مستقبل البحرين

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كلما مضى الزمن، كلما تزايدت التحديات التي تواجه الدول والشعوب، خاصة تلك المرتبطة بديمومة الاقتصاد واستقرار الحياة.

البحرين كدولة تواجه تحديات مثل الجميع، والزمن يختلف بالضرورة في متطلباته وتطوراته، فما كان في السابق سهلاً أصبح اليوم معقداً ويحتاج لجهود وعمل متواصل، فالحياة لا تدوم بنفس الوتيرة.

ومع كل هذه الأمور، لابد وأن تتنامى الجهود وتتزايد الخطط وتتطور الاستراتيجات، والهدف هو مواكبة التحديات والتغلب على الصعوبات وبيان الفرص والاستفادة منها، وهي أمور سهلة في صياغتها وكتابتها، لكن في ترجمتها كعمل وحراك ومن ثمّ نتائج، تحتاج لجهود وجدّية، وتحتاج لكوادر قادرة أن تكون على قدر التحديات، خاصة وأن الهدف يتلخص في هذه المعادلة: "مصلحة ومستقبل وطن، واستقرار وخير شعبه".

هذه المعادلة التي يتمحور عليها العمل المرتبطة بأهداف البحرين العليا والاستراتيجيات التي توضع، والتعويل في مقام أول على العمل الذي يحقق هذه الأهداف.

بالتالي كل خطوة في اتجاه مواكبة التحديات وصناعة مستقبل آمن ومستقر، هي خطوة إيجابية يجب أن تُعزّز ويبنى عليها.

مثال ذلك مصادقة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه أمس على قانون احتياطي الأجيال، وتحديد سقف المبالغ المستقطعة من الإنتاج النفطي بحسب سعر السوق اليومي، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز رصيد الاحتياطي، ويمنح البحرين القدرة على إنماء موازنة مستقرة في شأن التعامل مع أية تحديات. ولهذه الآلية سوابق شهدنا فيها قدرة البحرين على التعامل مع ظروف طارئة كانت لها تأثيراتها وتداعياتها.

في جانب متوازٍ هناك جهود تُبذل، واستراتيجيات تُوضع، وأخرى يتمّ إخضاعها للتقييم والتعديل والتطوير، كلها تدخل ضمن العمل الذي تقوم به الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وهذا من منطلق حرصه ومسؤوليته على مواكبة التحديات، وأن تكون الحكومة عبر عملها قادرة على خوض هذه التحديات وضمان الاستقرار المالي وديمومة الاقتصاد وتناميه، بما يحقق الأهداف المرجوة، والتي يجب أن تنعكس إيجاباً على الوطن وأهله.

هناك فارق كبير بين من يخطط ليومه الآني، وبين من يعمل وعينه على المستقبل، ويضع أمامه رؤية وخطة بشأن ما يجب أن نصل إليه بعد مدى زمني قصير أو متوسط أو بعيد. وهنا لأجل تحقيق كل ذلك نحتاج للأفكار والعقول التي ترسم سيناريوهات إيجابية قابلة للتحقق، وكذلك نحتاج للسواعد والطاقات القادرة على ترجمة كل مخطط إلى واقع وتجني من ورائه النتائج التي تخدم هذا الوطن الغالي وشعبه الطيب.

من يراقب عن بُعد، أو من لا يملك فرصة الاقتراب من دوائر العمل وصناعة القرار، قد لا يُدرك حجم التخطيط الاستراتيجي، ولا حجم التفكير ووضع الخطط، ولا أيضاً حجم الجهود، لأننا بطبيعتنا كبشر تهمنا النتائج النهائية والمحصلة، ونترقب تحقيق الطموحات، لكنْ من يقترب من دوائر العمل هذه، أو يكون ضمنها كعنصر فاعل ومسؤول، سيرى حجم العمل وحجم الإحساس بالمسؤولية، وسيُدرك بأن هدف صناعة مستقبل البحرين وديمومة الحياة المستقرة والاقتصاد الذي يعول عليه، هدف تُبذل من أجله جهود يومية، هدف فيه عمل لا يتوقف، يبدأ من رأس الحكومة نفسه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وينخرط في كل حراك مرتبط به كل شخص مُنح المسؤولية واعتُبر من "فريق البحرين" الذي عليه العمل لأجل صناعة "مستقبل البحرين".

بلادنا بخير بإذن الله، حفظها الله بجهود قيادتها وأبنائها، حفظ أمنها واستقرارها، وبإذن الله طالما هناك عمل مخلص مجتهد، وهناك إرادة لمواجهة التحديات والتغلب عليها، بإذن الله سيكون مستقبلها متنامياً ومزدهراً، طالما الجميع يعمل لأجل ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق