الاقتصاد الجديد للتجارة الدولية

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في صيف عام 1980 كان الاجتماع الكبير حول التجارة العالمية والمالية هو عبارة عن ورشة عمل صيفية لمدة ثلاثة أسابيع في جامعة «وارويك» في إنجلترا. وقد حصلت أسعار الصرف على أعلى تقييم في «وارويك» في هذا العام. اجتاحت المنافسة الاحتكارية نظرية التجارة، بسرعة وبشكل كامل. وكان الاقتصاد الجديد للتجارة الدولية مناسباً للعالم في أوائل الثمانينات. استطاع الاقتصاديون الآن أن يروا أن التجارة الدولية تتكون من طبقتين عريضتين: التجارة الأساسية في السلع والخدمات والتي تتميز بالمنافسة الكاملة المدفوعة بالمزايا النسبية، إلى جانب مستوى أعلى من المنافسة الاحتكارية التى من خلالها يتم تحريض المؤسسات الكبرى متعددة الجنسيات عن طريق الدعم الحكومي الصديق، على شن هجمات دورية على أسواق بعضها بعضاً، وكان التخصص يتحدد وفقاً لحجم السوق. كلا نوعي التجارة سوف ينتج مكاسب مشتركة. ولكن إذا نشأت مزايا النوع الأول عن توزيع الموارد الطبيعية، فإن منطق المستوى الأعلى لم يكن إلا نتيجة تاريخية - من يستطيع أن يحصل على السبق في مجال محركات جز العشب أو الطائرات أو أجهزة الحاسب الآلى. ربما يفسر ذلك نجاح اليابان. وربما يفسر ذلك نجاح IBM أو بوينج، لم يكن من الممكن أن تكون الاكتشافات الحديثة أكثر صلة. كانت الحكومات دائماً ما تتلقى الحث على تبنى السياسات الصناعية وللتشابك مع «التجارة الاستراتيجية بشكل واضح كان السؤال الوحيد هو هل كان من السهل أم من الصعب تطبيق السياسات الحديثة. وكانت اقتصاديات جانب العرض هي السمة المميزة لأواخر السبعينات وأوائل الثمانينات والتي ثبت أنها كانت سبباً في حيرة أولئك الذين يتبعون مسار التنمية في الاقتصاد.
لعدد قليل من السنوات المثيرة قام روبرت مندل، وصديقه البروفيسور هاری جونسون بإثارة المعارك بطريقة منتظمة ضد، ميلتون فريدمان، حول سياسة سعر الصرف حيث رأى فريدمان أن العملات لابد أن يتم تعويمها بحرية. لهذا السبب يستطيع البنك المركزي أن يستمر في السيطرة على عرض النقود. ورأى مندل وجونسون، أن رؤية فريدمان محكوم عليها بالفشل، لأن رأس المال أصبح متحركاً. وفي اقتصاد مفتوح، تعمل السياسة النقدية والسياسة المالية بطريقة شديدة الاختلاف معتمدتين على نظام سعر الصرف. ربح فريدمان المعركة السياسية. وبينما كان النظام الذى صممه كينز في بريتون وودز يتهاوی. كان تعويم سعر العملة سرعان ما سيصبح هو القاعدة. ولكن ربح روبرت مندل (1932- 2021) حرب المنهجيات (وبنفس السرعة، قلب نفسه وركز على التفاصيل). واختصر الموضوع في ولع فريدمان بتحليلات التوازن الجزئي وعدم جدواها الأكيدة، في النهاية في العالم الواقعي، لم تبق جميع الأشياء الأخرى على حالها بعد ذلك. ثم أصبح لدى مندل نموذج توازن عام، أوضح كيف يمكن أن يعمل كل شيء في نفس الوقت.
في وارويك أكد مؤيدو جانب العرض أن تخفيض الضرائب سيؤدى إلى تسارع النمو الاقتصادي. ولكنهم لم يقوموا بأي محاولة للحصول على التوافق من خلال النماذج المكونة بعناية. وتجاهلوا معظم ما سبق قوله قبل ذلك وتحاشوا استخدام لغة مقنعة: فقد كان الشغل الشاغل لهم هو النمو الاقتصادي، بالرغم من أنهم لم يقولوا ذلك. فقد تأرجحوا حول العرض، والعرض، والعرض. وفي الوقت الذى جمعت فيه ثورة تزايد العوائد مريديها في المهنة في الاجتماعات التي عقدت في جامعة وارويك، فإن مؤيدي جانب العرض أدوا عملهم، ولكن على صفحات الجرائد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق