البحرين وسلطنة عُمان تاريخ متجذر يعيد نفسه بعد 5000 سنة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هناك بالتأكيد مخرجات ثمينة للغاية تخرج بها دائماً الزيارات التي تتم بين قادة الدول، والتي تأتي تحت مسمى "زيارة دولة" وهذا ما أظهرته الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه إلى أخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان الشقيقة حفظه الله ورعاه.

المتابع للتاريخ الخليجي سيجد أن هناك مرحلة مزدهرة جديدة في عهد العلاقات البحرينية العمانية تأتي لبناء اللبنات الأولى من هذا العهد المشرق، ولو كان هناك تحليل يصف هذه المرحلة لقلنا التاريخ يعيد نفسه اليوم فيما كان موجوداً ما بين دلمون "البحرين" ومجان "سلطنة عُمان" تاريخياً حينما كان الترابط الثقافي والتجاري والاقتصادي والتنموي قائماً بينهما كحضارتين في ذلك الزمن البعيد وكدولتين في وقتنا الراهن، فقد أسفرت الزيارة التاريخية الأخيرة عن توقيع 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي بين مملكة البحرين وسلطنة عمان شملت مختلف أوجه القطاعات التنموية وهي بالطبع تأتي استكمالاً للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه إلى مملكة البحرين عام 2022، والتي أسفرت عن توقيع 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وخرجت بالإعلان عن إنشاء الشركة البحرينية العمانية القابضة باستثمار تصل قيمته إلى 10 ملايين دينار كما تم منح سلطنة عمان صفة الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية وحق السيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في الخدمات الإلكترونية المقدمة ومراكز الحوسبة السحابية القائمة بمملكة البحرين.

كما كان من أبرز ثمار هذه الزيارات التاريخية تأسيس جمعية الصداقة العمانية البحرينية وإشهارها في يونيو 2022، والتي تترأسها ردينة عامر الحجري، وتسعى إلى توثيق أواصر التعاون بين مملكة البحرين وسلطنة عمان على المستويين الرسمي والشعبي وتطوير وتعزيز العلاقات في الميدان الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي وأنشطة الشباب والرياضة حيث لاحظنا أن هناك نهضة كبيرة في جانب تعزيز النشاط السياحي والتجاري تحديداً قد تم خلال هاتين السنتين من خلال تنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات والفعاليات السياحية والتجارية في كل من مملكة البحرين وسلطنة عمان ودعم المتاجر ومشاريع الأسر المنتجة والمشاريع الشبابية ومتاجر المنتجات الوطنية حيث أصبح المواطن البحريني والسائح في مملكة البحرين بإمكانه الوصول إلى المنتجات العمانية الشهيرة بكل سهولة ويسر والعكس صحيح؛ مما أوجد نوعاً من الشراكة المستمرة ما بين أصحاب المشاريع البحرينيين والعمانيين.

كما لا ننسى أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان والهيئة العامة للرياضة بمملكة البحرين قد وقعتا برنامجاً تنفيذياً في المجال الرياضي للأعوام (2022 -2025) لتبادل الخبرات الرياضية إلى جانب أنه تم تنظيم فعاليات اليوم الرياضي العماني البحريني في يناير 2022 لأجل تعزيز الشراكة والتعاون في المجال الرياضي ما بين كل من المملكة والسلطنة وحرصاً على توأمة البرامج الرياضية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين.

كل هذه الشراكات القائمة التي تأتي تماشياً مع العهد الجديد للعلاقات الثنائية القائمة ما بين المملكة السلطنة ومواكبة للتطورات الجارية في وقتنا الراهن هي بالأصل تدخل في مفهوم ذاكرة الامتداد التاريخي المشترك الذي كان قائماً منذ عقود طويلة بين البحرينيين والعمانيين منذ حضارتي دلمون ومجان واستكمالاً لمسيرة جسور الترابط التجاري والثقافي والحضاري والاجتماعي منذ وقتها إلى يومنا هذا، والتي تؤكد أن العلاقات البحرينية العمانية كانت وما زالت قائمة على إرث حضاري كبير يعتبر الأقدم في تاريخ المنطقة العربية ككل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق