باحثون عمانيون يناقشون سبل المحافظة على التراث العماني المخطوط بمعرض الكتاب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في إطار ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب، انعقدت اليوم ندوة علمية بعنوان "التراث العماني المخطوط: كنوز ومشاريع". شهدت الندوة حضورًا مميزًا من باحثين ومتخصصين في مجال التراث الثقافي، حيث تم التركيز على الدور الحيوي الذي تلعبه المخطوطات العمانية في تشكيل الهوية الثقافية للسلطنة، إضافة إلى المشاريع الوطنية لحفظ هذه الكنوز التاريخية.

 

التراث العماني المخطوط

بدأت الندوة بورقة قدمها الباحث العماني محمد الطارشي، الذي تناول فيها أهمية المخطوطات العمانية والتحديات التي تواجه فهرستها وتصنيفها.

 وأكد الطارشي أن سلطنة عمان تزخر بعدد وافر من المخطوطات النفيسة التي تمثل جزءًا من تاريخها الثقافي، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجهود الرسمية والأهلية التي تهدف إلى جمع وتصنيف هذه المخطوطات بشكل منهجي، لضمان الحفاظ عليها للأجيال القادمة.


التراث العماني المخطوط في جمهورية مصر العربية


في المشاركة الثانية، قدم الباحث سلطان الشيباني ورقة بحثية، ألقاها نيابة عنه فهد السعدي. وناقشت الورقة الموضوع المثير للاهتمام حول المخطوطات العمانية التي وصلت إلى مصر عبر مراحل تاريخية مختلفة. 
بين السعدي في حديثه وجود أكثر من ألفي مخطوط عماني تم العثور عليها في المكتبات المصرية، مستعرضًا الأسباب التي أدت إلى هذا الانتقال. أبرز الأسباب الأربعة التي ذكرها كانت الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر الذي يربط بين المشرق والمغرب، وكذلك الأوقاف العمانية التي كانت تُوقف في مصر منذ القرن الحادي عشر الهجري. كما أشار إلى أن مجموعة من طلبة العلم العمانيين الذين درسوا في مصر ساهموا في انتقال العديد من المخطوطات، إضافة إلى ظهور المطابع في مصر في فترة لاحقة والتي ساعدت في نشر هذه المخطوطات بعد طبعها.

كما لفت السعدي إلى أن هناك بعض المخطوطات العمانية التي وصلت إلى مصر، ولا يوجد تاريخ دقيق لكيفية وصولها مما يعكس الغموض المحيط بنقل بعض هذه الأعمال الثقافية.


الحفاظ على المخطوطات


تعرض الباحث العماني وليد النبهاني في ورقته البحثية إلى مشروع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في حفظ ونشر المخطوطات العمانية. أشار النبهاني إلى أن الوزارة تسعى من خلال مشروعها إلى إرساء استراتيجية ثقافية شاملة تهدف إلى المحافظة على الهوية الثقافية العمانية، بما يشمل الحفاظ على التراث المخطوط وتطويره ضمن رؤية عمان 2040.


وأوضح النبهاني أن الاستراتيجية الثقافية التي تعمل الوزارة على تنفيذها تتضمن محاور متعددة، مثل تعزيز الهوية الثقافية، وتطوير الأدب والنشر، بالإضافة إلى دعم التواصل الثقافي والمبادرات الثقافية التي تساهم في الحفاظ على التراث العماني. كما أشار إلى أهمية التواصل الثقافي في هذا السياق، موضحًا أن المخطوطات العمانية منتشرة في العديد من الأماكن حول العالم ولا توجد إحصاءات دقيقة عنها حتى الآن. لذا فإن وزارة الثقافة تعمل على تطوير خطة وطنية لضمان الوصول إلى هذه المخطوطات وحمايتها بشكل يتناسب مع أهميتها التاريخية والثقافية.

واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية مواصلة العمل على جمع وتصنيف المخطوطات العمانية، مع التركيز على حماية هذا التراث النفيس من الضياع. كما أبدى العديد من الحضور اهتمامهم بتوسيع نطاق التعاون بين الدول العربية في مجال الحفاظ على التراث المخطوط، مؤكدين أن الحفاظ على هذه الكنوز هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية.

 

567.jpg
568.jpg
573.jpg
569.jpg
571.jpg
570.jpg
572.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق