المخلصة... سبعينية «بتصلح عَجل» من 40 سنة: «نفسى أحج لزوجى المتوفى»

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما تدخل أشهر شوارع الحى الغربى بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تجد دكانها القديم هو العلامة المميزة لكل الأماكن حوله، كونه الوحيد الذى ظل على حاله لسنوات طويلة دون أى تغيير، مع ارتباط كثير من أطفال المنطقة بها، فهى التى كانت تُصلح- وما زالت- دراجاتهم الصغيرة وتُنهى ما بها من خلل.

آمال محمد حمادة، الشهيرة بـ«أم رشا»، وصلت سنوات عمرها إلى المحطة السبعين، تعمل منذ ٤٠ عامًا فى المكان نفسه، بعدما كانت ترافق زوجها فى العمل منذ الصباح الباكر حتى إغلاق محله، قبل وفاته، وجنت ثمار كفاحها الطويل فى ٣ بنات ربتهن وعلمتهن وزوجتهن جميعًا.

قالت «أم رشا»، لـ«الدستور»: «أعمل فى المكان نفسه منذ ٤٠ عامًا، ولحبى الشديد لزوجى لم أتركه أبدًا، وخلال فترة مرضه الصعبة للغاية، كنت أغلق المحل وأذهب معه ليأخذ جرعة الكيماوى، وعندما ننتهى يأتى معى إلى المحل مرة أخرى، ويتغير مزاجه من معاملة الناس، ويستعيد صحته من ابتسامة المحيطين وفرحة الأطفال عندما يصلحون دراجاتهم الهوائية الصغيرة».

وأكدت أنها ورثت المهنة عن زوجها، وتواصل العمل بها بكل جد حتى يومنا هذا، رغم سنها الكبيرة، موضحة أنها تصلى الفجر يوميًا، ثم تتوجه إلى ورشتها لفتحها، وتواصل العمل فيها حتى بعد صلاة العشاء، وهو ما يتكرر بشكل يومى، وعزيز على قلبها.

وأضافت أن أمنيتها الوحيدة هى الذهاب لأداء فريضة الحج عن زوجها الراحل، الذى طالما كان الحج أمنيته الوحيدة، وتتمنى أن تحققها له بعد أن غادر الحياة، وبقى الذكرى الوحيدة فى وجدانها، فى ظل المعاملة الطيبة والحب والحنان التى كانت تلقاه منه، رغم ضيق الحال، مؤكدة أنها عاشت معه أجمل أيام عمرها، ولا تريد شيئًا سوى أن يجمعها الله به فى الآخرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق