"الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء" في ندوة فكرية بمعرض الكتاب (صور)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد معرض القاهرة للكتاب لعام 2025 ندوة فكرية متميزة لمناقشة كتاب "الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء: مدخل إلى تفكيك أوهام تصارع المفاهيم"، للمؤلف د.محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.

عقدت الندوة، الاثنين، بحضور كوكبة من العلماء والمفكرين، من بينهم د.علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد الله مبروك النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

جمعة: ضرورة فهم النصوص بما يخدم وحدة الأمة

وأكد علي جمعة خلال كلمته أن الإسلام دين يدعو للاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة، مشيرًا إلى أن النصوص القرآنية والسنة النبوية جاءت لتعزيز القيم الإنسانية والوحدة بين المسلمين.

وأوضح أن التعامل مع حديث "افتراق الأمة" يتطلب منهجية علمية دقيقة تحمي النص من التوظيف الخاطئ الذي قد يؤدي إلى تقسيم الأمة.

أشار جمعة إلى أن الحديث استُغل تاريخيًا لتبرير الإقصاء والتفرقة، مؤكدًا أن الإسلام يدعو للتراحم والتعايش، كما أشاد بجهود الدكتور بشاري في تقديم قراءة نقدية لهذا المفهوم، واصفًا الكتاب بأنه خطوة جريئة لمعالجة قضية شائكة أثرت على وحدة المسلمين عبر العصور.

النجار: مراجعة التراث ضرورة لتحقيق الأخوة الإسلامية

وشدد د.عبد الله مبروك النجار على أهمية مراجعة النصوص التراثية بمنهج نقدي يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية. وأكد أن التراث الإسلامي، رغم قيمته الفكرية، يحتوي على نصوص أسيء استخدامها في سياقات خاطئة لتبرير التكفير والإقصاء، ما أضعف وحدة الأمة.

وأضاف النجار أن حديث "الفرقة الناجية" كان أحد النصوص التي تم توظيفها بشكل خاطئ لتكريس النزعات الإقصائية، ودعا العلماء إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة والعمل على تعزيز خطاب ديني يحقق التلاحم بين المسلمين.

بشاري: تصحيح المفاهيم لإعادة قراءة النصوص بروح شمولية

في مداخلته، استعرض د.محمد بشاري أبرز محاور كتابه، مشيرًا إلى أن مفهوم "الفرقة الناجية" استُغل تاريخيًا لتعزيز الانقسامات المذهبية والفكرية. وأوضح بشاري أن الحديث عن افتراق الأمة قد تضمن إدراجات تفسيرية مثل "كلها في النار إلا واحدة"، والتي ساهمت في توظيفه لخدمة أيديولوجيات متطرفة.

أشار بشاري إلى أن الهدف من الكتاب هو إعادة قراءة النصوص الدينية في سياق مقاصد الشريعة الإسلامية، بعيدًا عن التفسيرات الأحادية التي تُستخدم لتبرير التفرقة. كما شدد على أن الإسلام دين يسع الجميع، وأن النجاة لا ترتبط بجماعة أو فرقة معينة، بل ترتبط بالعمل الصالح والالتزام بتعاليم الإسلام السمحة.

ودعا د.بشاري إلى تبني منهج نقدي في فهم الحديث والنصوص المشابهة، بما يضمن انسجامها مع قيم الإسلام في التراحم والشمولية.

اختُتمت الندوة بتوقيع د.محمد بشاري نسخًا من كتابه وسط تفاعل كبير من الحضور، أشاد العلماء والمفكرون بجهود المؤلف في تقديم قراءة نقدية لمفهوم "الفرقة الناجية"، مؤكدين أن الكتاب يُعد دعوة صادقة لتعزيز الوحدة الإسلامية ومواجهة التحديات الفكرية.

وأكد المشاركون أن مثل هذه الأعمال تسهم في تصحيح المفاهيم الدينية بما ينسجم مع متطلبات العصر ومقاصد الشريعة الإسلامية.

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق