يقولون؛ "كلّ ما كبر يعقل!!"،ولكن للأسف هذا القول يبدو بعيداً عن واقع من يركضون خلف ترندات عبثية كترند "البشار"، الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي. الطعام، تلك النعمة التي وهبنا الله إياها لنحيا، تحوّل إلى وسيلة عبث وسخرية لتحقيق شهرة زائفة وتفاعل بلا قيمة. أليس هذا قمة الاستخفاف بنعم الله؟
ما بدأ كفيديو عابر لشخص يلهو بالبشار، تحوّل إلى ظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم وللأسف طالت مجتمعاتنا العربية الداخلية. ملايين يتابعون هذه المقاطع، يتفاعلون معها، دون أن يدركوا أن خلف هذا "الترند" إهداراً لنعم تعتبر حلماً للملايين حول العالم. بينما يبيت الكثيرون بلا طعام، يُستخدم هذا المورد الثمين كأداة للسخرية والاستعراض الفارغ.
هذا السلوك يتجاوز حدود السخافة ليُظهر خللاً خطيراً في القيم الأخلاقية والدينية. كيف نقبل أن يتحول الطعام، الذي يسد رمق الجوعى، إلى وسيلة للضحك الرخيص؟ أليس احترام النعم واجباً إنسانياً ودينياً؟
علينا جميعاً أن نرفض مثل هذه الظواهر، التي لا تضر فقط بقيمنا، بل ترسخ ثقافة الاستهتار واللامسؤولية. إذا لم نتحرك لردع هذه الممارسات ورفع وعي المجتمع حول خطورتها، فإننا نساهم بصمتنا في انحدار أكبر. العالم يواجه تحديات أكبر من أن نضيّع وقتنا في العبث، فهل نعي ذلك قبل فوات الأوان؟
0 تعليق