشار إلى أن المناطق المشمولة بالمشروع هي: مادبا، الشونة الجنوبية، الطفيلة، بصيرا، الأغوار الجنوبية، المفرق، الرمثا، والبادية الشمالية الشرقية، موضحا أن مدارس مديريات الأغوار الجنوبية والشونة الجنوبية ومادبا كافة، سيحصلون على الوجبة الغذائية الصحية من المطابخ الإنتاجية، في حين سيحصل طلبة المديريات الخمس المتبقية على 70 % من الوجبة التي تعدها هذه المطابخ، و30 % يحصلون على البسكويت المدعم بالفيتامينات والمعادن.
ولفت إلى أنه سيوزع على باقي مديريات التربية المشمولة بمشروع التغذية، البسكويت المحشو بالتمر والمدعم بالفيتامينات والمعادن لـ25 يوما، وهذا المشروع مدعوم من برنامج الأغذية العالمي، كما سيقدم البسكويت عالي البروتين المدعم بالفيتامينات والمعادن من إنتاج القوات المسلحة الأردنية، لـ25 يوما، بحيث يصبح مجموع أيام الإطعام 50 يوما في الفصل الدراسي الواحد.
من جهتها أكدت الخبيرة التربوية د.نجوى القبيلات، أن التوسع بمشروع الوجبات الصحية يعد أمرا في غاية الأهمية كونها تلعب دورًا مهما بالنمو الصحي للطلبة، وبالتالي دعم عملية التعلم؛ إذ تؤثر إيجابيًا على تحسين التركيز والانتباه لديهم وتعزز الذاكرة، كما أن الوجبات الصحية التي تتم بإشراف صحي تقلل معدلات السمنة والوزن الزائد وتقوي جهاز المناعة وتساعد في صحة الفم والأسنان وأجهزة الجسم، حيث إن الطلبة في هذا المرحلة بطور النمو، كما أنها تحقق العدالة بين الطلبة، بخاصة في المناطق الأقل حظا وتحسن علاقة الطالب بالبيئة المدرسية.
وأشارت إلى أن التوسع بـ"الوجبات الصحية المدرسية"، يعد استثمارا ذكيا بمستقبل الأجيال القادمة، حيث يضع أساسا صحيا وتعليميا متينا يمكن عبره بناء مجتمع أكثر وعيا واستدامة.
بدوره، رأى الخبير التربوي عايش النوايسة، أن التوسع بالبرنامج يعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة التعليم وتعزيز البيئة التعليمية بشكل عام، مؤكدا على أهمية التوسع بالمشروع ليشمل عددا أكبر من الطلبة. 
وبين، أن نموذج الوجبات المدرسية يلعب دورا محوريا بتحسين الصحة العامة للطلبة عبر تقديم وجبات مغذية ومتنوعة، يتم الحد من معدلات السمنة وسوء التغذية، ويزيد من معدل الحضور والمواظبة على الدراسة.
وأشار النوايسة إلى أن الوزارة تسعى جاهدة لتحسين عمليات تعلم وتعليم الطلبة بشكل مستمر وفي كافة المجالات، ولما للجسم السليم من أهمية كبيرة، عملت على رفع درجة الوعي الغذائي والصحي لدى الطلبة وذويهم، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية وتعديل الاتجاهات غير الصحيحة، وتتعاون الوزارة بهذا المجال مع جميع المنظمات الدولية المعنية بالتغذية المدرسية.
وأوضح، أن الوزارة أطلقت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الإستراتيجية الوطنية للتغذية المدرسية 2021- 2025، كخريطة طريق لتحسين الوضع الصحي والتغذوي لطلبة المدارس، وتضمنت الإستراتيجية رؤية للعمل المشترك لتطوير منظومة التغذية المدرسية، وتعزيز ثقافة الغذاء الصحي لبناء جيل قادر على اتخاذ خيارات غذائية صحية، وبما يسهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بأكمله.
ودعا النوايسة لتطوير مشروع المطابخ الإنتاجية التي توفر فرص عمل، ووجبات غذائية للطلبة متوازنة، لافتا إلى أن المشروع ينسجم مع تحولات الوزارة نحو التعليم المهني، بخاصة فيما يرتبط بالتعليم الفندقي وإنتاج الغذاء، ما سينعكس على مهارات والكفايات الطلبة، وبالتالي إشراك المجتمع المحلي ليكون أكثر إنتاجية.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق