دبي: «الخليج»
شهدت الأسواق العالمية تراجعاً ملحوظاً في مؤشرات الأسهم اليابانية والأوروبية مع بداية الأسبوع، مدفوعة بهبوط أسهم شركات التكنولوجيا وسط مخاوف متزايدة من تصاعد المنافسة الصينية في قطاع الذكاء الاصطناعي.
بينما هبطت العقود الآجلة الأمريكية بشكل ملحوظ وسط ترقب المستثمرين لأسبوع حافل بإعلانات الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى، ما زاد من الضغط على الأسواق العالمية.
وفي ذات السياق، أثارت شركة «ديب سيك» الصينية للذكاء الاصطناعي اهتمام المستثمرين بعد إطلاق نموذجها الجديد «ديب سيك - آر1»، الذي يقال: إنه ينافس أنظمة الذكاء الاصطناعي الأمريكية مثل «ChatGPT». هذا التطور يعكس تحولاً كبيراً في سباق التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة، حيث يتوقع الخبراء تأثيراً مباشراً في هيمنة وادي السيليكون. وعلى الرغم من هذا الضغط، تلقت الأسواق اليابانية دعماً جزئياً من ارتفاع أسهم شركات التصدير مثل «تويوتا» و«هوندا»، مستفيدة من استقرار الين أمام الدولار.
تقييم تأثير شركة صينية ناشئة
وانخفض المؤشر نيكاي بنحو واحد في المئة، الاثنين، متأثراً بهبوط أسهم شركات التكنولوجيا بعد ارتفاعها الأسبوع الماضي، في وقت يعمل فيه المستثمرون على تقييم تأثير شركة صينية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على هيمنة الولايات المتحدة على القطاع.
وتراجع المؤشر نيكاي 0.9 في المئة إلى 39565.80 نقطة عند الإغلاق بعد ارتفاعه في التعاملات المبكرة.
وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.3 في المئة إلى 2758.07 نقطة.
وتكبدت أسهم شركات التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل خسائر فادحة ومحت مكاسب حققتها الأسبوع الماضي على خلفية أنباء عن خطط أمريكية للاستثمار في تمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ويراقب المستثمرون شركة «ديب سيك» الصينية للذكاء الاصطناعي بعد أن أطلقت نموذجاً مفتوح المصدر يسمى «ديب سيك-آر1» يقال: إنه ينافس نموذج «أو1» لشركة «أوبن إيه.آي» وفقاً للعديد من مؤشرات الأداء.
وقال ماساهيرو إيتشيكاوا كبير خبراء السوق في شركة سوميتومو ميتسوي دي.إس لإدارة الأصول: «هناك احتمالات أن تبدأ وجهة النظر بأن التقنيات الأمريكية المتطورة من شركات مثل إنفيديا وأوبن إيه.آي هي الأكثر هيمنة في العالم في التغير قليلاً».
وانخفض سهم أدفانتست، التي تعد شركة إنفيديا من عملائها، بنسبة 8.6 في المئة مسببة أكثر تأثير هبوطي على نيكاي.
ونزل سهم مجموعة سوفت بنك، المستثمرة في الشركات الناشئة بمجال التكنولوجيا، 8.3 في المئة.
كما هبطت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية خلال ساعات التداول في اليابان بعد أن أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على تراجع يوم الجمعة، تحت ضغط من قطاع التكنولوجيا.
وهبطت العقود الآجلة الأمريكية قبيل أسبوع النتائج، الاثنين، وانخفضت العقود الآجلة للأسهم في وقت مبكر من يوم الاثنين، حيث يتطلع المستثمرون إلى أسبوع أرباح كبير. وانخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمتوسط ​​داو جونز الصناعي 510 نقاط، أو 1.14%. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 1.8%، في حين انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 2.9%.
وهذا الأسبوع هو أسبوع كبير للمتداولين الذين يأملون في مزيد من الوضوح بشأن حالة السوق الصاعدة، حيث من المقرر أن تنشر أربع شركات من أصل سبع شركات في «Magnificent 7» أرباحاً ربع سنوية في الأيام المقبلة.
وسيستخدم المستثمرون تقارير شركات التكنولوجيا الكبرى القادمة لقياس المدة التي يمكن أن تستمر فيها مكاسب السوق المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن تعيد النتائج الإيجابية إشعال الثقة، في حين أن أي خيبة أمل يمكن أن تضر بالسوق الأوسع، والتي تمثل ما يقرب من 40% منها من قبل «Magnificent 7».
الأسهم الأوروبية
وانخفضت أسهم أوروبا عند الفتح مع هبوط أسهم التكنولوجيا العالمية بسبب مخاوف المنافسة في الصين.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الإقليمي في أوروبا بنسبة 0.69%، مع انخفاض مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.2%.
وكان قطاع التكنولوجيا هو الأسوأ أداءً، حيث انخفض بنسبة 4%، مع تراجع شركات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم بسبب المخاوف بشأن المنافسة من شركة Deep Seek الصينية.

قال نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية deVere Group: إن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته «ديب سيك» مؤخراً كان أكثر فعالية من حيث الكلفة أثناء التشغيل على شرائح أقل تقدماً من أدوات، مثل «تشات جي بي» من أوبن إيه أي.
وقال جرين في تعليق عبر البريد الإلكتروني: «ستتحدى «ديب سيك» زعامة وادي السيليكون، وتعطل المشهد التكنولوجي العالمي وتعيد تشكيل اتجاه سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي».
وتلقت البورصة اليابانية بعض الدعم بعدما رفع بنك اليابان يوم الجمعة، أسعار الفائدة كما كان متوقعاً على نطاق واسع. ولا تزال الأسواق تتوقع رفعها 25 نقطة أساس أخرى هذا العام.
وارتفعت أسهم شركات التصدير، ومن بنيها سهما تويوتا موتور وهوندا موتور لصناعة السيارات بعدما حوم الين في نطاق 155 مقابل الدولار.
ومن بين 225 سهماً مدرجة على المؤشر نيكاي، ارتفع 175 سهماً.
وانخفض سهم طوكيو إلكترون لصناعة معدات تصنيع الرقائق 4.9 في المئة.
ونزل سهم فوجيكورا لصناعة مكونات الأجهزة الإلكترونية بنسبة 10.7 في المئة.
وارتفع سهم فاست ريتيلنج المالكة للعلامة التجارية يونيكلو 0.6 في المئة.
(وكالات)