استضاف كرسي الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لإدارة التقنية بكلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية في جامعة الخليج العربي الدكتور إريك ويند، الذي قدم محاضرة حول "القيادة الرقمية في ظل التحول المؤسسي والتقنيات الناشئة"، مستعرضاً أبرز محطات تجربته المهنية في جامعة لايبزغ الألمانية، بالإضافة إلى خبرته العملية في قطاع المعلوماتية والقيادة الرقمية، وذلك في إطار مبادرة رئيس جامعة الخليج العربي، الدكتور سعد بن سعود آل فهيد، لتفعيل الكراسي العلمية في كليات الجامعة
هذا، وقدم المحاضر نموذج "الذهنية الرقمية" الذي يتضمن التفكير المنهجي والتعميم المرتبط بحاجات الناس والبيانات، ويعزز مبادئ الاستدامة والمرونة. وأكد على أهمية التحول الرقمي في مجتمع المعرفة، الذي يرتكز على التعلم المستمر، التجريب، التكيف، واستخدام التقنية، إلى جانب المشاركة والتعاون البحثي عبر مختلف المجالات المعرفية.
وأشار إلى أهمية القيادة الرقمية وأثرها في مواجهة التحديات المعاصرة، قائلاً: "ما يميز القيادة الرقمية هو قدرة المبدع على استيعاب عدة مجالات لبناء نماذج أعمال مبتكرة، في ظل حالة من عدم اليقين والتعقيد في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية".
كما شدد على ضرورة تطوير مؤسسات التعليم العالي لتعزيز التفكير النقدي واستخدام التقنية من أجل تقديم حلول مبتكرة.
وأوضح أن القائد الرقمي يجب أن يمتلك القدرة على دمج مجموعة من المهارات والمعارف من مجالات متنوعة، مع الاستفادة من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي الذي يعد محوريًا في تطوير نماذج الأعمال المبتكرة.
وأوضح الدكتور إريك أن التعليم العالي يجب أن يكون في صميم هذه الجهود، حيث يتعين عليه تعزيز مهارات التفكير النقدي، التحليل، والابتكار لدى طلاب الدراسات العليا، وتمكينهم من استخدام التقنية، بحيث تصبح جزءًا أساسيًا من منهج التفكير الذي يسهم في إيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
من جهته، أشار عميد كلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية، أستاذ الموارد المائية بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور وليد زباري، إلى أن الاستثمار في الكراسي العلمية يمثل خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر إشراقًا للجامعات والمجتمعات على حد سواء. وأوضح أن هذه الكراسي تتيح الفرصة للابتكار المستدام والنمو الأكاديمي المستمر، مؤكدًا في جامعة الخليج العربي على أهمية تعزيز هذا النموذج الأكاديمي، والسعي لتوفير بيئة علمية خصبة تدعم التفكير النقدي والإبداعي في مختلف التخصصات.
بدورها، أكدت مشرفة كرسي الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لإدارة التقنية، الدكتورة عفاف بوغوي، أن الهدف الاستراتيجي للكرسي هو تعزيز التميز الأكاديمي والبحثي في مجال إدارة التقنية من خلال تطوير معارف مبتكرة، وبناء شراكات مستدامة مع الجهات المحلية والدولية، بالإضافة إلى إعداد الكفاءات البشرية القادرة على قيادة التحول الرقمي وإدارة التقنيات الحديثة بفعالية لتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت: "يأتي إنشاء الكرسي كخطوة متقدمة نحو تحقيق رؤية الجامعة الطموحة في أن تكون مركزًا عالميًا للإبداع التقني وإدارة المعرفة، ومن خلال أهدافه الاستراتيجية يسعى الكرسي ليكون نموذجًا رائدًا ليضع الجامعة في الطليعة التي تقود مسيرة التقنية وإدارتها لخدمة اولويات التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي.
في ذات السياق، ناقش رئيس قسم إدارة الابتكار والتقنية، الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي، مجموعة من المحاور المتعلقة بموضوع المحاضرة، مثل كيفية معالجة إشكالية تماهي الإنسان والتقنية في العصر الرقمي، وآليات تطوير منهجيات تدريس تعزز التفكير النقدي والتعاطف في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استكشاف ما إذا كانت القيادة الرقمية تعتبر نوعًا من القيادة التحولية أو العضوية، وسبل تحضير جيل المستقبل لمهن جديدة، فضلاً عن تطوير التعاون البحثي بين الجامعات.
0 تعليق